سقطت الأقنعة ..فما هو واجبنا

بعد أن سقطت الأقنعة عن الوجه الإجرامي الحقيقي لعدونا الصهيوني ، وعن وجوه من يدعون صداقتنا وهرولوا لنصرة ودعم عدونا بكل امكانياتهم وعدهم وعتادهم … فماذا نحن فاعلون
لقد بات واضحا انهم يستهدفون اطفالنا بإعتقالهم وقتلهم واعاقتهم دون سبب إلا سبب دب الرعب في نفوسهم من الجندي الإسرائيلي ومصادرة قدرتهم على الفعل والمقاومة جسديا و نفسيا .
وبات واضحا أنهم يعملون على استكمال مشروعهم واحلامهم التوراتية بالسيطرة على فلسطين وباقي الأراضي العربية المعلن عنها أرضا لإسرائيل من الفرات إلى النيل ، ويعملون على امتلاك أسباب القوة السياسية والعسكرية بما فيها السيطرة على قرارات الدول الكبرى وتكديس الاسلحة النووية  التي لن يتورعوا عن قصفنا بها … ونحن لانفكر بيوم غد ولا نفكر بآليةٍ لمواجهة هذا العدو الغادر .
نحن لا نصنع سلاحنا ، ولا نُمتن جبهاتنا واقتصاداتنا ولانصيغ مشروعا وطنيا لنا ولبلادنا واضح المعالم والأهداف لنعلنه إلى العالم أجمع بما نريد وبخطوطنا الحمراء ، بل أننا أسهل أمة تتنازل وترضى بالقليل ولاتحاسب من يخون الإتفاق والعهد معها .
أعتقد أن طوفان الأقصى كان نقطة فاصلة كشفت كل مستور ..كشفت خداع من يقدمون لنا الفتات مقابل أن نتوقف عن الإعتماد على ذاتنا والاعتماد على مقدراتنا .. فلماذا نريد ماء من إسرائيل ولدينا البحر وأكثر من بحر عربي لتحلية مياهه ونقلها إلى مدننا هذا اذا كنا لا نرغب باستخراج مياهنا الجوفية التي يشير خبرائنا إلى وفرتها بما يكفي الأردن لمدة تزيد عن  مائة عام قادم .
ولماذا نريد نفطا وطاقة من الغير ونحن في بلدٍ فيه نسبة سطوع الشمس تزيد عن 300 يوم في السنة ونستطيع أن نحصل منها على كل مانريد من الطاقة البديلة النظيفة ، ناهيك عن تأكيد الخبراء بإمتلاكنا لحقول من النفط والغاز وكمية وفيرة من اليورانيوم ” الكعكة الصفراء،” المجدي  ماديا تسويقها اقتصاديا .

ولماذا نريد قمح الغير ونحن الذين كانت سهولنا تطعم الدولة الرومانية وتحقق الاكتفاء الذاتي لنا حتى زمن قريب ، ونحن في بلد ثري زراعيا تمكنه جغرافيته مابين جبال وشفا واغوار أن  ينفذ أكثر من موسم زراعي .

اما عن إمتلاك أسباب القوة العسكرية فإن أصغر التنظيمات الفلسطينية والعربية العسكرية المقاومة استطاعت أن تصنع صواريخها البلاستية وطائراتها المسيرة ، واتباع تكتيكات عسكرية متطورة مكنتها من مقاومة إسرائيل ولجم عنجهيتها ، فلما نسمح لإسرائيل بالتطاول بإعلان اطماعها بالأرض العربية في الأردن ولبنان ومصر وسوريا والعراق وحتى في تركيا دون أي ضوابط أو حسابات تخليها عليها إتفاقيات السلام والعهود الموقعة .

وعليه فلما لا نصنع توازن القوة والتخويف والرعب الذي يوقفها عند حدها .

كل المؤشرات تشي بأن إسرائيل لن تجنح لسلام حقيقي دون اجبارها عليه فقد بات من الضروري العمل على هذا الامر بإجبار العالم على ادراك خسائره من عدم إلزام إسرائيل بالتخلي عن أحلامها التلمودية ومنح الفلسطينيين دولتهم المستقلة وتحديد حدودها النهائية والعمل على صياغة دستور واضح لها تعترف به بحقوقنا وحسن سلوكها في منطقتنا … ولا يتأتى ذلك إلا بإجراءات التخلي عن الإعتماد على مساعدات الغير ومقاطعته اقتصاديا وسياسيا والتحول لبناء علاقات رابح رابح مع أطراف و دول تحترم حريتنا واستقلالنا وتبنى معنا علاقات اقتصادية وعلاقات دعم سياسي وعسكري متوازن وصادق دون أي أطماع باركنا وبلادنا  اليوم وغدا وإلى مديات بعيدة … أطراف لا يصرح قادتها بأنهم بالبلطجة سيأخذون نفطنا وبالرغم عن انفنا يبنون قواعد عسكرية ترسخ سيطرتهم على بلادنا ومقدراتنا .

كل هذا أمر ممكن  نحن قادرون عليه ،  وهو أمر متوفر ومرحب به من قبل كثيرين .

مقالات ذات صلة