من “روح الروح” إلى “ولّعت”.. أيقونات صمود غزة حطمت آلة الاحتلال الإعلامية

دحضت تلك المقاطع والصور رواية الاحتلال حول العدوان على غزة- الأناضول

دحضت تلك المقاطع والصور رواية الاحتلال حول العدوان على غزة .

لم تمر الحرب في غزة برمزيتها العالية وجموح مقاومتها الشرسة وباكتظاظ أحداثها المتسارعة دون أن تترك صورا مرئية ستظل عالقة طويلا في الأذهان.

يمكن تسميتها بأيقونات غزة، تلك الصور والمقاطع المصورة التي هزت ضمير الشعوب، وحركت المياه الراكدة، وحطمت على وقتها القصير رواية الاحتلال بآلته الإعلامية الجبارة وبروباغندا المظلومية المستهلكة.

ودفعت صور وعبارات خرجت من غزة الآلاف للبحث عن الحقيقة الغائبة، وأظهرت صمودا منقطع النظير للشعب الفلسطيني، سيُلهم الناس عبر الأجيال.

واتسع طيف “أيقونات” غزة ليشمل الضحايا وذويهم، والمقاومة ومتحدثها الرسمي، والأطباء، والصحفيين، وغيرهم من الرازحين تحت نار الاحتلال المنحازين للإنسان وسط صراع مفاهيم محتدم يراد للقوي أن ينتصر فيه.

اقرأ أيضا:

حماس: صار لزاما على الغرب إعلان براءته من هذا الكيان.. “25 مجزرة في 48 ساعة”الجميل يوسف
قد لا تسع الكلمات لوصف مشهد تعجز عنه الصورة.. أم الطفل يوسف بحثت عنه في أروقة المشفى علها تجده بين الجرحى، “شعرو كيرلي أبيضاني وحلو” قبل أن يجده والده مع الشهداء.

مواساة الشهداء
كان مشهد والد الشهداء وهو يواسي أحد الفاقدين، معبرا عن عمق القضية الفلسطينية بوجدان شعبها وتجذر روح التضحية لديهم، حتى وجد الشيخ نزار نفسه أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي.

روح الروح
طاف مشهد ابنته الطفلة الشهيدة “ريم” وهو يودعها أرجاء العالم وصار رمزا لثبات الغزاويين بوجه آلة القتل الإسرائيلية.

وباتت عبارة “روح الروح” مثالا لسكينة ومصابرة قد لا يقدر عليها الكثيرون، فمن يستطيع تمالك نفسه وهو يقبل ابنته المدللة الشهيدة سوى من يريد استعادة وطنه المحتل، ليأمن الأطفال الآخرون.

فداء للقدس
أعجزت أم توأم من أطفال غزة الشهداء، غيرها بالصبر والمكابرة على الجراح، إذ بدت محافظة على رباطة جأشها وهي تقول أولادي “فدا القدس”.

اقرأ أيضا:

“معلش”
بات اسم مراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، مقترنا بمصاب القطاع المكلوم، فهو الذي فقد عددا من أفراد أسرته بينما كان ينقل الحقيقة ويروي قصص شهداء آخرين، حتى تلقى خبر استشهاد أسرته.

وكعادة الفلسطيني كان الدحدوح ثابت الجنان وهو يلقي نظرة الوداع على ابنه الشهيد، وقال عندها كلمة صارت أيقونة لصمود غزة بوجه العدوان “معلش”.

أثر الحصار
فقدت الأم المكلومة أعصابها بعد أن تلقت خبر استشهاد أبنائها، بقنابل الاحتلال، لتدركها غصة أخرى أنهم استشهدوا جوعى دون أن يأكلوا، بسبب الحصار الشامل الذي فرضه الاحتلال وعجز العرب عن كسره.

اقرأ أيضا:

عدوان متواصل لليوم الـ63 على غزة.. قصف عنيف ومعارك طاحنة في عدة مناطقكتفا بكنف مع المقاومة
مع توحش القصف وارتفاع أعداد الشهداء، كان الاحتلال يراهن على فقدان المقاومة لحاضنتها الشعبية وهو ما يتوافق مع روايات يروجها حلفاء نتنياهو العرب، أن سكان القطاع لا يتفقون مع المقاومة.

وجاء الصوت من غزة وتحديدا من مستشفياتها ودورها المهدمة، ومن ذوي الشهداء أنفسهم وأولياء الدم، حتى باتت عبارات “فدا المقاومة، فدا القدس، مع القسام” مألوفة على لسان الغزاويين.

لا سمح الله
صار أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أيقونة بحد ذاته، وأصبحت صوره مألوفة في عدة مدن وعواصم حول العالم، فضلا عن الاهتمام الكبير به لما يمثله من رمزية للمقاومة.

لكن في خضم المعركة واشتداد الحصار لاقت جملة “لا سمح الله” تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي لما تمثلها من رسالة قاسية إلى الحكومات العربية بسبب “قلة حيلتها” تجاه ما يجري في غزة.

وقال أبو عبيدة متحدثا عن جيوش الدول العربية، إن المقاومة لا تطلب منهم التدخل العسكري “لا سمح الله”، متسائلا: “لكن هل وصل بكم الذل والهوان ألّا تقدروا على إدخال مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني”.

“ولعت”
أشعل مقطع مصور للمعارك في غزة، بثته سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر في المقطع أحد مقاتلي السرايا وهو يقفز فرحا عقب تفجير دبابة للاحتلال في غزة.

وحظي المشهد بتفاعل واسع على مواقع التواصل، حيث ذكر مدونون أن اللقطة تعد من أجمل مشاهد المقاومة في غزة.

الشهيد الساجد
تداول عدد من رواد مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، تم تصويره من إحدى طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لحظة استهداف مقاوم فلسطيني وإصابته بشكل مُباشر ما أدى لاستشهاده.

ووثق مقطع الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع، الشهيد وهو يجلس ثم يميل على جانبه، ويرفع سبابة يده اليمنى بإشارة التوحيد، قبل أن يسجد على الأرض مفارقاً الحياة. وهو ما أثار تفاعلا واسعا من رواد المنصات الرقمية.

وأعجب الكثيرون بالمقطع المصور، لما يمثله من لحظة استشهاد نادرة، فيما أشار آخرون إلى “شجاعة المقاوم وثباته والإصرار على التشهد والسجود في اللحظات الأخيرة من حياته”.

اقرأ أيض

مواقف مسجلة
كان اللواء الأردني فايز الدويري حاضرا على شاشة قناة الجزيرة منذ اليوم الأول للعدوان، إذ كان يثري بتحليلاته العسكرية المشاهدين، خصوصا أن الكثير من توقعاته وجدت طريقها للواقع، لا سيما بتورط الاحتلال في الاجتياح البري، هذا فضلا عن موقفه المناهض للاحتلال.

وصل صوت الدويري إلى غزة، وخرج في إحدى المقاطع التي بثتها كتائب القسام، أحد مقاتليها بصرخة “حلل يا دويري” عقب استهدافه مبنى يتحصن فيه جنود الاحتلال.

ذراع مبتورة
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع مصور لكتائب القسام يظهر أحد مقاتلي الكتائب بذراع مبتورة أثناء تلقيمه قذيفة هاون خلال قصف تجمعات لجيش الاحتلال.

ونال المقطع تفاعلا واسعا على مواقع التواصل حيث أشاد مغردون بالمقاتل. فيما تساءل آخرون كيف للاحتلال أن يهزم مقاومة بهذا الإصرار.

مقالات ذات صلة