تساؤلات مشروعة حول المملكة الفلسطينية الهاشمية

حاتم الكسواني

في العلاقة الأردنية الفلسطينية وشائج وصلة قربى وعيش مشترك أسس لعلاقات اخوية  متينة  يصعب النيل منها.

إلا  أن  ماعشناه عبر السنين ونحن نرقب ما تفعل قوى القهر والإستبداد الإستعماري التي تسيطر عليها و تحركها الصهيونية العالمية تجعلنا نتخوف من أساليبها الخبيثة في تحريك الساحات وتغيير القناعات.

واول الخبث نتلمسه  من طرح اذرع هذه القوى مشروع الدولة التي سميت  ” المملكة الهاشمية  الفلسطينية” بإسقاط أي إشارة للكيان الأردني في تفاصيل المقترح الشيطاني.

ومايزيد الطين بلة بان  مقترح  هذه المملكة الموسعة، “يشمل الأردن بحدوده الحالية وقطاع غزة والضفة الغربية.

وعليه وبكل بساطة فإن المتمعن بهذا المقترح يكتشف فيه تهديدا وجوديا لكلا النظامين السياسيين الأردني والفلسطيني ، كما يكتشف بانه عبارة عن  خطة لتصفية القضية الفلسطينية بالوكالة من خلال صراع ستذكيه القوى المخططة لتشكيل هذه  المملكة المؤامرة بين الفلسطينيين والأردنيين.

ويبرز هنا عدة تساؤلات :

– فمثلا من سيصفي حماس، في غزة عسكريا

هل سيتولى أمر تصفيتها كشرط لتمرير هذا  المشروع الشيطاني  إئتلاف عسكري  من الدول الداعمة له، ام الجيش العربي الأردني الذي سيرث القضية الفلسطينية بغثها وسمينها  ؟!

– ومن سيصفي المعارضتين الأردنية والفلسطينية لفكرة هذه المملكة التي ستكون حتما مرفوضة من الشعبين الشقيقين؟!

– ماهوية هذه المملكة هل هي فدرالية ام  كونفدرالية، ام هي ضم كيان لكيان آخر وتشويههما لعدم وضوح مواصفات الهوية في كل منهما ام ماذا ؟!

– من سيقنع الأردني المتمسك بنظامه الإجتماعي والموالي لعشيرته وهويته الأردنية  بانه مستفيد وصاحب مصلحة في الإنضمام طوعا وعن رضى لهذا الكيان الذي ينتقص من شعوره بالإستقلال ويحمله عبأ الإضرار بالقضية الفلسطينية الذي بذل من أجلها ارواح ابناءه ، ومتانة إقتصاده ، وإستقرار دولته ؟!

– ومن سيقنع الفلسطيني بانه لم يتخلى عن طموحاته الوطنية بتأسييس  دولته المستقلة على ترابه الوطني وتحقيق حلمه المنشود بإمتلاك هويته المستقلة وفلسطينيته ؟!

–  وماذا عن نظامها السياسي :

هل ستكون دولة ديموقراطية حقيقية ام دولة محاصصة، ام انها ستكون دولة أمنية وظيفية  تحقق مصالح إسرائيل بالأمن والإستقرار والسيطرة الإقتصادية  على مقدرات الأمة العربية.

– ثم هل سيقبل الحكم الأردني والسلطة الوطنية  ، والتنظيمات الفلسطينية التي لابد من وضعها في الإعتبارعند الحديث عن مصير القضية الفلسطينية… هل سيقبلون ما قاوموه واسقطوه بمشروع صفقة القرن التي روج لها الرئيس الأمريكي ترامب بكل ما أوتي  من قوة؟!

إذا لم يكن هذا المشروع زوبعة في فنجان نظرا لوضوح مصيره من الرفض وعدم القبول والإسقاط من قبل الأردنيين والفلسطينيين، او لان اهدافه تتمثل في  خلط اوراق المنطقة مرحلياً خدمة للأهداف الأمروصهيونية في تحقيق أهدافها على الساحة الدولية فإن آلتها الإعلامية وغرف ذبابها الألكتروني ستبدأ حملتها المكثفة  لإقناعنا بجدوى المشروع  وجرنا للتراشق  عنصريا وجهويا وطائفيا و إلى الإختلاف بين مؤيد ومعارض له  ليصبح بيننا ما صنع الحداد .

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة