ترتيبات لقمّة في إسرائيل خلال زيارة بايدن

حرير – مصادر دبلوماسية غربية في القاهرة قالت لـصحيفة “العربي الجديد” إن الأيام الحالية تشهد اتصالات موسعة على مستوى عدد من الدول لعقد قمّة على مستوى الزعماء في دولة الاحتلال.

وبحسب مصادر دبلوماسية غربية في القاهرة تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإن الأيام الحالية تشهد اتصالات موسعة على مستوى عدد من الدول لعقد قمّة على مستوى الزعماء في دولة الاحتلال، كاشفة عن أن كلاً من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكدوا حضورهم للقمّة، بعدما تأكد حضور الرئيس الأميركي جو بايدن، بالإضافة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت.

كما كشفت المصادر أنه “على الرغم من توجيه الدعوة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني، إلا أن الموقف بالنسبة لمشاركته لا يزال محاطاً بالغموض، في ظل الخلافات الأردنية – الإسرائيلية الأخيرة، واعتبار عمّان ممارسات جيش الاحتلال في القدس مساساً بالوصاية الهاشمية الأردنية على المقدسات في القدس المحتلة

في مقابل ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن القيادة المصرية سعت لاستقبال القمة المرتقبة في منتجع شرم الشيخ، إلا أن الطلب المصري قوبل بالرفض من جانب الإدارة الأميركية، التي تمسكت بإقامتها في الأراضي المحتلة.

تنازل مصري لحضور القمّة

واعتبرت المصادر أن مشاركة الرئيس المصري في القمّة داخل الأراضي المحتلة بمثابة تطور مهم وخطير، مرجعة ما يمكن تسميته

بـ”التنازل” إلى حضور الرئيس الأميركي، في الوقت الذي يسعى فيه السيسي إلى لقاء بايدن بأي وسيلة ممكنة. ويأتي ذلك خصوصاً بعدما رفضت واشنطن أكثر من مرة طلبات تقدمت بها القاهرة لترتيب لقاء بين بايدن والسيسي، بسبب الملاحظات الأميركية بشأن الملفات الحقوقية في مصر، والتي ترفض القاهرة التجاوب معها.

وأوضحت المصادر أنه “على الرغم من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وآخرها جريمة اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة (أمس الأربعاء)، إلا أن القاهرة حرصت على عدم إدانة قوات الاحتلال في الواقعة، واكتفت ببيان لوزارة خارجيتها، أدانت فيه الجريمة داعية إلى تحقيق فوري، دون تحميل الاحتلال المسؤولية

وقالت المصادر إن “حرص القاهرة على عدم إثارة حفيظة دولة الاحتلال، قد يكون مؤشراً على المشاركة في القمّة الرئاسية المرتقبة في الأراضي المحتلة، والتي تأتي بعد وقت قصير من قمّة النقب التي عقدت على مستوى وزراء الخارجية (مارس/آذار الماضي)”، بين مصر والإمارات والبحرين والمغرب وإسرائيل والولايات المتحدة.

وأكدت المصادر أن القاهرة “لم تكن على قناعة تامة بالمشاركة في القمّة السداسية التي عقدت في صحراء النقب (بحضور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن)، إلا أن القيادة المصرية وجدت نفسها مدفوعة تحت

ضغوط اقتصادية لتلبية الدعوة، بعدما لعبت الإمارات دوراً بارزاً في الترتيب للقمة، في وقت لم تتمسك القاهرة بعدم الانضمام لأي من معسكرات النزاع الخاصة بملفات الإقليم الملتهبة، وعلى رأسها الصراع الإيراني – الخليجي”.

وكانت القاهرة قد حرصت على نقل رسائل إلى طهران عبر دولة خليجية، بشأن عدم حماسها للانخراط في أي تحالف عسكري أو أمني يستهدفها، في وقت جاءت فيه هذه الرسائل عقب ختام قمّة النقب بيوم واحد. وكشفت المصادر أن اجتماعات مصرية – إسرائيلية ذات طابع أمني وعسكري، بحثت أخيراً الترتيبات الأمنية بشأن عقد القمة خلال الفترة المقبلة، مرجحة أن يكون اللقاء في النقب المحتل أيضاً.

وفي 28 مارس الماضي، اختتمت القمة السداسية في منطقة النقب المحتلة، وهي القمة التي قال عنها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال المؤتمر الصحافي الختامي إنه قبل “بضع سنوات لم نكن لنتصور هذا الاجتماع في إسرائيل”، مضيفاً حينها أن “الاتفاقات مع الدول العربية لن تكون بديلاً للاتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

وفي إشارة إلى الهدف الرئيسي وراء التجمع العربي الإسرائيلي – الأميركي، قال بلينكن: “سوف نواجه التهديدات من إيران ووكلائها في المنطقة”، وهو نفسه ما أكد عليه وزير الخارجية في حكومة الاحتلال يئير لبيد بقوله إن “تعميق العلاقات مع دول عربية سيساعد في المقام الأول على مواجهة التهديد القادم من إيران”.

في غضون ذلك، تحدثت المصادر الدبلوماسية المصرية عن مشاورات سعودية – مصرية، بشأن أجندة القمّة المرتقبة، مؤكدة على أن هناك تنسيقاً مصرياً – سعودياً في هذا الإطار، في ظل عدم حضور المملكة.

وقالت المصادر إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كان يعول على زيارة يقوم بها بايدن إلى المملكة قبل توجهه إلى إسرائيل، لكن ذلك يبدو مستبعداً في الوقت الحالي، ولذلك فإن الرياض حرصت على نقل وجهة نظرها عبر القاهرة. ولفتت المصادر إلى أن “الإدارة الأميركية حريصة على شراكتها الاستراتيجية مع السعودية، لا سيما في الوقت الحالي، والذي تواجه فيه أزمة كبرى بسبب نقص المعروض من النفط بسبب قرار مقاطعة النفط الروسي، إضافة إلى حربها الخفية مع الصين”.

مقالات ذات صلة