لقاء ال 12 دقيقة مع الرئيس بايدن في بهو مستشفى المطلع

عبد القادر الحسيني

لمدة  12 دقيقة وقفنا في بهو مستشفى المطلع محيطين بالرئيس بايدن انا ومدراء المستشفيات الخمسة ومديرة مؤسسة الاميرة بسمة نتبادل اطراف الحديث. كنت قبل ذلك قد فوضت من قبل زملائي اعضاء الشبكة بأن ابدا بالحديث بعد الانتهاء من مراسم الاستقبال. وقيل لنا سيكون معكم خمس دقائق للحديث مع الرئيس الامريكي وقد تمتد المدة الى سبع دقائق.
جلست طوال اليوم والليلة السابقة للزيارة وبعد ان اعددت بمشاركة ومشورة واسعة رسالة مكتوبة موجهة للرئيس بايدن سلمت لطاقمه قبل بدء الزيارة، جلست افكر ماذا يمكن ان يقال لرئيس امريكي في اول زيارة له لمؤسسة فلسطينية في القدس المحتلة. وسألت نفسي وانا اشعر بمدى قصر المدة الزمنية المتاحة لنا وعلى الواقف، لماذا لا يعطى الوقت الكافي لسماع رواية الشعب الفلسطيني من الفلسطينيين انفسهم ونحن بالحقيقة شعب قوي له تأثير لا يستهان به بحكم قوة قصتنا وانتشارنا الواسع في المنطقة والعالم وبحكم المكانة العالية التي يحتلها عدد كبير من الفلسطينيين والفلسطينيات من علماء واطباء ومعلمين وممرضين ومهندسين وادباء وفنانين وصحفيين واقتصاديين وسياسيين في مواقع مهمة من الخليج الذي يضعه الرئيس بايدن نصب عينيه الى الولايات المتحدة التي يفترض ان يعود اليها بالنتائج المأمولة ،وفكرت ان ابدأ حديثي معه من هنا.
لقد حضرت نفسي لأكثر من سيناريو، فان شعرت ان المدة لن تتجاوز الخمس ثوان فكنت سأقول جملة واحدة: نحن نريد انهاء الاحتلال وليس تحسين ظروف العيش تحته.
لكن حديث البهو هذا استمر كما حسبها احد مدراء المستشفيات المشاركين ١٢ دقيقة.
لقد قلت للرئيس بايدن بان زيارته تكتسب اهمية كبيرة لسببين الاول انها تأتي في وقت يشعر فيه الشعب الفلسطيني بالاهمال وزيارته الى القدس الشرقية تبعث الامل بان هناك امكانية للتغيير واننا نأمل ان ينتج عن الجولة كلها مسار سياسي يفضي الى انهاء الاحتلال فنحن نريد انهاء الاحتلال وليس تحسين الحياة تحته. والامر الاخر ان زيارته لنا مهمة للاسرائيليين لانهم يعرفون ان القدس ليست موحدة وفي الواقع فان هذا الجزء محتل والاسرائيليون يتعاملون معنا كقوة احتلال وضمن سياسات الابارتهايد.
قلت هذا الكلام وانا اعي تماما مدى شعور الاسرائيليين في اعماقهم بفشل فكرة القدس الموحدة، وليس ادل على هذا الفشل من ترحيل الحكومات الاسرائيلية المتتالية للازمات المتصاعدة في القدس الى الاجهزة الامنية والشرطة التي لا تجد اسلوبا للتعامل مع الازمات سوى التعامل بقمع المحتل وفرض سياسات منسوخة عن نظام الابارتهايد. وكان من ضمن ما أتأمله من زيارة اهم واكبر صديق لإسرائيل ان يساعد الاسرائيليين كصديق على الاعتراف بهذه الحقيقة التي ينكرونها رغم شعورهم الداخلي العميق بها بان القدس الشرقية هي منطقة محتلة وان الحل يبدا بانهاء الاحتلال. عندها يمكن الحديث عن افكار اخرى عملية من قبيل فكرة عاصمتين في مدينة مفتوحة.
أتأمل ان يقرأ الرئيس بايدن رسالتنا المكتوبة بتمعن وان يأخذ في الاعتبار هو وباقي القادة في العالم قوة الشعب الفلسطيني وتأثيره. صحيح ان قوتنا غير ظاهرة فنحن لا نمتلك حتى جيش وليس لدينا مطار او ميناء ولكن لدينا قوة كامنة هائلة قوة ايجابية نابعة من ايماننا بقضيتنا وتمسكنا بحقوقنا واعتدادنا بقصتنا وتطلعنا الواعي الى دور غير دور الضحية وهي قوة اساسية لتحقيق الاستقرار والرخاء والسلام في المنطقة.

مقالات ذات صلة