مكنازمية الإعلام والتطبيع

حاتم الكسواني

راعني عدم وعي كثير من وسائل إعلامنا لمكنازمية وسائل الإعلام وآلية توظيفها في خدمة هدف التطبيع الرسمي والشعبي العربي مع الكيان الهجين.

فقبل يومين شاهدت حلقة من برنامج لقناة تلفزيونية أردنية يعتمد في حلقاته على مقلب يعتمد إستضافة احد الشخصيات العامة  وفي سياق الحلقة يتم الكشف له انه ضيف لمحطة تلفزيونية إسرائيلية، ورغم رفض معظم الضيوف للموقف كما فعل ضيف الحلقة المذكورة الاستاذ سلطان علان رئيس نقابة تجار الألبسة والأحذية والأقمشة الذي رفض إكمال الحلقة وحمل القائمين على المقلب المسؤولية الكاملة عن خداعه إلا ان هذا الأمر في علم الإعلام ومكنازمياته يؤدي وظيفة تيسير تقبل المجتمع لأمر التطبيع مع كيان الإحتلال.

فمكنازمية الإعلام تحدث التأثير خطوة خطوة كما يتم الأمر عند تركيب الصور المقطعة او جرعة جرعة كما يشفي الدواء العلة  ويوما بعد يوم بالتكرار وفق نظرية بافلوف والكلب حيث يبني التكرار سلوكا جديدا.

والمراقب لوسائل إعلامنا المحلية والعربية  يلاحظ هذا التكرار من خلال مجموعة من المسابقات التي تجري بالشوارع وتقدم جوائز مقابل الإجابة على أسئلة تطبيعية او  ابتداع شخصية تمثل الكيان الصهيوني يفرد لها فقرة من فقرات برامجنا كشخصية شاليط في برنامج تشويش واضح في تلفزيون رؤيا الأردني او تعمد لقاء رياضي عربي مع آخر إسرائيلي في المسابقات الرياضية الدولية او ظهور شخصيات صهيونية متمرسة تقدم رواية عدونا المخادعة على شاشات محطاتنا الإخبارية كالجزيرة والعربية وكل المحطات الأجنبية الموجهة للمجتمعات والمنطقة العربية  … وغيرها من الأساليب.

السيء في الامر ان لاتكون هذه المحطات على وعي بما تقترفه بحق مجتمعاتها وقضيتها الفلسطينية وان تكون إستراتيجيتها إرتجالية في العمل الإعلامي.

ومن المفيد ان نلفت إنتباه إدارات الوسائل الإعلامية الإرتجالية التي تعمل بلا هدى او وعي بان للإعلام وطائف واهداف تتمثل في بناء القيم أو هدمها وفي تغيير انماط السلوك سلبا او إيجابا وفي تشكيل الرأي العام حسب أهوائها وحسب الأجندات التي تعمل لتحقيقها.

وعليه فإن كل هذا اللون من البرامج والمقالب لا يدفعنا للضحك او الإستمتاع او الإعجاب بل انه يستهدف وعينا وذاكرتنا الرافضة للكيان المحتل لأرضنا المسيء يوميا لكل مقدساتنا الإسلامية والمسيحية….. ولا ضير من دور رقابي علي مثل هذه البرامج فنحن نخترق ويتم كي وعينا وتجهيلنا بمقولة الحياد الإعلامي وإتاحة المجال للرأي والرأي المخالف.

فحذاري.

مقالات ذات صلة