الأغوار الجنوبية: “الملش” ينتشر بالمزارع ويتسبب بتردي التربة ونفوق ماشية

حرير _ مع انتهاء الموسم الزراعي في الأغوار الجنوبية، تنتشر في مختلف المناطق كميات كبيرة من المخلفات والنفايات البلاستيكية الناتجة عن عمليات الزراعة، الأمر الذي يهدد البيئة المحلية والمواشي التي تتغذى على مخلفات الحقول الزراعية من المحاصيل المختلفة، والتي تكون في أغلبها مختلطة بالمخلفات البلاستيكية للزراعة، أو ما يعرف بين المزارعين بـ”الملش”.
ويؤدي انتشار هذا “الملش” في حالات كثيرة الى وفيات كبيرة بين المواشي، فيما يسهم في تردي نوعية التربية وتلوثها لفترة طويلة من الزمن، وخصوصا مع استخدامات مستمرة وكبيرة لمساحات زراعية تزيد على 60 ألف دونم من المساحات الزراعية، والتي يستخدم الملش في أغلبها، وينتج عنه أطنان من النفايات البلاستيكية سنويا.
وأكد مزارعون أنهم مضطرون الى استخدام البلاستيك الزراعي في عمليات الزراعة، إلا أنهم لا يعرفون كيف يتخلصون منه بشكل جيد، ما يضطرهم في أحيان كثيرة الى القيام بحرقه بعد تجميعه في وسط الحقل، الأمر الذي يعد مخالفة بيئية أخرى.
ويؤكد رئيس لجنة البيئة والزراعة بمجلس محافظة الكرك فتحي الهويمل، أن منطقة الأغوار الجنوبية من المناطق الساخنة بتلوث البيئة المحلية فيها، نتيجة انتشار كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية على مدى سنوات طويلة، دون أي حل لهذه المشكلة أو التعامل معها، كونها مشكلة تؤدي لتلوث البيئة المحلية، وتقضي على أعداد كبيرة من المواشي بالمنطقة بسبب التهامها كميات من البلاستيك أثناء رعيها بالحقول التي تنتهي زراعتها.
ولفت الى أن أكثر من 35 % من وفيات ونفوق المواشي بالأغوار الجنوبية ناجمة عن رعي المواشي للمواد البلاستيكية التي تكون موجودة بالتربة بعد انتهاء المواسم الزراعي، مطالبا الجهات الرسمية بالكرك والأغوار الجنوبية بالعمل على إيجاد حل لهذه المشكلة الخطيرة، وخصوصا مع وجود حجم استخدام كبير للمواد البلاستيكية طوال موسم الزراعة.
وبين الهويمل، أن هناك حاجة الى وجود مصنع لإعادة تدوير متبقيات عملية الزراعة، وخصوصا للملش الزراعي والعبوات البلاستيكية التي يتم استخدامها بتعبئة المحاصيل، والتي يتراكم منها كميات كبيرة أيضا بالحقول ووسط الأحياء الشعبية، وهي تشكل ضررا على المواطنين وتؤذي صحتهم.
ومن جهته، حذر مربي الماشية سويلم أحمد، من خطر انتشار المخلفات الزراعية البلاستيكية الناتجة من المزارع بعد انتهاء الموسم الزراعي على مواشيهم والتسبب بنفوقها، لافتا الى أن كميات كبيرة من المواد البلاستيكية تنتشر بالحقول حيث يتم استخدامها بكثرة بالزراعة.
وأضاف أن المواد البلاستيكية تتسبب بتدهور إنتاجية الماشية إلى مستويات خطيرة، لافتا إلى أن تأثير المتبقيات البلاستيكية على الأراضي الزراعية، لاسيما وأنها تحول دون الاستفادة من التربة بشكل كامل.
وأوضح أن المواشي تستسهل رعي المواد البلاستيكية، إلا أنها في النهاية تؤدي لنفوقها، مطالبا الجهات الرسمية في الكرك بالعمل على مراقبة المزارع، وإلزامها بالتخلص من المتبقيات والنفايات الزراعية بالطرق الصحيحة، حرصا على سلامة المواشي والمواطنين أيضا.
وأكد المزارع عبدالله المشاعلة، أن استخدام البلاستيك الزراعي “الملش”، أمر ضروري ومهم لعمليات الزراعة، ولا يمكن الاستغناء عنه، مشيرا الى أن انتهاء الموسم يعني انتشار كميات كبيرة من الملش بالحقول، والتي لا يعرف المزارع أين يذهب بها سوى حرقها أو رميها بعد تجميعها، لافتا الى أهمية وجود مصنع لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية بالأغوار الجنوبية، حرصا على صحة المواطنين والماشية والبيئة المحلية.
وأشار الى أن كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية تطرح كل عام بالموسم الزراعي، وتشكل مشكلة للمنطقة كلها بسبب انتشارها الكبير بين الحقول والأحياء السكنية، وخصوصا في فترة الرياح الشديدة التي تنقلها من منطقة لأخرى.
وقال المواطن أحمد العشيبات من سكان غور الصافي، إن مناطق الأغوار الجنوبية كلها ومع انتهاء الموسم الزراعي تكون في حالة يرثى لها بسبب انتشار كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية على أسيجة المزارع وعلى الطرقات وبين الأشجار وفي التربة بين الحقول والبساتين، لافتا الى أن المواشي ترعى بين الحقول للحصول على الأعلاف من بقايا عمليات الزراعة لمختلف المحاصيل الحقلية التي تعد جزءا كبيرا من علفها اليومي، إلا أنها تحصل أيضا على بلاستيك يؤدي الى نفوقها بعد أيام من الرعي.
ومن جهته، يؤكد مدير البيئة في محافظة الكرك راشد المعايطة، أن المديرية تقوم بمراقبة المزارع في مختلف مناطق المحافظة لمنعها من إلقاء المتبقيات الزراعية من المواد البلاستيكية وتلزمهم بالتخلص منها بشكل لا يسبب أذى للبيئة المحلية، لافتا الى أن المديرية ستقوم بحملات نظافة شاملة للتخلص من المواد البلاستيكية المنتشرة بالمحافظة بالتعاون مع مؤسسات أهلية ورسمية.
وبين أن الحل الأمثل لهذه المشكلة هو بوجود مصنع لإعادة تدوير النفايات والمواد الزراعية البلاستيكية من الملش والعبوات البلاستيكية المستهلكة، حرصا على سلامة البيئة والمواطنين، مؤكدا حاجة المنطقة الى هذا المصنع.

الغد.

مقالات ذات صلة