تقنية «VAR».. معايير متقلبة أرهقت كرة القدم!

حرير _ عززت تقنية مساعدة التحكيم باستخدام الفيديو «VAR»، تطلعات عشاق اللعبة حول العالم، بالحد من الاخطاء التحكيمية المؤثرة والتي تتعلق بالدرجة الاولى، بضبط حالات التسلل وركلات الجزاء الى جانب البطاقات الحمرا وصولاً الى مراجعة صحة الاهداف وخلوها من اي جدل.

في بداية الامر.. بدت هذه التقنية «ثورة عظيمة» على الاخطاء التحكيمية التي حرمت فرقاً كبرى ومنتخبات، من حصد البطولات في مناسبات عدة، على امتداد سنوات متعاقبة، وقللت الفوارق بين الاندية الاعرق ومنافسيها، في ظل مراجعة فورية لأي حالة جدلية قد تغير مسار اللقاء، الامر الذي أظهر محاسن «الفار» بشكل لافت.

مع مرور الوقت، وعند النظر الى هذه التقنية من زوايا اكثر شمولية وموضوعية، فانها ما تزال الاكثر فاعلية في مواجهة الاخطاء التحكيمية والحد منها، دون اغفال سلبياتها التي بدأت تظهر بشكل لا يمكن تجاهله.. خاصة فيما يتعلق باهدار الوقت، وبطء اتخاذ القرار، الى جانب انتقاء بعض الحالات دون غيرها، والانسياق غالباً الى احتجاجات اللاعبين، بلا أسس واضحة تحكم عملية اللجوء الى الفيديو!

في انجلترا، يبدو ان مسألة الوقت في استخدام «الفار» ليست بالسوء الذي عليه في اسبانيا، حيث يحاول الحكام هناك عدم تجاوز أكثر من دقيقة واحدة من اجل حسم أي جدل دائر في ارض الملعب، الامر الذي يختلف تماماً بـ الليجا، مع استنزاف الكثير من الوقت على حالات تبدو واضحة تماماً من الوهلة الاولى!

جدل استخدام تقنية الفيديو ما يزال محط انظار ومتابعة الجميع.. المعايير تختلف من حكم الى اخر، في كل بطولة شكل مغاير ونمط متفرد، حتى ان الليجا باتت تحتسب كل حالات لمسات اليد «تقريباً» كـ ركلات جزاء اذا كانت في المنطقة المحرمة، الامر الذي يختلف بانجلترا والمانيا وغيرها، بل ان «الفار» لم يحسم أي حالة فارقة في «البريميرليج» حتى الان، واظهر مزيداً من الضبابية على الشكل والمضمون!

في لقاء ارسنال وكريستال بلاس امس الاول، الغى الحكم هدفاً بدا صحيحاً لاصحاب الارض في الدقيقة الاخيرة.. وحرم فريق المدرب اوناي ايميري من فوز مستحق، والاعادة لم تظهر اي مخالفة تستدعي العودة لـ الفار، لكن الحكم انتظر بشكل غير مفهوم القرار من غرفة تقنية الفيديو، ثم اعلن الغاء الهدف وسط دهشة الجميع وحتى مخرج اللقاء الذي حاول جاهداً ان يسترجع كل اللقطات التي سبقت الهدف دون جدوى، بل ان المعلق حسم الموقف قائلاً: يجب ان يشرح لنا الحكم أي شيء لنفهم ما يحدث!

في اسبانيا، يتخصص اتلتيكو مدريد في الضغط على الحكم للعودة لتقنية الفار، حتى في رمية التماس احياناً، والفرق التي تتجنب الاحتجاج، تفقد «غالباً» حقها مع استمرارية اللعب.. حتى بدت المسألة عبارة عن وسيلة لانقاذ الحكم من مواقف صعبة، وليس لتطوير اللعبة أو تصحيح القرارات!

ما تزال تقنية الفيديو التحكيمية «قاصرة في جوانب عدة»، ويبدو ذلك واضحاً في مقارنة الحال بين انجلترا واسبانيا وحتى المانيا وفرنسا.. المسألة هنا ليست واضحة كما نستوعب المعايير التي تحكم حالات التسلل مثلاً، بل اجتهادات شخصية تُبنى على ارتجال لحظي في غالب الاحيان، ومع اهدار الوقت ايضاً، فان «الفار» قد يصبح وسيلة اخرى لتعزيز قوة اندية ومنتخبات محددة كما يظهر هذا الامر بين حين والاخر!

مقالات ذات صلة