مصر تتحدث عن نفسها… الكاتب عبدالله السناوي

مقال الكاتب القومي المصري الكبير عبدالله السناوي الذي حذف من جريدة الشروق المصرية :

لا يلخص القضية ذلك الممثل المتفلت بتصرفاته ونوع الفن الذى يقدمه، ولا هو بذاته موضوع أية معركة كبرى فى لحظة حرجة من انقلابات السياسة فى إقليم مشتعل بالنيران والمخاوف.

فى لحظة تصور أنه بثقل شعبية يتوهمها يمكنه أن يكسر جدران مقاومة التطبيع، التى شيدت شعبياً على مدى أكثر من أربعين عاما منذ معاهدة السلام المصرية ــ الإسرائيلية (1979).

سافر بطائرة خاصة أرسلت إليه من دبى ليشارك فى افتتاح فرع لشركة إماراتية فى تل أبيب، رقص على أنغام أغنية «هافانا نجيلا» للمطرب الإسرائيلى «عمير أدام»، احتضنه سعيداً، بثت الصور على أوسع نطاق ممكن وانقلبت الدنيا على رأسه فى بلده مصر.

بضغط هائل من رأى عام غاضب على ما جرى فى دبى من انتهاك للمحرمات المصرية الغى مسلسل رمضانى يقوم ببطولته، أوقفت شركة اتصالات شهيرة بث إعلان جديد قام بتصويره خشية أن تتضرر مصالحها، قرر اتحاد النقابات الفنية وقفه عن العمل لحين التحقيق معه، وأصدرت نقابة الصحفيين بياناً دعت فيه إلى منع نشر اسمه وصوره فى الجرائد محذرة من أن أى اختراق للتطبيع سوف يخضع للمساءلة النقابية.

كانت تلك ردة فعل غاضبة على رسائل الصور التى التقطت فى حفل دبى واحتفت بها إسرائيل كما لم يحدث من قبل.

لم تكن تلك مقدمة سلام دافئ مع أكبر دولة عربية بعد أربعة عقود وصفت بـ«السلام البارد».

العكس تماما هو الذى حدث، وتحول الممثل المتفلت إلى أمثولة حتى لا يجرؤ أحد آخر على اتباع الفعل نفسه.

بدت الصدمة الإسرائيلية مروعة، أعادوا اكتشاف قدر الكراهية المصرية لعنصريتها المتأصلة واستهتارها بكل ما هو إنسانى وعادل فى القضية الفلسطينية.

– صحيفة الشروق المصرية.

مقالات ذات صلة