علي أكبر صالحي يكشف سر أنابيب الوقود في مفاعل آراك وخدعة “الإسمنت”!

حرير _ كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي سرا كبيرا، مشيرا إلى أن أن بلاده اشترت سرا أثناء المفاوضات النووية، أنابيب بديلة لمفاعل آراك، بسب انعدام الثقة في الغرب.

وشرح  صالحي في مقابلة بثتها قناة التلفزيون الإيراني الرابعة في 22 يناير، بالتفصيل، كيف اشترت بلاده سرا قطع غيار لمفاعلها النووي في آراك، فيما المفاوضات للتوصل إلى اتفاق دولي بشأن البرنامج النووي الإيراني جارية، وتبين حينها أن المكونات الأصلية لهذا المفاعل سيطلب تدميرها.

ونقل موقع “The Times Of Israel” الذي نشر ترجمة للمقابلة التلفزيونية، عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله، إن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي كان قد حذر مفاوضي بلاده من أنه يتوقع أن تتراجع الأطراف الغربية عن الاتفاق.

وروى صالحي ما حدث حينها قائلا: “عندما كان فريقنا في خضم المفاوضات، كنا نعلم أن (لغربيين) سينكثون في النهاية بوعودهم… لقد حذرنا الزعيم (خامنئي) من أنهم انتهكوا الاتفاقات. كان علينا أن نتصرف بحكمة. لم نتفادى تدمير الجسور التي بنيناها فحسب، بل قمنا ببناء جسور جديدة، نتمكن من خلالها من العودة أسرع إذا لزم الأمر”.

وتابع المسؤول النووي الإيراني قائلا: “كان المجمع الصناعي في أراك بوسط غرب إيران موضوعا محوريا في المفاوضات بسبب المفاعل النووي ومنشأة إنتاج الماء الثقيل. طلبت القوى الغربية في بادئ الأمر إزالة آلية قلب المفاعل، التي تعرف باسم كالاندريا، وأن يملأ التجويف الذي كانت به بالإسمنت، في حين أن إيران وافقت على إزالة وليس تفكيك نواة المفاعل، وهي اتفقت أيضا على أن تملأ الأنابيب والفتحات المؤدية إلى التجويف فقط بالأسمنت، وهو ما حصل في النهاية”.

وفي ضوء ذلك، أفاد صالحي بأن فريق إيران النووي كإجراء احترازي اشترى قطع غيار لبعض الأنابيب المستخدمة في المفاعل والتي وُعد بأن تملأ بالإسمنت. كما تكتم هؤلاء على هذه المعلومات خلال مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة، بل وأخفيت حتى عن مسؤولين إيرانيين آخرين.

ولفت صالحي إلى أن داخل قلب المفاعل “توجد أنابيب يمر بها الوقود. لقد اشترينا أنابيب مماثلة، لكني لم أستطع الإعلان عنها في ذلك الوقت. شخص واحد فقط في إيران علم بالأمر. لم نخبر أحدا عدا القائد خامنئي”.

ومضى صالحي مفصلا ما جرى، وقال في هذا السياق: “لقد اشترينا نفس الكمية من الأنابيب المماثلة”، مضيفا “حين طلبوا منا صب الإسمنت في الأنابيب… قلنا: حسنا. سوف نفعل ذلك. لكننا لم نخبرهم بأن لدينا أنابيب أخرى، ولو فعلنا لطلبوا منا صب الإسمنت في تلك الأنابيب أيضا. الآن توجد لدينا مثل هذه الأنابيب”.

وشدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أن مثل هذه الحيلة لا تشير إلى أن إيران سعت أو أنها تسعى للحصول على أسلحة نووية، كما تصر إدارة ترامب وإسرائيل، مضيفا أن خطة بلاده كانت تقضي بتحديث مفاعل أراك الذي تأسس على تصميم روسي قديم، واستخدام المعدات الجديدة لإنتاج كميات مخفضة من البلوتونيوم، الذي سيستخدم في الوقود النووي وليس الأسلحة النووية.

وقال صالحي في هذا الشأن: “أولا، نحن لا ننوي صنع سلاح نووي”، موضحا أنه تم الاتفاق على عمليات التجديد خلال المحادثات النووية، “ثانيا، هذا البلوتونيوم (في المفاعل) غير مناسب للأسلحة النووية”.

اللافت أن المسؤول النووي الإيراني أكد أن الصورة التي تظهر على ما يبدو، فجوة مفاعل آراك مليئة بالإسمنت كانت مزيفة، متهما متشددين إيرانيين بأنهم زيفوها بواسطة “فوتوشوب”، وأنهم فعلوا ذلك لأنهم أرادوا التأكيد على أن إيران تعرضت للإهانة من قبل الغرب من خلال تدمير منشآتها الخاصة.

مقالات ذات صلة