طريف : إسرائيل تهدف لتحويل الصراع العربي الإسرائيلي من صراع سياسي إلى صراع ديني

إدعاء إسرائيل بعدم وجود حق للمسيحيين في فلسطين بهدف إلى تهجيرهم من بلادهم

 خاص لحرير ـ حاتم الكسواني 
  • وفق الحقائق التاريخية … فلا وجود لأي مجتمع يهودي في جنوب الاردن .
     إشتعل المجتمع الأردني غضبا من توالي الهجمة الإسرائيلية المسعورة على أيقونة الأردن السياحية             ” البتراء ” التي إشتدت خلال الأسابيع القليلة الماضية بإستخدام سلاح الفن السابع لتمرير إدعاءات إسرائيلية أن لليهود وجودا مستقرا في منطقة البتراء وجنوب الأردن في العصور القديمة من خلال الدفع بإنتاج فبلم يعزز هذا الإدعاء  ويسوقه عالميا تحت عنوان  ” جابر والصخرة ”  .
ولبيان حقيقة هذه الإدعاءات أو زبفها رأت حرير أن توجه مجموعة من التساؤلات للمؤرخ والإعلامي ” الدكتور جورج طريف ” في المقابلة التالية معه
سؤال : ما هي رؤيتك لما يقدمه نص سيناريو فيلم جابر الذي يشير الى وجود مجتمع يهودي مستقر في منطقة البتراء وجنوب الاردن في العصور القديمة …؟
إجابة  : ابتداء لا يوجد أي دليل تاريخي أو أثري يثبت أي وجود لليهود في جنوب الأردن، ولتوضيح ذلك لا بد من القول أن أول من سكن فلسطين هم العرب الكنعانيون وجاءوا اليها مع الهجرات السامية التي خرجت من الجزيرة العربية في الألف الثالث قبل الميلاد أي قبل نحو خمسة الاف سنة ..ونحن نعلم أن اليهود بقوا في سيناء مع النبي موسى أربعين عاما .
وجاء هؤلاء اليهود الذين يطلق عليهم اسم العبرانيون (وهم بالمناسبة لا علاقة لهم بيهود اليوم ) قاستقروا في فلسطين فترة من الزمن ما بين عامي (1200-1400قبل الميلاد ) كموجة عابرة عاشوا في فلسطين إالى جانب الكنعانيين … ولما جاء الرومان طردوا اليهود من فلسطين عام 70 للميلاد على يد القائد الروماني تيطس وتم تطهير فلسطين منهم على يد الامبراطور الوماني هدريان عام 130 للميلاد….. ثم تشتتوا في باقي أنحاء العالم ولم نعد نسمع بوجودهم خلال الفترة الماضية في فلسطين الا بعد مجيء الانتداب البريطاني عليها ،هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فقد تأسست في الأردن ثلاث ممالك في الفترة التي وجد فيها العبرانيون في فلسطين وهذه الممالك هي مملكة العمونيين وعاصمتها ربة عمون ومملكة الموآبيين وعاصمتها ذيبان ومملكة الأدوميين وعاصمتها بصيرا ….وتلا ذلك مملكة الانباط وعاصمتها البتراء هذه الحقائق التاريخية الموثقة والمعروفة علميا وعالميا تثبت بشكل قاطع انه لا وجود لأي مجتمع يهودي في جنوب الاردن .
سؤال  : كيف نفسر وجود اسماء مواقع ومقامات في شرق الاردن مثل وادي موسى وعيون موسى ومقام هارون وغيرها.
إجابة : لا يتعارض وجود هذه الأسماء في شرق الأردن مع ما تحدثنا به سابقا لأن النبي موسى مر في شرق الأردن وكذلك هارون …والناس كانوايطلقون اسماء الانبياء على المواقع المهمة خصوصا المناطق غزيرة المياه تبركا بهؤلاء الانبياء ولتحفظ بركتهم استمرارها ، ولا يعني مرور النبي موسى ان قبائله مرت معه في شرق الأردن ….حيث لا يوجد أي دليل على ذلك .
سؤال  : تحدث الفيلم عن المسيحية وقال أنها ظهرت وانتشرت في الأردن وليس في فلسطين ما رأيك في هذا الطرح …؟
إجابة :  هذه ايضا مغالطة تاريخية كبيرة فمن المعروف ان السيد المسيح عليه السلام قد ولد في بيت لحم وعاش وعلم وبشر في مدن فلسطين وانتقل إلى شرقي نهر الاردن ليتعمد على يد يوحنا المعمدان …. وهذه معلومات مثبتة علميا وتاريخيا ودينيا استنادا إلى الكتب المقدسة …. وعاد ألى القدس وقبره موجود في كنيسة القيامة … ولكن يبدو ان هنالك جهات تحاول تمرير هذا الفيلم لتقول أن ليس للمسيحيين حق في فلسطين وبالتالي العمل على مواصلة سياسة تهجيرهم وابعادهم عن ديارهم المقدسة وهذا ما تحاول القيام به اسرائيل هذه الأيام لتحويل الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني اسلامي يهودي .
سؤال  : ما خطورة ما يقدمه نص الفيلم بشأن الوجود اليهودي في جنوب الأردن …؟
 إجابة : لا بد من الاشارة هنا إلى أن الفيلم عالمي بمعنى ان انتاجه وتصويره وعرضة بالسيناريو الموجود حاليا يشكل خطورة كبيرة كونه يحتوي على مغالطات تاريخية تكرس ادعاءات باطلة لليهود في البتراء وجنوب الأردن ….وهي اساليب تتبعها الصهيونية العالمية لتحقيق مكاسب على المستوى الثقافي والفني العالمي لصالح اليهود وان اجازة الفيلم يسيء للأردن وفلسطين ويسيء لحقوق أهل البلاد الشرعيين .
سؤال  : هل توصي بضرورة وجود مؤرخ لإجازة نصوص الافلام والمسلسلات التاريخية قبل تصويرها وعرضها تجنبا لمثل هذه المغالطات ..؟
إجابة :  نعم صحيح من الضرورة بمكان وجود مؤرخ لإجازة النصوص التاريخية على أن يكون هذا المؤرخ متخصصا بالفترة الزمنية التي تتناولها القصة أو يتناولها السيناريو وقد نحتاج للفترات القديمة لعلماء في الآثار وعلم الأنثروبولوجي .

مقالات ذات صلة