
في العمل السياسي الحقيقي وجود حكومة الظل ضرورة وطنية
رئيس التحرير _ منال سعيد خلف
حكومة الظل هي حكومة المعارضة التي لم تحصل على الأغلبية في المجلس النيابي (مجلس النواب) ، والتي تؤمن أنها قادرة على التأثير في القرار والمشاركة في صنعه ، بغض النظر عن عدد أعضاء المجلس الذين ينتمون إليها .
فالمعارضة الحقيقية الراشدة هي ضرورة لأي نظام سياسي ، كي يحافظ على تجديد قياداته ، وتجديد البرامج التي تحملها تلك القيادات ، خدمة لابناء مجتمعها كافة.
ولأن الإنسان وتوفير الحياة الكريمة الآمنة المستقرة له هي غاية الحكم الأساسية والمهمة في دول العالم كافة.، انطلاقا من فهمنا بأن السياسة هي : القيام على الشيء بما يصلحه ، فالإصلاح هي حالة إنسانية ومجتمعية ضرورية وعملية مستمرة ، باستمرار وجودنا في الحياة .
الأغلبية الحاكمة في اي مجتمع إنساني، يصيبها الخمول والعقم ، والعفن (في كثير من الأحيان) ، لعدم وجود قوة سياسية منظمة واضحة البرنامج منافسة لها ، تراقبها وتتحين الفرص لإسقاطها وتولي شؤون إدارة الدولة والعمل على معالجة التحديات والمشاكل التي تواجهه.
فحكومة الظل تشكل من قبل الحزب أو الائتلاف الحزبي الذي يحصل على الأقلية في الانتخابات النيابية ، حيث ينتقل إلى موقع المعارضة للحكومة التي يشكلها حزب ( أو أحزاب) الأغلبية .
وهذا الأمر هو ما أشار له جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه رعاه ، في الأوراق النقاشية ، حيث بين أن بناء تجربتنا الأردنية في الديمقراطية ، تهدف الوصول إلى الملكية الدستورية، التي تشكل فيها الحكومات الحزبية الناتجة عن البرلمانات الحزبية صاحبة البرامج الوطنية التي تلبي حاجات المجتمع وأبناءه كافة .
فيما لو طبقت هذه التجربة التي عبر عنها جلالة الملك في الأوراق النقاشية ستكون النموذج الأردني الأول في المنطقة العربية الذي يتم إنجازه بطلب من جلالة الملك (رأس الدولة) ، انسجاما مع المطالب الشعبية والعودة إلى مبدأ أساسي في الدستور ،أن الأمة هي مصدر السلطات.
إن وجود حكومة الظل هو أمر في غاية الأهميةو هو
التحدي الكبير أمام الأحزاب الأردنية جميعها، أن تفكر في كيفية إدارة شؤون الدولة ومعالجة مشاكلها (كحكومة ظل) لتلبية الحاجات اليومية لقطاعات الشعب كافة.