مدينة جرش الحضرية معزولة عن السياحة في “الأثرية

حرير  – بضعة امتار تفصل بين المدينتين الحضرية والأثرية في جرش، غير انها كافية لتبقى الأولى بمعزل عن ما يدور في الجانب المقابل، في تجسيد حقيقي لحاجز الزمان الوهمي، الذي فصل النشاط السياحي عن التجاري، وحرم تجار السوق من إمكانية الاستفادة من ما يزيد على 2000 سائح يكتفون بمشاهدة الآثار يوميا.
هذا الحال ليس بجديد، وفق العديد من تجار السوق في جرش، الذين يطالبون ومنذ سنوات بضرورة دمج المدينتين ليتسنى للسائح الوصول إلى المحال التجارية والتسوق منها بما يعمم الفائدة على المدينة الاثرية.
يقول تجار في جرش، إن الأوضاع الاقتصادية للمواطنين باتت في اسوأ أحوالها، وحركة البيع في الوسط التجاري شبه متوقفة على الرغم من أن مدينتهم من أنشط المدن السياحية على مستوى العالم ويدخل أسوار المدينة الأثرية ما يقارب من 2000 زائر وسائح يوميا، فضلا عن تضاعف العدد خلال فصل الصيف وفي فترة المهرجانات.
وأضافوا أن الحل في إنهاء معاناتهم وتوفير فرص عمل لآلاف المتعطلين عن العمل، هو إحياء مشروع الربط بين المدينتين الأثرية والحضرية، لاسيما وأن الهدف من المشروع هو إدخال نسبة من السياح إلى المدينة الحضرية التي يقع فيها السوق الرئيس وتضم أيضا مواقع أثرية وبيوتا تراثية ومعالم دينية قديمة، فضلا عن وجود جسر روماني أثري يربط بين المدينتين.
وقال التاجر موسى عضيبات إن الحركة الشرائية في الوسط التجاري متذبذبة ولا تنشط إلا في مواسم الأعياد وبدء دوام المدارس، أما باقي اشهر السنة فهي ضعفية على الرغم من لجوء التجار إلى عمل عروض وخصومات وتخفيضات على الألبسة بهدف جذب المواطنين ولكن “دون جدوى”.
وبين أن هذه الفترة تحديدا تشهد نشاطا سياحيا لافتا فيما تعتبر أيضا فترة انشغال المواطنين بتجهيز مونة الشتاء ومواد التدفئة وشراء زيت الزيتون، وهو ما ينعكس سلبا على الوسط التجاري الذي تتعمق فيه حالة الركود.
ويعتقد عضيبات أن الحل هو تنفيذ مشروع ربط المدينتين الأثرية بالحضرية، خاصة وأن الجهات المعنية تعمل منذ سنوات على تجهيز الوسط التجاري تمهيدا لتنفيذ هذا المشروع وقد نفذ فيه مشروع السياحة الثالث ومشروع التبليط ومشروع صيانة وترميم السوق العتيق، إلا أن هذه المشاريع تعرضت للضرر والتلف قبل تنفيذ مشروع الربط.
وقال التاجر قصي أبو العدس إن تجار جرش ومختلف الهيئات الشعبية والرسمية تطالب بمشروع الربط لإحياء مدينة جرش الحضرية والتي تستحق أن تكون على خريطة السياحة العالمية كونها تضم سوقا عتيقا كاملا متكاملا وهو أثري وغير مستغل لغاية الآن وفيها بيوت تراثية وأثرية ومساجد قديمة تصلح لأن تكون ممرا سياحيا نشطا وعالميا، لاسيما وأن دخول الزوار يسهم في إحياء الوسط التجاري الذي أغلقت ما يقارب 20 % من محاله التجارية بسبب تراجع حركة البيع.
وأوضح أن الحل في إنهاء معاناة الجرشيين ودمجهم بقطاع السياحة هو ربط المدينتين الأثرية بالحضرية وتشغيل مسار وادي الذهب والذي تم تجهيزه منذ سنوات ولم ير النور لغاية الآن، خاصة وان قطاع السياحة قد تعافى من الجائحة والحركة السياحية في ذروتها حاليا ويدخل جرش يوميا آلاف الزوار وتقتصر زيارتهم على المدينة الأثرية لمدة لا تتجاوز الساعتين.
رئيس قسم الإعلام والتواصل في بلدية جرش الكبرى هشام البنا يقول في هذا الخصوص، إن زوار المدينة الأثرية لا يدخلون المدينة الحضرية نهائيا كون المدينة الحضرية غير مدرجة على الخريطة السياحية، على الرغم من وجود مواقع أثرية وبيوت ومساجد قديمة في الوسط التجاري وجاهزة ليدخلها الزوار من حيث المشاريع السياحية التي نفذت فيها وأبرزها مشروع السياحة الثالث ومشروع التبيلط ومشروع ترحيل محال المهن والميكانيك وبناء مجمع جديد وغيرها من المشاريع التي تهدف إلى تجميل المدينة وإظهارها بصورة جمالية تختلف عن باقي المدن.
وأوضح أن عدد المستفيدين من قطاع السياحة في جرش من أبناء جرش لا يتجاوز 100 عامل منهم أدلاء سياحيون وتجار السوق الحرفي وباقي أبناء المحافظة لم يستفيدوا لغاية الآن من قطاع السياحة ويتعرضون لخسائر في أعمالهم كونهم غير مستفيدين من قطاع السياحة نهائيا.
ويرى أن البلدية قامت بتنفيذ جملة من المشاريع التي تهدف إلى دمج المدينتين الحضرية بالأثرية وآخرها مشروع مسار وادي الذهب ومشروع سياحي ضخم في السوق العتيق والذي يهدف إلى ترميم البيوت العتيقة وصيانتها، ومشروع تبليط الوسط التجاري.
إلى ذلك، بلغت الحركة السياحية في موقع جرش الأثري ذروتها مع بداية الشهر الماضي بعدد زوار يومي من السياحة الأوروبية بلغ 2000 زائر، ومن المتوقع أن تستمر حتى منتصف كانون الأول(ديسمبر) وتعتبر هذه الأعداد الأعلى إذا ما قورنت بالحركة السياحية خلال السنوات الخمس الماضية.
من جانبه، اكتفى مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة بالقول إن مسار وادي الذهب جاهز فنيا ولكنه يحتاج إلى تجهيزات لوجستية، موضحا ان مسألة إدخال السياح والزوار الى المدينة الحضرية ووسطها التجاري أمر يحتاج إلى تجهيزات فنية وتأهيلية وتدريبية وتثقيفية للتعامل مع السياح وإنجاز جملة من المشاريع داخل الوسط التجاري، قبل ان يتم اتخاذ مثل هذا الإجراء.
وأضاف، أن عدد الزوار اليومي للمدينة الأثرية يتجاوز 2000 زائر يوميا، وهذه الفترة تشهد نشاط ملموسا، وقد بدأت الحركة النشطة منذ عدة أسابيع وسوف تستمر حتى منتصف كانون الأول (ديسمبر) والزوار من السياح الأوروبيين كون هذه الفترة فترة عطل وأعياد في العديد من الدول الأوروبية

– الغد – صابرين طعيمات

مقالات ذات صلة