نظام تعرية..

 

رانيا امين حمدالله
نتائج الثانوية العامة هذا العام “عرّت” البلد، أي ساهمت بكشف عيوبها بشكل أوضح وأفضح إن جاز التعبير، شاهدنا قصصا عديدة وتابعناها عن كثب وبكل وقاحة وصمت لا وبل أحيانا ساهمنا وأمعنا بتغلغل هذه الحالات والظواهر غير الصحية، تعددت القصص وكلها مؤلمة منها ما هو مؤلم على الصعيد الشخصي ومنها ما هو مؤلم على الصعيد المجتمعي،
عندما نرى أباً لطالبة متفوقة لا يملك ثمن هاتف متنقل لاستقبال نتيجة ابنته ويقوم باللجوء لأقاربه للإستفسار عن النتيجة هذا عار علينا جميعا
عندما نتابع قضية اعتقال طالب توجيهي من قبل الإحتلال قبل آخر امتحان بليلة واحدة ويوم النتائج نزيد همه وهم أهله ومن باب الموضوعية “على أساس” تظهر نتيجته راسب هذا أيضا عار ولكنه مربع بهذه الحالة
عندما نهاجم طفلة بريئة قدمت شهادتها لصحفي لعين بكل شفافية ونحاسبها لأنها عرت منظومة تعليمية فاشلة هذا عار أيضا
عندما تستمر الألعاب النارية لثلاثة أيام التي دفع ثمن استخدامها على مدار سنوات عائلات كثيرة بمن فقد أصابعه ومن فقد عينه ومن فقد يده لأننا غير قادرين على منع دخولها للبلد ونحن غير قادرين على ضبط الأمر هذا عار
عندما ينتظر المتفوقين أهل الخير للتبرع لهم باقساطهم الجامعية وجامعاتنا الوطنية غير قادرة على استقبالهم بسبب الأزمات المالية هذا عار أيضا
ناهيكم عن قضايا تغير قوانين ونظام الامتحانات في لحظة الصفر.
هذه هي المنظومة الإجتماعية الفلسطينية التي كنا نتغنى بها؟
هذا هو النظام الأكاديمي الذي نوفره لفلذات أكبادنا؟

هذا هو واقعنا حقا؟؟؟
حقا نحن شعب فلسطين العظيم؟؟؟

مقالات ذات صلة