تقرير يدعو للاستفادة من تجربة الأنباط في تخزين المياه

وأكد التقرير الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي الأربعاء، وحصلت “الغد” على نسخة منه، أهمية زيادة الاستثمار في أنظمة تخزين المياه وفق الطريقة التي انتهجها الأنباط، معتبرا أنها تساهم بتحسين الأمن المائي في المناطق القاحلة وتخفيف آثار الجفاف، إلى جانب منفعة تلك الأنظمة في تقليل مخاطر الفيضانات عبر الاحتفاظ بالجريان السطحي.
وأوصى التقرير، الذي حمل عنوان “يمكننا تعلم الكثير من الحضارات القديمة حول إدارة المياه الحديثة”، باتباع الأسلوب القديم كجزء من إستراتيجية متكاملة لمواجهة التغيرات المناخية والاحتفاظ بمخازين المياه.
وقال إنه رغم اعتماد هذه الحلول ذات التقنية المنخفضة والمستدامة لن تكون في حد ذاتها مقاومة للجفاف، إلا أن دمجها مع تقنيات المحاصيل المبتكرة، قد يمكنها من مساعدة المزارعين في التخفيف من الآثار المتزايدة لتغير المناخ.
وأشار إلى أن علماء آثار كنديين استكشفوا منطقة جنوب البترا، في موقع هوارة الأثري، ووثقوا نظام إمداد المياه الشامل بالمستوطنة.
وبين أن أنظمة مستجمعات المياه وجهت جريان مياه الأمطار لصهاريج كبيرة بهدف تخزينها لاستخدامها في موسم الجفاف، حيث كانت هذه الصهاريج مسقوفة لمنع التبخر ومجهزة بأحواض ترسيب لتجميع الرواسب.
كما زودت القناة التي يبلغ طولها 26.5 كيلومتر التي تغذيها الينابيع هذه المستوطنة بمياه الشرب، منوها إلى أن هذا النظام ما يزال قيد الاستخدام حتى اليوم، وفق التقرير.
وأضاف أنه يمكن للاكتشافات أن تلهم التقنيات الحالية لمعالجة حالات الجفاف المتفاقمة التي نتجت عن تغير المناخ.
واستعرض التقرير آلية نظام شبكة من السدود أقامها الأنباط في البترا، موضحا أنها جرت لحماية عاصمتهم من السيول والقنوات المغطاة لتوصيل المياه إلى وسط المدينة. أما في سفوح التلال المحيطة، فقاموا ببناء مدرجات لامتصاص الجريان السطحي، وتخفيف مخاطر الفيضانات ودعم الزراعة، في الوقت الذي كانت فيه أنظمة مستجمعات المياه والتوصيل، فعالة للغاية، لدرجة دفعتهم لبناء أحواض سباحة في الهواء الطلق ونوافير ضخمة في البتراء كإظهار تفاخر لثروتهم وقوتهم.
وزاد التقرير أنه رغم التطوير والبناء منذ ألفي عام، إلا أن الجهود جارية حاليا لتنشيط أنظمة إدارة المياه النبطية حول البترا للمساعدة في السيطرة على الفيضانات ودعم التنمية الزراعية.
وأكد أهمية الإحاطة بعلم الآثار لفهم الزراعة المستدامة والقدرة على المساهمة بشكل هادف في سياسات المياه المعاصرة، وذلك رغم أنها قد لا تساهم بحلول مباشرة للمشاكل المعقدة اليوم، إلا أنها تلعب دورا مهما في المساعدة على التكيف مع مناخ أكثر دفئا وجفافا.
ولفت لإمكانية مساهمة اعتماد ممارسات مستدامة مماثلة لتلك التي يستخدمها الأنباط لتعظيم كمية المياه التي يتم جمعها وتقليل الكمية المفقودة بسبب التبخر في زيادة فعالية هذه الخزانات، مبينا أنه يمكن استخدام صهاريج الاستقرار مثل تلك التي بناها الأنباط؛ لمنع تراكم الرواسب في خزاناتهم، ودرء الترسب في المخبأ، وتحسين سعة التخزين وجودة المياه

مقالات ذات صلة