“سوبرهيومانز”

عاصم منصور

اذكر قبل سنوات ان زميلاً لي كان مصابا بالسرطان وكان قد تلقى في ذلك اليوم اخباراً سيئة بخصوص تطور المرض عنده وبينما كنّا نتحدث في الاحتمالات المستقبلية وكيفية التعامل معها لم يهدأ هاتفه ولم يتوقف عن الرنين وكان معظم المتصلين من مرضاه واذكر ان احدهم والذي قام بالرد عليه بعد ان أعاد الاتصال عدة مرات خلال دقائق لم يتوانى عن لومه بقسوة ، وفي نفس السياق اذكر اننا كنّا بصدد اجراء تداخل تشخيصي لأحد المرضى وكان هذا يصيح بطبيبه ” انك لا تعرف معنى الألم ” وكان هذا الزميل قد خضع لعملية كبرى قبل أسابيع .
ينتظر البعض من الأطباء والعاملين في القطاع الطبي ان يكونوا أناساً خارقين لا يتألمون ولا يمرضون ولا يتعرضون للمشاكل شأن سائر البشر وكأن هذه الصحة البادية والمظهر الخارجي لا يمكن ان تخفي آلاماً ومشاكل يحاولون ان يداروها .
الاطباء بشر يمرضون ويتألمون ولديهم من المشاكل الصحية والأسرية والمادية كما لدى مرضاهم فلا تظلموهم بالطلب منهم ان يكونوا ” سوبرهيومانز ” .

مقالات ذات صلة