
الدباغ : الإعلام الثقافي يعيش في حالة انحسار،
حرير – يقول المذيع والاعلامي د.هشام الدباغ إن الإعلام الثقافي يعيش في حالة انحسار، ما يسبب ألماً لمحبي الثقافة.
وأشار الدباغ إلى ذلك الماضي الذي كان فيه العرب “رواداً في العلم والمعرفة والثقافة”، مبينا أن الفكر العربي أخرج علم العروض وعلم مصطلح الحديث الذي لم يسبقهم إليه أحد من الأمم “ثم ترجمنا الفلسفة اليونانية التي سيقت إلى الغرب من خلال عرب الأندلس”.
الدباغ الذي يرفض أن يقرأ من ورقة، معللا ذلك بأن القراءة من خلال الورق تعمل على إيجاد حائط وهمي بين المحاضر والجمهور، نوّه إلى انه يريد أن يتواصل بالكلمة المباشرة المصحوبة بالاتصال البصري مع جميع الحضور من أجل إشعارهم بأنه يتحدث إلى كل واحد منهم.
وأضاف أن أعباء الحياة المادية التي نعيشها حالياً أصبحت تثقل كواهلنا وتكاد تسحق الجمال فينا، وهذا من شأنه التأثير على صور الجمال الأدبي في ذات الإنسان والمبدع، ذلك أن الوجه الثقافي يبدع فيه الإنسان من ذاته ويستل من ذاته أسلوبا متميزاً يميزه عن غيره.
وأكد الدباغ بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلام، أن الإعلام الثقافي “انحدر إلى مستوى غير مستساغ بشكل كبير وهذا ما نلاحظه من خلال أخطاء مروعة لبعض المذيعين الناشئين، إضافة إلى عدم معرفتهم وتمكنهم من مواضيع الثقافة المحلية والعربية وتواصلهم معها وأبرز شخصياتها وإنجازاتهم وعدم معرفتهم بحقيقة الإعلام الثقافي بشكل خاص”.
ودعا الدباغ إلى ضرورة أن يصبح للإعلام الثقافي “وجهه في الخريطة التلفزيونية والثقافية في جميع المحطات الفضائية العربية وكذلك في التلفزيون الأردني”، مبيناً أن “معظم البرامج الثقافية المقدمة ركيكة وضعيفة لأنها تنصب فقط على الحوار من دون أن تعتمد على الصورة الموثقة والتي يجب أن تأتي في المقام الأول”.
وقال إنه يجب على معد البرنامج الثقافي أن يضع باعتباره أن الصورة تلعب الدور المحوري في البرنامج الثقافي ثم الكلمة، وأن تتوافق الصورة مع الكلمة هو ما يثري البرنامج ويجعله مشوقاً، وعلى المعد أن يمارس دور الباحث الجيد للإحاطة بالموضوع الذي سيقدمه أو الشخصية التي يتحدث عنها.
واكد الدكتور هشام الدباغ انه سيواصل هذا النهج المتمثل بالتواصل مع الجمهور العربي، من خلال إقامة الأمسيات الثقافية المختلفة وإعطاء المجال للمبدعين للحديث عن تجاربهم وإبداعاتهم.
ويذكر أن الدباغ حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية من جامعة البنجاب في باكستان، وحاصل على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة القديس يوسف في بيروت. ويحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من جامعة البنجاب في باكستان.
للدباغ مؤلفات مطبوعة عدة، منها “الجغرافيا الإقليمية”، “التلفزيون أسرار وعجائب”، “التكامل في الحق (نظرة معاصرة في فلسفة التصوف)”، و”فنون الخطابة والإلقاء، تقنية الاتصال الجماهيري”، فضلا عن عشرات المقالات والأبحاث التي نشرها في الصحف العربية، وله قصائد شعرية منشورة في الصحف العربية وبعضها تم تلحينه، وتذاع قصائده المغناة في الإذاعات العربية.
ودرس الدباغ الإعلام في الكليات الجامعية المتوسطة في الأردن، وكلية التقنية العليا في مدينة العين وجامعة عجمان وجامعة الشارقة، وأعد وقدم برنامج مجلة التلفزيون وشغل منصب مدير البرامج الثقافية في التلفزيون الأردني، وهو عضو مؤسس في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين.



