ارتفاع عدد زواج القاصرات إلى 110 حالة بالشونة الجنوبية

حرير – لم تكن أمام سارة فرصة لإكمال تعليمها، فقد تم تزويجها بعمر السادسة عشرة، لتجد نفسها بعد سنوات قليلة أرملة تحمل على عاتقها تربية طفلين يتيمين، ولم تجد بدا من العمل في المزارع لتوفير لقمة العيش لطفليها.

وقالت سارة، خلال ورشة نظمتها الجمعية ضمن حملة (16) يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، بالتعاون مع مؤسسة الأميرة بسمة للتنمية البشرية/الكفرين، بحضور عدد من سيدات من المجتمع المحلي “أنا نادمة أشد الندم على زواجي المبكر الذي حرمني من إكمال تعليمي، فلو أكملت تعليمي لوجدت فرصة عمل تساعدني في الظروف الاقتصادية الصعبة التي أعيشها حاليا بدلاً من عملي في المزارع”.

وأكد منسق جمعية معهد تضامن النساء الأردني في الأغوار، أمجد العدوان، أن مناطق الأغوار تعد من أكثر المناطق التي تشهد حالات زواج مبكر سواء بين الأردنيين أو اللاجئين السوريين؛ إذ بلغ عدد عقود الزواج لقاصرات سجلت في محكمة الشونة الجنوبية الشرعية (110) وقائع منذ بداية العام الحالي ومثلها في العام الماضي، ما يتطلب تكثيف الجهود من أجل زيادة نشر ورفع مستوى الوعي حول الزواج المبكر والأضرار والآثار السلبية الناتجة عنه للحد منه.

وأضاف أن غالبية هذه الحالات آلت إلى الطلاق لأن غالبية الفتيات اللاتي تزوجن مبكرا هن قاصرات ولا يعين ماهية الحياة الزوجية والمسؤولية المترتبة عليها، ولا يمتلكن الوعي الكافي لبناء شراكة حقيقية مع الرجل بما يلبي احتياجات الأسرة، موضحا أن هذه الظاهرة نتج عنها ظهور العديد من الأمراض الاجتماعية وازدياد معدلات الانحراف والفساد الأخلاقي الذي انعكس بالمجمل على زيادة أعداد الجريمة.

وبين العدوان أن عدد حالات زواج القاصرات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و18 عاماً في الأردن للعام 2017 بلغ 10434 حالة في الشونة الجنوبية من أصل 77700 واقعة زواج سجلت في المحاكم الشرعية، بنسبة زادت على 13 %، مضيفا أن الأردن يشهد يومياً تسجيل 213 عقد زواج من ضمنها 29 حالة لزواج مبكر (زواج في الفئة العمرية 15-18 عاماً)، في حين يبلغ عدد حالات الطلاق اليومية 71 حالة طلاق (رضائي وقضائي) من بينها 15 حالة طلاق مبكر و3 حالات طلاق لقاصرات.

وبين أن التقرير الإحصائي السنوي للعام 2017 الصادر عن دائرة الأحوال المدنية والجوازات يشير الى أن الدائرة سجلت 10 واقعات زواج لإناث أعمارهن أقل من 15 عاماً، و7718 واقعة زواج للفئة العمرية 15-19 عاماً (1402 ذكر و6316 أنثى)، فيما بلغ العدد الإجمالي لواقعات الزواج المسجلة خلال العام 2017 بحدود 52620، منها 2 % تمت خارج الأردن (1127 واقعة زواج).

وأضاف العدوان أن تزويج القاصرات ليس حلا للمشكلات التي يتم التذرع بها عادة لتبريره كالفقر والستر لأن نسبة الطلاق والترمل المبكر ترتفع بين المتزوجات قبل سن الرشد القانوني، ما يخلق مشاكل عدة للفتيات اللاتي يتعرضن لضغوطات نفسية وصحية عديدة ويحرمهن من الحصول على حقوقهن كطفلات سواء في التعليم أو الحصول على الرعاية اللازمة لتمكينهن من اتخاذ قرارات ناضجة ومسؤولة.

وأضاف أن هذه الورشة تهدف إلى بيان حقوق الفتيات في التعليم والصحة واللعب والآثار السلبية المترتبة على الزواج المبكر وذكر بعض الحلول الممكنة للحد منه، مؤكداً أن جمعية معهد تضامن النساء الأردني أطلقت العديد من الحملات لمحاربة تزويج الأطفال.

ومن جانبها، قالت منسقة البرامج في مركز الأميرة بسمة/الكفرين، دنيا العدوان “إن نسبة كبيرة ممن تزوجن بسن مبكرة في المنطقة، آل بهن الحال إلى الطلاق، ما عرضهن لضغوطات اجتماعية ونفسية كبيرة نتيجة طلاقهن في سن مبكرة”، مبينة أن مشكلة الزواج المبكر أصبحت ظاهرة تقلق المجتمع الأردني ككل ومنطقة الأغوار على وجه الخصوص.

(الغد)

مقالات ذات صلة