اقتصاد تركيا المتدهور ينسف حظوظ مرشح أردوغان في انتخابات إسطنبول‎

حرير _ يعتزم ناخبو مدينة إسطنبول التركية التوجه إلى صناديق الاقتراع مجددا بعد 4 أسابيع تقريبا، لاختيار مرشحهم لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في جولة الإعادة للانتخابات المحلية على المنصب، بعد أن فاز بها في النسخة الأولى التي جرت يوم 31 مارس/آذار الماضي مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، بيد أن مؤسسة بحثية ترى أن الوضع الاقتصادي المتدهور للبلاد ينسف حظوظ مرشح حزب الرئيس رجب طيب أردوغان.

وتعليقا على آخر المستجدات، يتحدث قالجان سلجوقي المدير العام لشركة “إسطنبول أكونومي” للأبحاث لموقع “أوضه تي في” إن الأفضلية ستكون لإمام أوغلو وتحالفه المعارض، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي سيكون أكبر عامل مؤثر على نتائج الانتخابات المقبلة.

وتابع “في الانتخابات المحلية الأخيرة تحجج النظام الحاكم بأسباب غير مقنعة لتردي الاقتصاد، كالهجمات التي تشنها حسب زعمه قوى خارجية، لكن الناخبين لا تعنيهم هذه الأشياء، يريدون حلولا لتلك الأوضاع، لا سيما أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير، والبطالة في صعود مستمر، كما أنه لا توجد أية سياسات مقنعة من قبل النظام للتغلب على الوضع الراهن”.

وتجدر الإشارة إلى استمرار التراجع المتواصل في مؤشرات الثقة باقتصاد تركيا، خلال مايو/أيار الجاري على أساس شهري، مدفوعا بتأثر اقتصاد البلاد بأزمة أسعار الصرف التي انعكست على مختلف القطاعات التجارية والخدمية.

وتراجع مؤشر الثقة المعدل موسميا لقطاع الخدمات في تركيا بنسبة 4.4% في مايو/أيار الجاري إلى 79.4 نقطة، نزولا من 83.1 نقطة في أبريل/نيسان 2019، بحسب أحدث إحصائية لمعهد الإحصاء التركي، الخميس الماضي.

وتعيش الليرة التركية أسوأ فتراتها منذ أغسطس/آب الماضي، بتراجعها إلى متوسط 6.08 ليرة/دولار واحد من 5.3، على خلفية ضعف الاقتصاد من جهة، واستمرار تدخلات أردوغان في السياسات الاقتصادية والنقدية في البلاد.

وفي سياق متصل، توقع مراد صاري رئيس شركة “كونسينسوس” لموقع “أوضه تي في” ألا تتغير النسب التي حصل عليها المرشحان وفق الاستطلاع الذي أجرته الشركة يومي 21-22 أبريل/نيسان الماضي، والتي أوضحت ميل كفة الناخبين لإمام أوغلو.

وقالت الحكومة التركية، أمس الجمعة، إن بنوكا مملوكة للدولة ستقدم 30 مليار ليرة أخرى (4.9 مليار دولار) لشركات التصدير، لكن في ظل ركود اقتصادي وادخار الأتراك مبالغ قياسية من الدولارات وانخفاض الاحتياطيات الرسمية، تواصل المعنويات التراجع.

ولفت صاري إلى أن شعار حملة إمام أوغلو “كل شيء سيصبح على ما يرام” لا يزعج الناخبين المحافظين، مشيرا إلى أن نزول الرئيس رجب طيب أردوغان للساحة من أجل الدعاية للعدالة والتنمية الحاكم من الممكن أن يعود بالسلب على مرشحه يلدريم.

وأشار إلى أن “حزب العدالة والتنمية الحاكم بدا ولأول مرة منذ مجيئه للسلطة عام 2002 يستخدم حملة انتخابية سلبية لن تأتي بأية نتائج إيجابية، وهي الحملة نفسها التي كانت تتبعها المعارضة في السابق دون أن تحقق منها أي شيء على الإطلاق”.

واستطرد: “النظام الحاكم سيكون من الصعب عليه أن يقنع الناخبين بسهولة للتصويت له، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، وفي ظل معدلات البطالة غير المسبوقة”.

مقالات ذات صلة