الوسط الفنّي المصري يودّع عشرات المبدعين في 2021

آية ياسر

 

أسفر حصاد الموت الأسود بين المشاهير، في مصر، خلال العام 2021، عن خسائر فادحة في الأوساط الفنية والثقافية والإعلامية على حدٍّ سواء.. ونتناول في هذا التقرير أبرز الوفيات في المشهد الفني المصري في العام 2021.

 

وبدأ العام بصدمة رحيل الكاتب والسيناريست المصري الكبير وحيد حامد، في شهر يناير (كانون الثاني)، عن عمرٍ ناهَزَ 77 عاماً، إثر أزمة صحيّة.

ويعود التاريخ الفني للكاتب الكبير إلى العام 1963، حيث أبدع عشرات الأعمال المهمّة في السينما والدراما، أبرزها أفلام: طائر الليل الحزين، غريب في بيتي، البريء، الراقصة والسياسي، الغول، الهلفوت، الإرهاب والكباب، اللعب مع الكبار، اضحك الصورة تطلع حلوة، وسوق المتعة.

 

 

وبعد أيام قليلة رحل الفنّان المصري، هادي الجيّار، عن عمرٍ ناهز

الـ 71، بعد معاناته من آثار الإصابة بفيروس كورونا، حيث أمضى أيامه الأخيرة بأحد مشافي العزل في القاهرة، بعد مسيرةٍ فنيةٍ حافلةٍ امتدت لما يقارب الخمسين عاماً، وكان قد عرفه الجمهور العربي للمرة الأولى في مسرحية “مدرسة المشاغبين” الشهيرة، التي عرضت لأول مرة سنة  1973 في  رصيد الراحل، ما يزيد على الـ 200 عمل، تتنوع بين المسرح، الإذاعة، السينما والتلفزيون، ومن أبرز أعماله: مسلسل “القاهرة والناس”، “الراية البيضا”، “أنا وانت وبابا في المشمش”، “ما زال النيل يجري”، “المال والبنون”، “جمهورية زفتى”، “السيرة الهلالية”، “الضوء الشارد”، “الملك فاروق”، “نابليون والمحروسة”، “سلسال الدم”، “كفر دلهاب”، “ولد الغلابة”، “الأسطورة”.

شباط (فبراير)

وفي شباط (فبراير) 2021 توفّي الفنان المصري الشهير عزت العلايلي، عن عمرٍ يناهز 86 عاماً، والذي يمتد مشواره الفني لنحو ستين عاماً؛ حيث بدأه بدور صغير في فيلم “رسالة من امرأة مجهولة” عام 1962 وختمه بفيلم “تراب الماس” عام 2018، وخلّف “العلايلي” وراءه إرثاً فنياً ضخماً ومتنوعاً على المسرح وفي السينما والتلفزيون، ونال العديد من الجوائز.

 

كما رحل خلال الشهر نفسه الفنان علي حميدة، صاحب أغنية “لولاكى”، الأكثر مبيعاً في تاريخ الأغنية العربية، عن عمر ناهز 73 عاماً، بعد صراع مع المرض، بعدما تدهورت حالته الصحية إثر إصابته بورم فى الرئتين.

وكذلك توفي الفنان الكبير يوسف شعبان، عقب إصابته بفيروس “كوفيد 19” ونقله للعلاج بالمستشفى بعد تدهور حالته الصحية، وكان للراحل مشوار طويل قدّم خلاله أكثر من 100 فيلم وعشرات المسلسلات التلفزيونية والإذاعية، إضافة إلى الأعمال المسرحية، أبرزها أفلام: معبودة الجماهير، ميرامار، الثلاثة يحبونها، أم العروسة، جفت الدموع، دائرة الانتقام، اذكريني، أنا اللي قتلت الحنش، السجينتان، حارة برجوان، كشف المستور، والعذراء والعقرب.

وتوفّي أيضاً الفنان المصري عمرو هاشم، الذي شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية، أبرزها مسلسلات: تعالى نحلم ببكرة، شارع المواردي، الصمت، عفاريت السيالة،كناريا وشركاه

آذار (مارس)

وفي آذار (مارس) غيب الموت الفنانة المصرية أحلام الجريتلي، عن عمر يناهز 73 عاماً، بعد تعرُّضها لأزمة قلبية إثر عودتها لمنزلها من تصوير أحد الأعمال الفنية، واشتهرت الجريتلي خلال مسيرتها الفنية بالأعمال التلفزيونية والسينمائية ودبلجة الرسوم المتحركة، وقدمت عدة مسلسلات من بينها: حكايات المدندش، من أطلق الرصاص على هند علام، السندريلا، الفتوة، البرنس، وأفلام مثل: جمهورية إمبابة، شباب تيك آوي، أيام الخادمة أحلام، حلاوة روح.

 

كما توفّي أيضاً الفنان المصري، عبد الوهاب خليل، عن عمر ناهز 81 عاماً، واشتهر الراحل بمجموعة من الأدوار في الدراما المصرية، أبرزها دور “عم مدني” في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، إلى جانب مسلسلات مثل: رأفت الهجان، دموع في عيون وقحة، بوابة الحلواني، والطريق إلى الحقيقة.

 

 

مأساة رحيل الثنائي “سمير” و”دلال”

كانت جائحة كورونا سبباً في عدد كبير من وفيات المشاهير خلال العام 2021، ويعدّ الثنائي الفني سمير غانم وزوجته الفنانة دلال عبد العزيز أبرز الراحلين، متأثّرين بتداعيات الإصابة بالوباء.

وتوفّي غانم في آيار (مايو) عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد أسابيع من نقله هو وزوجته إلى المستشفى وتدهور حالتهما الصحيّة جرّاء الإصابة بكورونا.

اشتهر سمير غانم من خلال الأعمال الفنية لفرقة “ثلاثي أضواء المسرح” الكوميدية، قبل أن يمضي في مسيرة حافلة امتدت إلى التلفزيون والمسرح والسينما، ومن أبرز أعماله: مسرحية المتزجون، ومسلسل كابتن جودة، وأفلام: البعض يذهب للمأذون  مرتين  ، أميرة حبي أنا، والرجل الذي عطس.

في حين غيَّبَ الموت الفنانة دلال عبد العزيز، في آب (أغسطس)، عن عمر ناهز 61 عاماً، بسبب مضاعفات إصابتها بفيروس كورونا؛ وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من وفاة زوجها الفنان سمير غانم، دون أن تتمكّن من توديعه، وتسبّب رحيلها في أزمة فنية، بسبب مشاركتها في 4 أعمال فنية لم تحْسِمها، وهي: فيلما “تسليم أهالي” و”الفنار”، ومسلسلا “عالم موازي” و”في بيتنا روبوت” الجزء الثاني.

ولسنوات طويلة احتضن الفنّ قصة حب الثنائي الشهير، وتشارك الزوجان الراحلان في العديد من الأعمال الفنية، وأبرزها: مسرحية أهلاً يا دكتور، فوازير فطوطة، فيلم نهاية رجل تزوج، فيلم يا رب ولد، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حادي بادي، فارس بني خيبان، فيلم أرباب سوابق، فيلم عريس في اليانصيب، فيلم المطب. ومن المسلسلات: مسلسل عائلة أستاذ أمين، سيت كوم عبد الحميد أكاديمي، الكبير أوي الجزء الثالث، لهفة، نيللي وشريهان، بدل الحدوتة تلاتة.

أزمات صحيّة وصراع مع المرض

في حزيران (يونيو) من العام 2021، توفّيت الفنانة والمنتجة المصرية اعتماد خورشيد عن عمر يناهز 82 عاماً، إثر إصابتها بالتهاب رئوي حسبما أفادت وسائل إعلام مصرية، نقلت على إثره للمستشفى وأُدخلت غرفة العناية المركزة.

 

وكانت خورشيد قد أسست شركة إنتاج سينمائي مع صلاح رمسيس ولبنى عبد العزيز، بجانب “معامل اعتماد خورشيد للطبع والتحميض”، التي شاركت في مونتاج عددٍ من الأعمال منذ أواخر الخمسينيات وحتى السبعينيات، ومن أبرز الأعمال التي أنتجتها الراحلة: العزّاب الثلاثة، والمغامرة الكبرى، والحسناء والطلبة، كما أنتجت أفلاماً منها: أولاد الملجأ، وجمعية قتل الزوجات الهزلية.

وشهد آب (أغسطس) من العام نفسه، وفاة الفنان ماهر لبيب جرجس بعد صراع مع المرض، عن عمرٍ ناهَزَ 72 عاماً، وهو يُعَدُّ واحداً من أهم أعمدة المسرح والدراما القبطية، منذ منتصف السبعينيات؛ حيث قدّم أدوار البطولة في أفلام الأنبا إبرام والأنبا صموئيل المعترف وأبونا القمص إبراهيم البسيط وفيلم “القديس سمعان الخراز”، ومن أعماله التليفزيونية مسلسل أحلام الفتى الطائر، يوميات ونيس، وجه القمر.

كما توفيت الفنانة فتحية طنطاوي، إثر تعرضها لجلطة في القلب، وقدمت الراحلة خلال مشوارها الفني حوالي 140  عملاً دراميّاً، أبرزها: مسلسلات: البخيل وأنا، سلسال الدم، صرخة أنثى، عباس الأبيض في اليوم الأسود، الناس في كفر عسكر. وأفلام: ديل السمكة، اضحك الصورة تطلع حلوة، لحم رخيص، السجينة 67، المحاكمة، والطوق والأسورة.

 

 

وجراء تعرُّضها لوعكة صحية توفّيت الفنانة المصرية الكبيرة، سهير البابلي، في نوفمبر (تشرين الثاني)، بمستشفى في القاهرة عن عمر يناهز 86 عاماً، عقب دخولها غيبوبة بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.

 

وقدّمت البابلي في مسيرتها الفنية، العديد من الأعمال، أبرزها: شمشون وجليلة، سليمان الحلبي، نرجس، على الرصيف، نص أنا ونص أنت، الدخول بالملابس الرسمية، وعطية الإرهابية، واشتهرت بدور “أبلة عفَّت” المعلِّمة في مسرحية “مدرسة المشاغبين” التي عرضت في السبعينيات، ودورها في مسرحية “ريا وسكينة” التي تقاسمت بطولتها مع الفنانة المصرية الراحلة شادية.

وخلال الشهر نفسه توفّي الفنان المصري الكبير، أحمد خليل، عن عمرٍ ناهز الـ80 عاماً، إثر إصابته بفيروس كورونا ومشكلة صحية بالقلب.

 

وكان الراحل قد تخرج من معهد السينما عام  1965، ثم التحق بمسرح الجيب، وشارك في عدة مسرحيات أبرزها: حب تحت الحراسة، خادم سيدين، وياسين وبهية، وفي عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، أبرزها: سليمان الحلبي، حديث الصباح والمساء، زمن عماد الدين، امرأة من زمن الحب.

 

كما رحل أيضاً الفنان القدير محمود اللوزي، أستاذ الإخراج في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ووالد الفنانة يسرا اللوزي، عن عمر يناهز 63 عاماً، إثر وعكة صحية، وخلال حياته عاش الراحل بين مصر وأميركا، وشارك في عدد من الأعمال، منها فيلما: ميكروفون، والكنز، ومسلسل “خاص جداً”.

 

وفي كانون الأول (ديسمبر)، توفّي الفنان المصري، محب كاسر، في إحدى المستشفيات المصرية، عن عمر يناهز 75 عاماً، وذلك بعد صراع مع مرض سرطان الكلى والفشل الكلوي، ويرجع مشواره الفنّي إلى بداية الستينيات من القرن الماضي؛ حيث بدأه بفيلم يوم الحساب عام 1962.

عمالقة السيناريو

لم يكن السيناريست وحيد حامد هو الفقيد الوحيد للوسط الثقافي في  2021، والذي ودّع أيضاً الكاتب الصحفي عباس الطرابيلي، رئيس تحرير جريدة الوفد الأسبق، عن عمر يناهز 85 عاماً إثر إصابته بالفيروس، وتوفّي في آذار (مارس) الماضي، تاركاً وراءه العديد من المؤلفات التاريخية، ومن أبرزها: أحياء القاهرة المحروسة، غرائب الأسماء المصرية والعربية، من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق.

كما فقدنا الكاتب والسيناريست مصطفى محرم، بعد تعرُّضِه لأزمة صحيّة مفاجئة، توفّي على إثرها في نيسان (أبريل) الماضي، وترك محرّم أعمالاً فارقةً في السينما، أبرزها: الحب وحده لا يكفي، وكالة البلح، الحب فوق هضبة الهرم، السكاكيني، وفي الدراما قدّم مسلسلات: لن أعيش في جلباب أبي، رُدَّ قلبي، عائلة الحاج متولي، العطار والسبع بنات، ريّا وسكينة، وزهرة وأزواجها الخمسة.

وفي آب (أغسطس) توفّي الكاتب والسيناريست المصري، فيصل ندا، عن عمر ناهز 81 عاماً،  بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً  إرثاً فنياً عبَّر به عن المجتمع المصري، وشكّلت إبداعاته جزءاً مهمّاً من تاريخ السينما والمسرح والتلفزيون في مصر والوطن العربي، منها مسرحيات: المتزوجون، أهلا يا دكتور، ومسلسل: هارب من الأيام.

وفقد الوسط الفني والثقافي أيضاً، في تشرين الأول (أكتوبر)، الكاتب والروائي د. فوزي فهمي، الأستاذ بأكاديمية الفنون‏، ومؤلف عددٍ من الأعمال الفنية أبرزها مسرحيات: لعبة السلطان، عودة الغائب، الفارس والأميرة.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة