مدرب روسيا يقارن خسارة بلاده بـ”التسريح من الجيش”

الرئيس الروسي بوتين تحدث مرتين مع المدير الفني تشيرتشيسوف

ظهرت عبارة “من إن لم يكن أنت؟ متى إن لم يكن الآن؟” على لافتتين بجانب بعضهما باستاد فيشت في سوتشي أثناء عزف السلام الوطني الروسي وسط حماس الجماهير.

تشعر أنها دعوة بحمل السلاح لمجموعة من اللاعبين الذين فاق استمرارهم في الحفل المقام على أرضهم كل التوقعات واستمروا لوقت أطول مما كان يتخيله أي شخص.

وستستمر البطولة بدون البلد المضيف بعدما كسرت كرواتيا مقاومة روسيا الشجاعة وأيضا قلوبها في نهاية ليلة طويلة ومرهقة في سوتشي لتصعد لمواجهة إنجلترا في موسكو في الدور قبل النهائي يوم الأربعاء.

كانت هناك دموع على أرض الملعب وفي المدرجات بعدما أحرز ايفان راكيتيتش ركلة الترجيح الأخيرة الحاسمة تماما مثلما فعل أمام الدنمارك يوم الأحد الماضي لتتأهل كرواتيا وتضع حدا لقصة روسية خيالية.

ولوهلة تشعر أن الوقت توقف بعدما خيم الحزن على الملعب حيث لعبت روسيا بروح عالية وشجاعة لتجبر كرواتيا على تقديم كل ما لديها وأظهرت كل قواها لتدرك التعادل في نهاية الوقت الإضافي عندما بدا أن فريق المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف وصل إلى النهاية ولم يعد يملك ما يقدمه.

لكن بعد تجاوز آلم الهزيمة كان هناك عرض من الفخر من الجماهير الروسية بتوجيه تحية حارة تردد صداها بالاستاد.

لكن للبعض فإن الشعور الساحق بخيبة الأمل كان أقوى من الاحتمال وبقى فيدور سمولوف وهو واحد من لاعبين أهدرا ركلتي ترجيح – تصدى دانييل سوباسيتش لركلته الأولى – في دائرة وسط الملعب وحيدا لمدة خمس دقائق قبل أن يساعده أحد أعضاء الجهاز التدريبي على النهوض.

وارتدى تشيرتشيسوف قناع الشجاعة بعد ذلك وتحدث المدرب البالغ عمره 54 عاما كثيرا على الرغم من شعوره الواضح بالألم.

وقال “نشعر أننا كنا مجندين. الأمر يشبه التسريح من الجيش مبكرا رغم أنك تريد الاستمرار لفترة أطول. كان من الأفضل أن نبقى حتى 15 يوليو/تموز”.

وتعدى الوصول إلى هذا الدور أحلام أغلب الجماهير الروسية فالفريق صاحب التصنيف الأقل في البطولة كان محل سخرية وانتقادات وسائل الإعلام حتى قبل البداية وفشل في الفوز في سبع مباريات وسط شعور متزايد بالتشاؤم.

وكتبت صحيفة موسكو تايمز في عنوانها في الصحفة الأول قبل يوم من المباراة ضد السعودية في الافتتاح “محكوم عليه بالفشل”.

وقال ألكسندر بوبنوف مدافع الاتحاد السوفيتي السابق “منتخبنا الوطني الأضعف في التاريخ”.

لكن كيف انحرف سرد السيناريو من التشاؤم على مدار أقل من ثلاثة أسابيع ولكي نضع إنجاز روسيا في سياقه فهذه كانت المرة الأولى التي يبلغ فيها الفريق دور الثمانية منذ تفكك الاتحاد السوفيتي الذي بلغ الدورذاته أربع مرات متتالية ما بين عامي 1958 و1970.

ومدفوعة بالطاقة الوطنية والصاخبة لجماهيرها كانت روسيا المبادرة منذ البداية وضغطت بقوة والتحم اللاعبون وهاجموا بالطموح الذي كانوا يفتقرون إليه في معركتهم المنهكة ضد اسبانيا في دور الستة عشر وواصلت الجماهير هتافها “روسيا”.

وكان أرتيم دزوبا المهاجم فارع الطول مثالا على المثابرة والرغبة في الفريق الروسي الذي قاتل على كرة كأن حياته تعتمد عليها وظهر ماريو فرنانديز – اللاعب الاخر الذي أهدر ركلة ترجيح – حاضرا في الناحية اليمنى وتبادل دينيس تشيرشيف الكرة مع دزوبا قبل أن يسدد كرة رائعة من 25 ياردة في الزاوية العليا ليحرز هدفا مذهلا يضيفه إلى رصيده في كأس العالم.

وفي النهاية لم يكن ذلك كافيا لكن يمكن أن يترك لاعبو روسيا كأس العالم مرفوعي الرأس وإشادة الرئيس تتردد في أذانهم.

وقال تشيرتشيسوف “فلاديمير بوتين اتصل بي هاتفيا في الصباح والآن وهنأنا على المباراة الرائعة. قال إن ما قدمناه على أرض الملعب كان رائعا”.

مقالات ذات صلة