مستخدماً الورق المُعتّق والنسكافيه.. فلسطيني يرسم قصته مع الأسر

حرير _ ربما لم يَدر في خلد الاحتلال الإسرائيلي يوما أن بإمكان الفلسطيني القابع خلف الزنازين إيجاد الفضاءات المطلقة داخل الجحور الضيقة، وأنه قادر على صنع الحياة لنفسه، بل ويرسم ملامح وجعه داخل المعتقل حتى لو اضطر لاستخدام “الورق المعتق والنسكافيه”، مثلما فعل الفنان نضال فتاش.

نشر فتاش، الفنان الذي اعتقل عام 2012، اليوم الخميس، مجموعة من الرسومات التي قام برسمها خلال 15 شهراً قضاها في السجون الإسرائيلية، مستخدماً “النسكافيه والورق المعتق”، مجسداً فيها الحياة القاسية التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون.

عنون فتاش منشوره بـ”تجربتي بالاعتقال عند الاحتلال قصيرة ومتواضعة”.

يقول “15 شهرا رسمت فيها هاي الرسومات بقلم رصاص على ورق  معتق ونسكافيه بنشتريه من الكانتينا -مقصف السجن”، لافتاً إلى أنه قام برسمها عقب اعتقاله في سجن مجدو، فيما كان متردداً في نشرها طوال تلك السنوات، فهي تعبر عن عُشر بشاعة الاحتلال، حسب تعبيره.

يشير فتاش إلى أن ما رسمه يجسد واقع الحياة اليومية الروتينية داخل السجن، وأن ما شجعه على نشرها الآن هو حالة الاستنفار العارمة التي تجتاح المعتقلات الإسرائيلية في أعقاب قيام ستة فلسطينيين من نيل حريتهم، الإثنين الماضي.

يقول “استذكرت كلام الشهيد عمر البرغوثي أن كل أسير هو قضية، وزوجته قضية، وأمه قضية، وزيارته قضية، وكانتينته قضية، ولباسه قضية، والبوسطة التي يستقلها قضية”.

وشرح فتاش، الذي اعتقل قبل ساعات من مناقشة مشروع تخرجة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس (شمال)، الظروف التي رسم فيها تلك الرسومات، منوهاً إلى أنه قام برسم كل منها أربع مرات.

وتابع: “أول نسخة تصادرت بتفتيش عشوائي، وأظن ما دققوا بمحتواها، والثانية ضاعت، والثالثة تصادرت وخضغت في حينه للتحقيق بتهمة رسمي لتفاصيل السجن لمحاولة الهروب، أما الرابعة فهي جهد أشهر طويلة داخل السجن، واستطعت أن أحملها معي عند الإفراج عني”.

وأكد أنه يضعها اليوم بين يدي الناس علها تكون بادرة لخير ما يتعلق بالأسرى، دون أن يذكر تفاصيل أكثر عما يعنيه.

مقالات ذات صلة