لونا بشارة: الفن يرتقي بوعي الإنسان والموهبة تصقلها الثقافة

حرير _ كشفت الفنانة الأردنية لونا بشارة، أنها أنهت تصوير مشاهدها في المسلسل البدوي “الحنين إلى الرمال”، الذي تلعب بطولته إلى جانب نخبة من الفنانين الأردنيين، وسيعرض في رمضان هذا العام، وهو من تأليف فوأد الشوملي وإخراج بسام سعد وإنتاج مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية.
وتدور أحداث المسلسل الذي يغلبه الطابع البدوي المدني القديم حول فتاة بدوية (وطفة)، تتعرض إلى صدامات وعراقيل تعصف بحبها، لنشمي بدوري يجسده الفنان محمد المجالي.
وتؤكد الفنانة لونا، رغبتها في تجسيد الشخصية المركبة ذات الأبعاد النفسية، ما سيؤدي ذلك، بحسبها، إلى تركيز ومجهود مضاعف، واكتساب المعرفة لأليات تحليل النفسيات من أجل الخروج بنتيجة تروق في إقناع المشاهد وفق رؤية جمالية وفكرية.
وتقول، في حديثها لـ”الغد”، إنها تستهوي التحدي مع ذاتها، لتعمل على تقوية قدراتها في عالم التمثيل الذي يعبر عن الوجود الإنساني، لافتة إلى أنها تقرأ نص العمل بتأن تتخيله وتركز فيه، ويأخذ جهدا مضاعفا من إتقانه، حتى يتسنى عرضه بالطريقة المحببة للمشاهد.
وتشير الفنانة بشارة إلى أن دور الفن الحقيقي هو الارتقاء بوعي الإنسان، والمساهمة في صنع ثقافته، مشيرة إلى أهمية وجود الإرادة لإزالة العراقيل كافة التي قد تعصف بالعمل، مؤكدة أن الموهبة تبرز خلال القراءة وتثقيف الذات، وأن تكون طقساً يومياً ومتنوعاً من كل المجالات والمشارب علمية وأدبية وفلسفية، فهي ترقى بمستوى الإنسان.
وتعد المغامرة المدروسة بحكمة تحديا مهما في النجاح المرهون بقدرته على الأداء التمثيلي لإقناع المشاهدين، وفق الفنانة، وترى ضروة أن يبتعد الفنان عن الإغلاق في مسار تمثيلي فردي، بل عليه أن يجيد كل الأدوار الإٔائية، وإتقان اللهجات كافة سواء المحكية أو البدوية أو حتى اللهجات العربية المختلفة، ولكن أن يتعمق في الشخصة القربية، وهذا يسهم بوضع الفنان محط احترام المشاهد العربي الذي هو الفاصل بقبول أو رفض المنتج الفني بأشكاله.
وترى بشارة، ضرورة إيجاد قاعدة لوجستية متينة تكرس إبداعات الفنان للعالم، فالفنان الأردني، يعارك في الساحة الفنية وحده، من دون دعم معنوي ومادي، داعية الجهات المسؤولة كافة، لفتح المجال للفنان الأردني لأن يكون شريكاً استراتيجياً، وله حضور في المهرجانات والحفلات الفنية كافة، حتى يستطيع أن يقدم الفن الأردني الحقيقي، ويعيد الدراما الأردنية إلى مكانتها الطبيعية، كما كان في عقدي الثمانينيات والتسعينيات، عندما كانت في الصفوف المتقدمة والمنافسة بقوة.
وتعد التمثيل بمثابة الدم الذي يسري بالعروق، ويأتي في مقدمته، الموهبة ويليهما الثقافة والخبرة، وهذا لا يحدث إلا ببذل الجهد والعمل المستمر، وعلى هذا الأساس درست في صناعة السينما، وهي بذلك تصقل خبرتها وموهبتها بالناحية الأكاديمية، فأهم شيء هو الموهبة بالنسبة للفنان الحقيقي، وفق قولها.
وتضيف “أنا أحب المسرح جداً، لكنني أعرف إن الوقوف على خشبة المسرح يمثل إرهاقاً ومعاناة للممثل ويقتضي منه وقتاً طويلاً وتفرغاً أكبر، وبالتالي أتمنى أن أجد الفرصة المناسبة للمشاركة في عمل مسرحي يضاف إلى مسيرتي الفنية”.

مقالات ذات صلة