المؤشرات الخطرة : قراءةٌ في نتائجِ التوجيهي في المملكة الأردنية الهاشمية

 

حرير – أطالبُ قوى المجتمع المدني ، ومجلس النواب الأردني ، والإعلام الأردني أن يباشروا بالدعوة لفتح تحقيق ، يكشف عن الأسباب الموضوعية والمنهجية ، التي أسهمت في حصول أحد الطلبة على العاملة الكاملة 100% ، والعشرة الأوائل على معدل %99.9 ، فضلاً عن حصول 12000طالب على معدل 90% في امتحانِ الثانوية العامة .

وهي نتائجُ تشبه نتائج انتخابات الزعماءِ العربِ ، هذه النتائج المتضخِّمة ، تكشف عن ضعفِ المنهاجِ من حيث المحتوى ، وضعفِ آليات التقويمِ ، ويوحي بفسادٍ ما ، فالمعدلاتُ العالية في الفرع العلمي يتعذَّر حصرها ، وقد يؤدي هذا الأمرُ إلى بلبلةٍ في برنامج القبولِ في الجامعاتِ ، ويبدو لي أن من حصلَ على معدلِ %80 لن يجد له مقعداً في الجامعةِ ، هذه النتائجُ ، التي فرح بها وزيرُ التربيةِ والتعليم هي وبالٌ على البلدِ ، وتنذر بالخطرِ ، وتجعلُ الثانوية العامة فارغةً من مضمونها .

أرجو إعادةَ النظر في برنامج الثانوية العامةِ ، ومحاسبةَ وزيرِ التربية والتعليم على هذه النتائج التي تضرُّ بسمعةِ الأردنِ ، فأيّ اختبارٍ في العالم لا يُراعي القدراتِ الفرديَّةِ ، ولا يحترم العقولَ ، هو امتحانٌ فاشلٌ . وهنا أرجو أن تتدخَّلَ أعلى السلُّطاتِ الأردنيةِ للتحققِ من صلاحيةِ المنهاجِ ، وفعاليةِ الاختبارِ خشيةً على مستقبلِ البلدِ .

هامش :
لن نصفِّقَ لنتائجَ وهميَّة ، ولن نصفِّقَ لمنهاجٍ ، أو اختبارٍ لا يصلح أن يكونَ مقياساً حقيقيَّاً لقدرات أبنائنا ، فإذا كانت هذه النتائجُ حقيقيةً ، فإنَّ الأردنَّ سوف يتفوَّقُ على كوريا الجنوبيةِ واليابانِ وألمانيا في غضونِ عشرِ سنواتٍ .

توصية :
كم أنا مشتاقٌ إلى تلك الأيامِ ، التي كان فيها معالي الدكتور الذنيبات وزيراً حقيقياً للتربيةِ والتعليم .

د.عاطف الدرابسة

مقالات ذات صلة