“يديعوت أحرونوت”: مطالب إسرائيلية لتطوير العلاقة مع تركيا

حرير – ٩ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن إسرائيل تطالب تركيا بالوفاء بجملة من الشروط ترى أنها تمثل خريطة طريق قبل تطبيع العلاقة معها بشكل كامل، وذلك وفي تقرير نشره موقعها بمناسبة زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إلى تل أبيب والقدس المحتلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن جاووش أوغلو ووزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد سيصدران بيانين حول الزيارة عقب لقائهما من دون تواجد الصحافيين والسماح بطرح الأسئلة عليهما.

وحسب مخطط الزيارة، فإن جاووش أوغلو سيزور اليوم المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة من دون مرافقة أي طرف إسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة الأولى لوزير خارجية تركي في إسرائيل منذ 15 عاما.

وقالت الصحيفة إن تقييد أنشطة حركة “حماس” على الأراضي التركية ضمن المطالب التي ترى تل أبيب أن أنقرة مطالبة بتلبيتها قبل توسيع دائرة التطبيع معها.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تربط موافقتها على عودة السفراء إلى تل أبيب وأنقرة بقضية تواجد “حماس” على الأراضي التركية، مبينة أن “إسرائيل معنية بتصرف تركي مغاير في إطار السعي لتقييد أنشطة (حماس) في تركيا”.

وعلى رأس القضايا التي تصر إسرائيل على معالجتها، وفق الصحيفة، التصريحات التي أدلها بها في الماضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “والتي تقترب من معاداة السامية والدعم الذي يمثله خطابه والذي يشجع حركة (حماس) على التصعيد”.

ومع أن الصحيفة أشارت إلى “اعتدال ما” طرأ على تصريحات أردوغان، إلا أنها لفتت إلى أن إسرائيل تصر على وجوب إقدام تركيا على

خطوات عملية في كل ما يتعلق بأنشطة “حماس” في تركيا.

وتوقعت أن تستعين إسرائيل بالضغط الذي يمكن أن تمارسه كل من مصر، السعودية والإمارات على تركيا لطرد نشطاء “حماس” من أراضيها. وأوضحت “يديعوت” أن إسرائيل تربط تطوير العلاقات مع تركيا بموقف أنقرة الشامل من القضية الفلسطينية، حيث إنها تطالب أنقرة بألا تتبنى مواقف لا تسمح بتطوير العلاقات الثنائية.

وأكدت الصحيفة أن إسرائيل معنية بالتوصل إلى اتفاق مع تركيا في مجال الطيران يسمح للطائرات الإسرائيلية بالهبوط في المطارات التركية، مشيرة إلى أن تل أبيب تشترط قبول أنقرة إجراءات لتأمين هذه الطائرات.

وأبرزت الصحيفة أن إسرائيل ستوضح لتركيا أن تطوير العلاقة معها لن يكون على حساب العلاقة مع اليونان وقبرص.

وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة، لفتت “يديعوت” إلى أن إسرائيل لم تقرر ما إذا كانت ستتبنى مشروعا يضمن نقل غازها إلى أوروبا عبر أنبوب يربط حقول الغاز بتركيا، مشيرة إلى أن تل أبيب تصر على أن موافقتها على المشروع لن تمس بالتحالف الذي يربطها بكل من اليونان وقبرص.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم تسمهم قولهم، إن طابع العلاقة الحالي مع تركيا يمثل “تطبيعا حذرا”، مستدركين أن تل أبيب قررت منح فرصة لمحاولة تحسين العلاقة مع أنقرة.

وعددت الصحيفة الخطوات التي قالت إن تركيا قامت بها من أجل إثبات أن تحولا طرأ على سياساتها تجاه إسرائيل، وضمن ذلك تنفيذ خطوات على الصعيدين الأمني والاستخباري والتراجع عن معارضتها لانضمام إسرائيل إلى حلف شمال الأطلسي وتغيير التعاطي مع تل أبيب في الأوساط الدولية.

وعلى الرغم من أن الصحيفة رأت أنه بالإمكان تطوير العلاقة الثنائية بشكل سريع نسبيا، إلا أنها لاحظت أن إسرائيل معنية بسلوك مسار متدرج خشية حدوث انقلابات على مواقف أنقرة، لافتة إلى أن إسرائيل معنية ببلورة “خريطة طريق لتطوير العلاقات في مجالات اقتصادية ومجالات أخرى، وفي الوقت ذاته إجراء حوار حول قضايا ثنائية”.

وزعمت الصحيفة أن هناك تقاربا في وجهات النظر بين أنقرة وتل أبيب بشأن سورية والموقف من التواجد الإيراني هناك، لافتة إلى أن إسرائيل تفترض أن هناك أساسا للتوصل لتفاهمات حول تبادل المعلومات وتعاون في المستقبل.

مقالات ذات صلة