بالصور بقطبة وخيط.. التطريز الفلسطيني يواجه أحدث صيحات السطو الإسرائيلي

حرير – بقليل من الصور والذكريات يستعيد الفلسطينيون زيّهم من بين أيدي السارقين الإسرائيليين.

حملة أطلقتها جمعية الزي الفلسطيني، تحت هاشتاغ ” #البس_زيك_مين_زيك”، جاءت رداً على منح المنظمين لمسابقة ملكة جمال الكون المقامة في إسرائيل، الشهر الجاري، إذناً للمشاركات فيها بارتداء الأثواب الفلسطينية، في أحدث صيحات السطو الإسرائيلي على التراث الفلسطيني.

تلك الصور المشينة لم تمرّ بدون ردّ فلسطيني، وثّقت فيه المشاركات التراث الفلسطيني عبر مشاركة صورهنّ أو صور جداتهن بالثوب التقليدي.

إحدى القائمات على الحملة، لنا حجازي قالت خلال حديثها لـ“وكالة سند للأنباء”: “إن المبادرة انطلقت لتؤكد تمسكنا بالهوية والتراث الفلسطيني، ورفض كل روايات الاحتلال ومحاولاته عزو التراث لنفسه”.

وتابعت” أن الحملة تضمنت دعوة للنساء والفتيات والرجال الفلسطينيين، لنشر صورهم على منصات التواصل الاجتماعي، وهم يرتدون زي التراث الفلسطيني”.

مشاركة واسعة

المشاركون في الحملة التي انتشرت بسرعة عبر المنصات الاجتماعية، أرفقوا جمل وعبارات تراثية فلسطينية، تبرهن على سرقة الاحتلال للهوية الفلسطينية التي ينتهجها الاحتلال منذ نشأته.

ونشرت الناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي آلاء كراجة صورة لها مرتديةً ثوباً يزيد عمره عن مئة عام، مؤكدة أنها ورثته عن والدتها التي ورثته عن جدتها”.

وأضافت “كراجة”،”أن الاحتلال استطاع سرقة التراث، لكنه فشل في نقل الحكايا من أصحابها الحقيقيين ونسبه إليه”.

وتابعت: “يسرقون الوطن والتراث، يسرقون الثوب، يحاولون ويحاولون، لكنهم لا يملكون الحكاية، حكاية الأمهات والجدات الكنعانيات، اللواتي طرزن وثائق تاريخية وسياسية تحكي نضال شعب وإرداته وتمسكه بالحياة”.

267171520_281282527391226_6533667319788688312_n.jpg

وقالت نور إمام في تغريدة لها” حارسات التراث الهوية، هن من رسمن بخيوطهن القضية، حارسات النور والنار”.

وتابع” لكن الحب والاحترام ومبارك لكن، اعتراف العالم، بجهودكن ونضالكن بتثبيت الهوية والقضية الفلسطينية، وحمايتها من سرقة الاحتلال”.

266746462_607841173785467_233259382581440255_n.jpg

أما ديما الريفي فقد نشرت تغريدة لها تصحبها صورة لها بالزي الفلسطيني فكتبت” وطني بلدي جنة بقربك..شمسي وظلي من سما حبك”.

وتابعت” هذا التراث لنا، وهذا الزي لنا”.

266739816_1071844063582094_6961294262404992695_n.jpg

أما فيحاء عبد الهادي فقالت:” الثوب الفلسطيني كان ومازل رفيقي في مشوار العمر”.

وأضافت” تم إدراج فن التطريز في فلسطين الممارسات والمهارات المعروفة والطقوس، على قائمة التراث غير المادي للإنسانية، قرار اليونسكو انتصار للرواية الفلسطينية”.

266989082_454423402906447_745826930331226424_n.jpg

أما الفنان محمد أبو لحية شارك على صفحته عبر “فيس بوك

صورة لامرأة فلسطينية ترتدي الثوب الفلسطيني التقليدي المطرز فقال على لسان الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش” على هذه الأرض.. سيدة الأرض، أم البدايات وأم النهايات، كانت تسمى فلسطين، وصارت تسمى فلسطين، سيدتي..ل

267084174_199671849045524_5266361650737867271_n.jpg

على قائمة “يونسكو”

وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” ،يوم الأربعاء في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2021، فن “التطريز في فلسطين: الممارسات والمهارات والعادات” على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي، يأتي هذا التصنيف بعد نحو أسبوع من مشاركة ملكة جمال الفيليبين لصور لها مع زميلاتها المشاركات في حفل ملكة جمال الكون المقام في “إيلات” هذا العام، وهنّ يلبسن الأثواب الفلسطينية المطرّزة، مذيِّلةً الصورة بوسم “visit Israel” أو “زوروا إسرائيل”!

وزارة الثقافة الفلسطينية رحبت بإدراج “يونيسكو” للتطريز عنصراً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.

الناطقة الإعلامية باسم وزارة الثقافة بثينة حمدان قالت لـ“وكالة سند للأنباء”، إن قرار يونسكو هو اعتراف حقيقي بملكية الشعب الفلسطيني له، فالاحتلال الإسرائيلي لا يملك أي حق في سرقة تراثنا الفلسطيني.

وتابعت” القرار يعكس حقيقة أن العالم لا يصدق كل ما يرتبط بالاحتلال الذي يسعى لسرقة أرضنا وحكاية وجود الفلسطينيين فيها”.

وتعتبر “حمدان” أن الثوب الفلسطيني هو معلم وهوية تراثية تعبر عن وجود الإنسان الفلسطيني في مكانه وزمانه وتجدده ووحدته، فكل “قطبة” فلسطينية لها حكاية في التاريخ.

وكالة سند للأنباء – أحلام عبدالله

مقالات ذات صلة