
الإحتلال الصهيوني يذكي الخلاف بين ابناء الشعب الفلسطيني… فتنبهوا
كتب حاتم الكسواني
يؤلمنا ما يرد إلينا من الأراضي الفلسطينية المحتلة من أنباء حول الخلافات التي تنشأ بين العائلات الفلسطينية في مدن وبلدات الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ، وما ينتج عنها من مشاجرات تنتهي بعمليات قتل بالرصاص من أسلحة سهل الإحتلال إمتلاكها للمتعاملين معه المستقويين بحمايته، كما حدث اليوم في بلدة بيت حنينا وفي الخليل.
ونحن نعتقد بان سلطات الإحتلال الإسرائيلي تقف وراء هذا الإنفلات الامني بتمريرها السلاح لأيدي الأغرار من المتعاملين معها، وعدم ملاحقتهم ومحاسبتهم لإذكاء الخلافات وشيوع منطق الأخذ بالثأر بحرق المنازل وإجلاء اصحابها عنها وفق الأعراف العشائرية او هرباَ من إحتمال ترصد أهالي القتلى لافراد عائلات القاتل بغرض الإقتصاص منهم.
إنها شريعة الغاب التي ارادها الإحتلال وخطط لها بإذكاء هذه الخلافات عن طريق مزج سكان القرى والبلدات الفلسطينية بفلسطينيين آخرين هجرتهم من مناطق أخرى و زرعتهم بهذه البلدات المستهدفة بالتفريغ والتهجير ، ومكنتهم من إمتلاك السلاح و حمت إستقوائهم على أهالي البلدات الأصليين .
واكثر من ذلك فإن سلطات الإحتلال عمدت أيضا إلى تسهيل تشكيل عصابات مسلحة من ابناء المجتمعات الفلسطينية وشجعتها على القيام باعمال النهب والسلب والإعتداء المسلح على حياة مواطنيهم من ابناء المجتمع الفلسطيني دون ملاحقتهم او إعتقالهم او كشفهم .
وقامت سلطات الإحتلال بخلق طبقة من سماسرة الأراضي الفلسطينيين المتعاملين معها لتكون مهمتهم الإعتداء على اراضي اهلهم في الشتات وبيعها للعدو الصهيوني كنمط إضافي من انماط إذكاء الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني اينما تواجدوا
كل ذلك يتم في ظل إضعاف قدرات السلطة الوطنية الفلسطينية ، وإشغالها في محاولة مواجهة مخططات العدو الصهيوني المتمثلة بمصادرة الأراضي الفلسطينية وتهويدها ، واضعاف بُنى المجتمع الوطني الفلسطيني وتهجيره بشتي اساليب التضييق الامني والإقتصادي .
وهنا يبرز السؤال الاهم حول دور السلطة الفلسطينية في مواجهة هذه الظواهر، وبث الوعي حول أساليب الإحتلال ومكائده الشيطانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني بدلا من الإكتفاء بمواجهة المقاومين للعدو الصهيوني وجرائمه وتحييدهم خدمة لاهدافه وامنه وفق إتفاقية التنسيق الأمني .
ومن كل ما تقدم فإننا نستشعر خطة شيطانية تنفذها سلطات الإحتلال الصهيوني لإشعال الفتنة بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني وإذكاء الخلاف فيما بينهم لإلهائهم وحرفهم عن هدف مقاومته وإفشال مخططاته ضدهم وضد قضيتهم العادلة….فتنبهوا