زيارة السيسي للسودان اليوم… تفاؤلٌ مشوبٌ بحذر

تفاؤلٌ مشوبٌ بحذر بعد زيارة السيسي للسودان اليوم؟ هل لا تزال الفرصة سانحة لدفع الخطر أم أنه قُضي الأمر؟ وما الخطوة التالية بعد أن بات وقت الملء الثاني قريبا.

بقدر ما أشاعت زيارة الرئيس السيسي للسودان اليوم تفاؤلا كبيرا، بقدر ما تقبلها البعض بشيء من الحذر، وسط ترقب لمآل الملف الأخطر الذي يواجه المصريين والسودانيين سواء بسواء.

برأي محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق فإن زيارة السيسي اليوم للسودان هى رد فعل طبيعى للتحديات التى تواجه الدولتين، مشيرا إلى أنه نتيجة للمؤامرات الداخلية والخارجية فقد تأخرت الزيارة كثيرا.

وأضاف علام أنه بالرغم من ذلك فإن بلادا وأنظمة عديدة ترتعد لها.

وأقائلا: عاشت مصر والسودان!

سياسة اليد الطولى!!

نادر نور الدين خبير المياه والأراضي بجامعة القاهرة قال إن إثيوبيا لن تعرف قوة مصر الا اذا طبقنا سياسة اليد الطولى معها ومع كل من يهدد الامن القومي المصرى.

وأضاف أن المفاوضات مع اثيوبيا مضيعة للوقت ، مشيرا إلى أنها تضمر الشر لكل جيرانها في اربتريا والصومال والسودان ومصر.

نقطة ضوء

من جهته وصف الخبير الاقتصادي أحمد السيد النجار الاتفاقية الأخيرة بين مصر والسودان بأنها نقطة ضوء تمنى البناء عليها بقوة لتعزيز الرسالة التي أوصلتها لإثيوبيا ولمجرم الحرب الذي يقودها والذي ارتكب كل الرزايا وجرائم الحرب في إقليم تيجراي.

وأضاف النجار أن حصتي مصر والسودان من مياه النيل خط أحمر وأمن قومي والاتفاقية مكرسة لحماية هذا الأمن القومي المشترك، واتفاقية عام 1902 التي عينت الحدود السودانية-

الإثيوبية وألزمت إثيوبيا بعدم المساس بأي قطرة من مياه روافد النيل خط أحمر أيضا.

وأنهى النجار قائلا: “الحق تحميه القوة والتلويح بها بجدية يرهب من تسول له نفسه الاعتداء على ذلك الحق”.

المصير المشترك

هاني رسلان الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية علق على زيارة السيسي للسودان قائلا: “حقيقة المصالح والأمن المتبادل والمصير المشترك بين مصر والسودان، هزمت كل الزيف والأوهام والضلالات، ومحاولات بث الفرقة وبناء الحواجز بين البلدين عبر الفبركات والأكاذيب”.

الوساطة الرباعية

في ذات السياق قال السفير فوزي العشماوي إنه ليس لديه تفاصيل الموقف واسرار المفاوضات والترتيبات المصرية – السودانية لمواجهة الصلف والعناد الاثيوبي، مشيرا إلى أنه يستغرب حقيقة دعوة البلدين لوساطة رباعية تضم الاتحاد الافريقي والولايات المتحدة والاتحاد الاوربي والامم المتحدة.

وأضاف العشماوي أن اثيوبيا لاتمانع من التفاوض طالما انها مستمرة في مخططاتها في الملء الثاني للسد بعد 4 شهور، مشيرا إلى أن ساعتها لن يتبقي شيء للتفاوض عليه وستفرض اديس ابابا شروطها ورؤيتها على كل مايتعلق بالسد وبالنيل الازرق!

الخطوة التالية؟

الجميع بات مترقبا الآن للخطوة القادمة من التحالف المشترك بين مصر والسودان؟ وهل ترتدع إثيوبيا أم تواصل إصرارها وعنادها ومكرها؟

رأي اليوم – محمود القيعي
   

مقالات ذات صلة