من طين بلادك لط ع خدادك … رنا حداد

يكاد طين البحر الميت وشواطىء مدينة العقبة الأردنية ان تكون اولى بنا، نحن الاردنيين من اية بقعة اخرى، نقصدها بهدف السياحة الصيفية التي تعتمد على وجود الماء والشمس.

لكن، يبدو انه كتب على الاردني «المسخم» ان يحرم حتى من طين وبرك سباحة ومياه «بحري» وطنه، نتيجة ارتفاع اسعار ما يعرف بالسياحة الداخلية.

نعم وبلا مغالاة، فالمشهد يقول بتصدر جهات اخرى لتكون مقصد الأردني وعائلته بحثا عن الاستجمام والسياحة والسباحة، بالترافق مع مشقة سفر وتدني مستوى خدمات بالمقابل.

وكأن الاردني الذي «قبل بالهم» فيما صمم «الهم» الا يقبله، مكتوب عليه الا يأكل في مطاعم وطنه ولا ان ينام في فنادقه وليس له الحق ان يسبح في بحره بسبب تدني دخله المادي وارتفاع اسعار السياحة الداخلية التي لا تميزه عن السائح.

مجبر الأردني لا بطل ان يحزم حقائبه ويشد الرحال صوب جهات سياحية خارجية اعلنت وسائل الاعلان ومواقع التواصل انها «رخيصة وكويسة وبنت ناس»، لتجد مقابل ذلك ساعات انتظار طويلة، وخدمة وطعام لا تليق مطلقا، ولحفظ ماء وجهه «بمشيها».

البحر، بحرنا والشمس، شمسنا، والوضع السياحي في وطننا لا يتغير، من وزير لوزير، ومن خطة خمسية وعشرية ومبادرات تشجيع سياحة ووو، و»يا قلبي لا تحزن».

اسعار السياحة الداخلية ابتدءا من تناول وجبة طعام في مطعم عادي الى الاقامة لمدة ليلة واحدة لعائلة اردنية، تشكل عبئا على الاردني فتراه يحدث نفسه «مش النا»، وان فكر بسياحة داخلية فنصيبه منها شجرة وظلها ومنقل شواء مع معداته.

للقائمين على قطاع السياحة، ان غفلتم عن حق الاردني في بحر وشمس وطنه يجب الا تغفلوا ابدا عن كون السياحة الداخلية تشكل حجر الزاوية في قطاع السياحة والسفر في كل دول العالم، لذا .. اعطونا .. السياحة..

مقالات ذات صلة