الأردن شريك في المعركة فتحية لجيشنا

بلال حسن التل

ليس غريبا ان يقصف العدو الاسرائيلي المستشفى الميداني الأردني المرابط في قطاع غزة منذ سنوات، فالغدر والإجرام جزءا اساسيا من طبيعة هذا العدو وبنائه العقدي، لكن كان من المستغرب ان لايقصف العدو المستشفى الميداني الأردني، خاصة وان الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اختار منذ اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ان يكون شريكا في المعركة، دفاعا عن أهلنا في غزة ليس فقط من خلال استمرار عمل مستشفاه الميداني هناك، والإصرار على إيصال المستلزمات الطبية له لمعالجة أهلنا الغزيين، الذي أصر الأردن على إيصال المساعدات لهم، وقد نجح الأردن في الحالتين فاوصل لمستشفاه الميداني احتياجاته الطبية لخدمة الغزيين،كما نجح الاردن في إيصال الغذاء والدواء للغزيين.

مشاركة الأردن في الحرب الأثيمة الدائرة ضد قطاع غزة، غير مقتصرة على إيصال المساعدة لأهل غزة بالإضافة إلى أهلنا في الضفة الغربية، حيث يتواجد الجيش العربي الأردني ممثلا بالخدمات الطبية الملكية الأردنية في كل من جنين و نابلس لمعالجة أهلنا هناك، مما يستوجب توجيه التحية لقواتنا المسلحة الأردنية المرابطة على ثغور الوطن لصد عصابات الإرهاب من الغرب والشمال والشرق. لذلك يمكننا القول بان الأردن يقود جزء مهما من معركة غزة، هو الجزء السياسي من المعركة، وهو جزء اساسي منها، الحق الاذى بالعدو الصهيوني، وكذب روايته عن مايجري في فلسطين، حيث برع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و بمساندة من جلالة الملكة رانيا العبد الله في قيادة المعركة السياسية بشقيها الدبلوماسي والاعلامي،بالإضافة إلى مرابطة الاردنيين في الميادين لرفع معنويات الاهل في فلسطين، واشعارهم بانهم ليسوا وحدهم، لذلك كان من الطبيعي أن يحقد العدو الاسرائيلي على الاردن، وأن يعلن عن حقده هذا بالإعتداء على المستشفى الميداني الأردني، الذي اصيب سبعة من طاقمه الطبي، وهي إصابات امتداد لإلتحام الاردنيين في حرب فلسطين منذ اندلاعها مطلع القرن الماضي، عندما اندفع المحاهدون الأردنيون للاشتباك مع العصابات الصهيونية، وعندما سخر الجيش العربي الأردني قدراته لتدريب المتطوعين الفلسطينين، وامدادهم بالسلاح قبل حرب سنة 1948،التي إنخراط بها الجيش العربي الأردني وحافظ على الجزء الذي اوكل اليه الدفاع عنه من أرض فلسطين، وفق الخطة العربية في حينه، بعد ان هزم العصابات الصهيونية في كل معركة خاضها معها واخذ منهم أسرى، محافظا على القدس التي استبسل جنوده على اسوارها دفاعا عنها.

لكل ما تقدم ليس غريبا ان يعتدي جيش الاسرائيلي على المستشفى الميداني الأردني في غزة للتنفس عن حقده على الاردن، ولا نظنه يقف عند هذا الحد فعلينا ان نكون مستعدين لكل تطور متوقع للحرب مع هذا المعتدي.

مقالات ذات صلة