صرخة
حاتم الكسواني
في كل زاوية من زوايا غزة صرخات قهر و غضب وفقدان امل .
نساء يفجعهن قتل ابنائهن وبناتهن وازواجهن وعدد صادم من أقاربهن فيصرخن حتى فقدان الوعي .. صرخات تعلن انقطاع وصلهن من اصولهن وإمتداداتهن الأسرية بفعل الموت .
نساء تترمل .. نساء تقتل .. نساء تتقطع أطرافها… ولا رفقا بالقوارير .
رجال يصدمهم فقدان كل ما بنوه من منازل وأعمال واموال وذريات وأقرباء وأنسباء ، او يصدمهم ان يكونوا تحت ركام ما عملوا من أجله طول سنين .
رجال يصرخون الما لجرحهم ، و قهرا على عجزهم وقلة حيلتهم. .. وأعوذ بالله من قهر الرجال .
أطفال يحيرهم ما هم فيه من الضياع وضبابية المصير ،فلا ام بجانبهم تحضنهم ، ولا اب يمسك بيدهم ، ولا اخ يبدد خوفهم ، او اخت تهدئ من روعهم … لا دفىء ينبعث في اوصالهم الفزعة المرتجفة ، بل فراغ .. فراغ كبير .. وكأنهم يطيرون في أعالي السماء بلا توازن .. وخيالات لأناس كثر أمام أعينهم ، ولكن دون صوت يسمع ، أو أي أحد يتعرف عليهم .
ضياع .. ضياع .. يا ويلهم … ياوحدهم .. والزنانات فوقهم ..تملأ سمائهم.. والنفاثات تقذف حممها و حقدها عليهم وحولهم …. فتقتل أحلامهم ، وتنهي كل آمالهم .. وترد إلى الله أحبابه .
ويكذبون أنفسهم.. اصحيح أن أمة العرب والمسلمين دارت ظهرها لهم .. اما انها تآمرت عليهم .. ولسان حالهم يقول … لما . . فنحن ندافع عن مستقبلهم .. ونمنع الخطر الذي سيحيق بهم .. نذود عن اقصاهم .. مقدسهم .. إن كان فعلا مقدسهم .
يصرخون الما ولكن في فراغ
ينادون ولكن لا حياة ولا أحياء .. فلمن ينادوا .
ويلجأون إلى من يسمع النداء ، وينصر المظلومين ، ويحتكم عنده الخصوم .. فيأتيهم الجواب
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) .
و ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) صدق الله العظيم