الصادق : “النفط” موجود في الأردن بكميات كبيرة جدا

حرير _ أكد الخبير النفطي الدكتور زهير الصادق ان قرار التنقيب عن النفط في الاردن مستبعد ان يكون قرار سياسي، مشيرا الى ان وزارة الطاقة فتحت هذا المجال في العديد من المناطق والمحافظات المختلفة من ابرزها عمليات الحفر والتنقيب التي جرت في حقل الريشة والتي استخرجنا منها الغاز، لافتا الى ان التنقيب يجري من خلال العمل والتعامل مع شركات خاصة للبحث عن النفط. وتابع في مقابلة خاصة اجرتها معه “الأنباط” أن الاردن مليء بالثروات الطبيعية من المعادن والنفط الثقيل والخفيف والغاز ايضا، مشيرا الى العام 1987 الذي اكتشف النفط فيه في حقل حمزة، وجرت عمليات التنقيب في حقل الريشة في العام 1988 واكتشفوا مادة الغاز، خاصة بئر حقل الريشة رقم 3 الذي كان انتاجه اليومي حوالي 35 مليون قدم مكعب غاز، وتابعوا حفر الابار الى ان وصل عددها الى 46 بئر تقريبا، بعضها انتجت وبعضها الاخر لم ينتج.

واوضح الصادق، ان الاردن لديها ثروات طبيعية تكفيها وتزيد عن حاجتها ونستطيع تصديرها للخارج ايضا، مشيرا الى انه لدينا مئة مليار طن من الصخر الزيتي ننتج منها حوالي 18 الى 40 مليار برميل من النفط الخفيف، والذي يعتبر من اجود انواع النفط خاصة الموجود في حقل السرحان، ولدينا نفط ثقيل في حقل الأزرق بحوالي مليارين برميل حسب ما اشار اليه التقرير المعد من خبراء شركة البترول الوطنية الذين عملوا في الحقل. وحول المناطق التي تنتشر فيها الثروات الطبيعية والمعادن بيّن الصادق أنه اشرف على دراسات  اكدت ان منقطة البحر الميت تعيش على بحر من النفط، وهناك ايضا منطقة السرحان والصفاوي والازرق والمرتفعات الشمالية، ومنطقة جنوب جنوب الاردن “الجفر”، مؤكدا ان هذه المناطق مليئة بالثروات الطبيعية، لكن لا عمليات حفر وتنقيب تجري فيها. ولفت الى ما قامت به وزير الطاقة هالة زواتي حول ما انجزت على ارض الواقع ممن لم ينجزه من سبقها حيث قامت باستخراج الغاز في الوقت الذي وقعت فيه اتفاقية الغاز مع الكيان المحتل، واستخرجت حوالي 15 مليون متر مكعب من الغاز من بئرين في حقل الريشة . وحول كمية الغاز الموجودة لدينا اوضح ان دراسة اعدتها شركة “الشامبرجير” العالمية بناء على طلب شركة البترول الوطنية اكدت انه يوجد حوالي 9 تريليون الى 73 تريليون قدم مكعب من الغاز في حقل الريشة، لافتا الى اننا استخرجنا لغاية الان حوالي 25 مليون قدم مكعب وحاجة الاردن بـ اليوم تتراواح ما بين 330 الى 350 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و حوالي 150 الف برميل نفط يوميا. وشدد اننا لو قمنا بتطوير آلية عملنا وشراء حفارات آبار واستغلينا كل الكفاءات المحلية وحفرات الآبار سيصل انتاجنا اليومي الى 550 مليون قدم مكعب من الغاز، اي ما يكفي الاردن وحاجته من الغاز وتصدير ما تبقى، مؤكدا ان تكلفة الحفر البئر تكون لمرة واحدة والتي تبلغ حوالي مليونين دولار، اما الانتاج المستمر فلا علاقة له بالتكلفة خاصة انه اصبح لدينا دخل مستمر، قائلا :” الأمر اشبه بزراعة شجرة من الزيتون، تكون التكلفة فقط في زراعتها وسقيها، ومن ثم لا حاجة للتكلفة لأنها ستدرعليك دخلا بشكل سنوي”. وحول ان كان لدينا نفط في الاردن ام لا قال الصادق، انه لا نستطيع الحكم بالدقة عن كمية النفط المتواجد في الاردن، خاصة أن لدينا مناطق كثيرة جدا غير مكتشفة ولم يتم الحفر فيها مثل الجفر والسرحان والمرتفعات الشمالية والبحر الميت والازرق كامل.

وتابع ان هناك دراسة اجراها “الكورلاب” الامريكية بمبلغ حوالي مليونين دينار على مساحة 1500 كيلو متر مربع في الوقت الذي تبلغ فيه مساحة الازرق اكثر من 10 الاف كيلو مربع، اكدت في النتائج التي خلصت لها ان هذه المنطقة “حقل الازرق” يمكن ان يتولد منها حوالي 430 مليون برميل نفط. واوضح، انه على مستوى الاردن وفي علم البترول خاصة، يوجد طرق فنية للوصول الى النتائج الدقيقة، تبدأ بعمل مسوحات جيوفيزيائية من ناحية فنية لا نستطيع شرحها هنا، ونحتاج الى اجراء مسوحات جيوفيزيائية ثلاثية الابعاد ومتوفر الان رباعية الابعاد، علما أننا كنا نستخدم مسوحات جيوفيزيائية ثنايئة الابعاد في السابق. وتابع، انه تم اجراء عدد من المسوحات الجيوفيزيائية ثلاثية الابعاد حاليا في مناطق مختلفة بمساحات بسيطة من ضمنها المسح الذي اجري على الريشة بمساحة بلغت حوالي 5000 كيلو متر مربع من قبل شركة “البريتش بتروليوم”، اضافة الى اجراء مسوحات لـ حوالي 300 كيلوا متر مربع في منطقة الازرق، ولـ حوالي 221 كيلو متر مربع لمنطقة السرحان، واكد من جهتهم الجيوفيزيائيين العاملين في شركة البترول الوطنية واتفقوا مع الشركة انها واعدة واكتفوا بهذة النتيجة فقط على حد قول الصادق. وأضاف، ان التحدي الأهم والأبرز الذي يقف في طريقنا الى استخراج النفط واجراء المسوحات لكافة المناطق التي تشير اليها الدراسات هو الإمكانيات المادية، وهذا ما قالته وصرحت عنه الحكومات السابقة، واشار الى ان هناك مليارات تم ضخها كان من المفترض تخصيص جزء منها لاستخراج الثروات الطبيعية في الاردن . ولفت الصادق الى الاتفاقية التي وقعت بين الحكومتين الاردنية والسعودية في عام 1965، اثر اعادة ترسيم الحدود، تتعلق بجزء بسيط من منطقة السرحان التي يؤكد الصادق ان النفط موجود فيها بكميات كبيرة جدا خاصة ان الحكومة السعودية اكتشفت منذ حوالي شهر من الان حفرت في المنطقة الحدودية والمقابلة لها في اراض السعودية “الطريف” واستخرجوا منها الغاز الطبيعي بكميات كبيرة. وتابع الصادق، ان ابرز بنود هذه الاتفاقية تنص على انه وفي حال تم اكتشاف او استخراج النفط من منطقة السرحان تكون بالمناصفة بيننا وبينهم يكون نصيب كل جانب 50%، بحسب ما زودته مصادره الخاصة في وزارة الطاقة حول هذه الاتفاقية. وذهب الصادق خلال المقابلة للحديث عن مصفاة البترول الاردنية، مقترحا انه يجب هدمها وبناء مصفاة جديدة مشبها اياها بحفارات شركة البترول الوطنية بالقول :” المصفاة قديمة ومهترئة كـ حفارات البترول الوطنية”.

مقالات ذات صلة