لوحات “إفروسيني” تتغنى بالجمال والمرح في “رؤى 32 للفنون”

حرير _ تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة وجدان الهاشمي، افتتح في جاليري رؤى32 للفنون، أمس، معرض بعنوان “إفروسيني” للفنانين خالد طرزي، وسمر طرزي.
“إفروسيني” هي إلهة الفرح أو البهجة، وتجسد النعمة والجمال. مع آغليا وثاليا، وقد قيل إن بنات زيوس الثلاث “الجميلات الثلاثة” كنّ يمثلن الشباب والجمال والمرح والأناقة، كما ملأت هؤلاء الجميلات العالم باللحظات السارة والنية الحسنة. وعادة كن يرقصن، في حضرة إلهة الجمال أفروديت ورفيقها إيروس، في دائرة، على أنغام موسيقى أبولّو الإلهية لإسعاد الضيوف.
وعن الفنان المعماري والمصمم والخزاف خالد كمال طرزي، فقد تمكن على مدار ستة وعشرين عاماً، في الأوساط الأكاديمية في جامعة البترا، من التأثير على كثير من الطلاب الذين علّمهم ليصبحوا مصممين مبدعين، سواء كمعماريين، أو كمصممي ديكور داخلي، أو مصممي جرافيك، بواسطة التجريب والابتكار.
كان تخصص خالد في الدكتوراه في التكوينات الحسابية لمستوى أساسيات التصميم الذي تعامل مع إنشاء التكوينات الشكلية باستخدام حزم برامج الكمبيوتر. لقد آثر تقديم هذه الفلسفة لطلاب التصميم بشكل تدريجي يتناسب ومستويات إبداعهم، وشجعهم على التفكير بشكل مستقل. إنه مفتون دائماً بدمج الأشكال والألوان، وينعكس ذلك على أعماله في التصميم والفن.
وهنا يمكن القول إن موضوع إفروسيني يمثل لأواني خالد في هذه المجموعة، الرقصات المبهجة للجميلات حول الدائرة وتحديات تكوين الحركات الانسيابية، مع البقاء داخل الدائرة، وبالتالي تحدي كل من قوى الالتواء والجاذبية. هكذا تكونت الأواني النهائية التي تمثل الراقصات بالشكل، مدعّمة بالحفر على بعض الأجزاء لكشف النقاب عن طبقات القماش المتدفق والمتطاير. وقد اهتم الفنان بوضع الخليط الخاص من الطلاء الزجاجي والأكاسيد إما بدقة أو بشكل عشوائي، على أجزاء معينة، لإعطاء طبقة/ نسيج آخر من البهجة.
أما سمر كمال طرزي فهي مهندسة تنسيق المواقع المعمارية، وفنانة جرافيك، وأستاذة ممارسة بدوام جزئي في جامعة البترا والجامعة الألمانية الأردنية في عمان، تمكنت من نقل معرفتها وخبراتها في مشاريعها في الأردن والخارج، والتي تتراوح بين السكنية والمزارع والتجارية والمؤسسية، على مدى السنوات الإحدى والعشرين الماضية. وبعد حصولها على درجة الماجستير من جامعة مانشستر متروبوليتان في المملكة المتحدة، حافظت على رؤية شاملة في التصميم قائمة على دمج العلم والفن والروحانية. كرائدة ومؤثرة في مهنتها، كتبت العديد من المقالات حول هندسة تنسيق المواقع المعمارية ودور المرأة في هذا المجال. وقد تعمقت الماستر ريكي والرسامة في تجربة “الفن كعلاج” لإنتاج اثنين من سلسلتها لكتب التلوين للأطفال “فرح ولون”.
ومن جهتها، فإن الفنانة سمر قد ذهبت إلى الميثولوجيا اليونانية، واستلهمت إفروسيني، لتمثل في لوحاتها في هذه المجموعة من الرقصات البهيجة للجميلات بدءاً من الدائرة التي تنمو إلى خطوط هندسية إلى التكوينات المرحة بالأبيض والأسود، أو إلى تحولات شكلية ولونية متدفقة باستخدام الألوان المائية أو الأكريليك على وسائط مختلفة.

مقالات ذات صلة