بكري يقاطع “الجونة”.. انتصاراً لكرامة الفنان الفلسطيني

 

وقال بكري في تصريحات خاصة: قررتُ عدم المشاركة في مهرجان الجونة السينمائي، كردّ فعلٍ مبدأيّ لجهة وقف “مهازل” إهانة الفنان الفلسطيني أيّاً كان، وأيّاً كان جواز السفر الذي يحمله، فقد آن الأوان أن تتعامل الدول العربية مثل بقية العالم مع الفلسطيني كإنسانٍ له كامل الحقوق كغيره من البشر. الأمر لا يقتصر على الفنان الفلسطيني فحسب، بل على آلاف الفلسطينيين، ممن شاهدتُ الكثيرَ منهم بأمّ عيني في ظروف مهينة ولا إنسانية بقاعات مطارات العالم، وخاصةً في المطارات العربية. هي رسالة لسلطات العالم والدول العربية بأن “بَلَغَ السيلُ الزُبَى”.

 

 

وأضاف بكري: عدم مشاركتي في المهرجان تأتي أيضاً احتجاجاً على ما حصل معي في هذه الدورة، وما حدث مع المخرج الفلسطيني سعيد زاغة في مطار القاهرة، وكيف تمّ احتجازه لاثنتي عشرة ساعة في ظروف مهينة، ومن ثم ترحيله إلى بريطانيا حيث يقيم، ومن قبلنا الفنان الفلسطيني علي سليمان العام الماضي. هذه الحوادث كانت بمثابة القشَّة التي قصمت ظهر الجمل، لكنها صرخة للتعبير عن معاناة كل فلسطيني على هذه الأرض في المعابر والحدود والمطارات العربية والعالمية.

 

 

وكشف صاحب “جنين جنين”: تواصَلَتْ معي إدارة مهرجان الجونة السينمائي، وأخبروني بأنهم أتمّوا إجراءات الدخول، ولكن “المقروص بيخاف من جرّة الحبل”، ولا أريد المغامرة في هذا الاتجاه، مع التأكيد على احترامي للقائمين على المهرجان والعاملين فيه، ولقرارهم باختياري للتكريم، وللجمهور المصري وجمهور المهرجان من كافة أنحاء العالم، ولكن إدارة المهرجان، وللأسف، لا تملك السلطة التي تحمي وتحترم الضيف الفلسطيني عند دعوته.. إن لم تكن لديهم سلطة على سلطة المطار في المستقبل، فلا داعي لتوجيه الدعوات للمبدعين الفلسطينيين، وبالتالي تعريضهم للإهانات و”البهدلة”.

 

 

وشدَّدَ بكري: هذه الخطوة الاحتجاجية غير موجّهة للمهرجان، ولا لمديره الصديق انتشال التميمي، ولا لإدارة المهرجان وجميع العاملين فيه، أو لجمهوره.. هذه صرخة في وجه الجهة الرافضة لدخول الفلسطيني والمتسببة في إهانته، كما حصل مع زاغة ومعي ومع علي سليمان، وبغض النظر عن جواز السفر الذي يحمله.. من حقنا أن نعرف من هو المسؤول عمّا يحدث للفنان الفلسطيني ما دامت ليست هي إدارة المهرجان.

 

 

وعبَّرَ بكري عن أسفه لكلّ من جاء إلى المهرجان لمتابعة تكريمه، باعتباره لم يتمكّن من الحضور وقتها، “لأسباب لا أريد أن أُحْرِجَ أحداً بالحديث عنها”، خاتماً: لكنّي أوجز الأمر بما كتبه محمد الماغوط في مسرحية “المهرّج”.. “ومتي كان العربيّ بحاجة إلى جواز سفر ليتجوّل في أرض آبائه وأجداده”، وجاء ذلك على لسان “صقر قريش”، الذي جاء ليحرر فلسطين، واحتُجِزَ في إحدى نقاط الحدود العربية.

– مننصة الإستقلال الثقافي

– يوسف الشايب

مقالات ذات صلة