كورونا في مصر: الإصابات تتصاعد وتوقع خسائر بمليوني دولار يومياً في قطاع السياحة

حرير _شهدت مصر خلال الأيام الماضية ارتفاعا نسبيا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، ما زاد المخاوف خاصة مع اقتراب انطلاق العام الدراسي الجديد. وفيما حصلت القاهرة على 299700 جرعة من لقاح أوكسفورد – أسترازينيكا من لندن، برزت تحذيرات من خسائر مالية قد تصل إلى مليوني دولار يومياً، بسبب إدراج مصر على القائمة الحمراء للسفر في المملكة المتحدة.

خريطة زمنية

وأعلنت وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني المصرية الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد، لجميع مراحل التعليم في المدارس.
وحسب الخطة المعلنة، يبدأ العام الدراسي يوم 9 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وينتهي يوم 16يونيو/ حزيران المقبل، ويستمر لمدة 34 أسبوعا، وتكون مدة أيام الدراسة الفعلية بعد حذف أيام الإجازات الرسمية 93 يوما للفصل الدراسي الأول و97 يوما للفصل الدراسي الثاني، على أن تكون أيام الدراسة الفعلية 190 يوماً بما يعادل 32 أسبوعاً.
المخاوف دفعت رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إلى التأكيد على أهمية التوسع في توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لتطعيم المواطنين باعتبارها خطوة هامة في التصدي لهذا الوباء وتقليل فرص الإصابة به.
ولفت إلى أن الأولوية الأولى خلال هذه المرحلة في هذا الملف، ستكون لتطعيم العاملين في قطاع التعليم الجامعي، من أعضاء هيئات التدريس، والموظفين والعاملين وكذلك الطلاب، وإعداد الخطة التنفيذية لتطعيم كوادر الجامعات والمعاهد من طلاب وهيئة التدريس والعاملين والموظفين، تزامناً مع بداية العام الدراسي الجديد.
وأضاف أن هذه الأولوية ستشمل كذلك تطعيم العاملين في قطاع التعليم قبل الجامعي، من المدرسين والموظفين والعمال بالمدارس، حتى يتسنى بدء العام الدراسي المقبل بأمان ودون قلق من انتشار الفيروس، مع استكمال تطعيم العاملين بوحدات الجهات الإداري للدولة، لافتاً إلى أن التطعيم يُعد درعا يقي المجتمع من هذا الخطر.
وأكد أن تصنيع اللقاحات محلياً يعد خياراً استراتيجياً، لافتا إلى استمرار الدولة في جهودها لتصنيع اللقاحات محلياً، وكذلك استقدام شركات كبرى للتعاون في تصنيع اللقاحات وتوفيرها للاستهلاك المحلي، وكذلك توفيرها للأشقاء في الدول الأفريقية، في ضوء ما تتمتع به مصر من إمكانات كبيرة للتصنيع حالياً.
السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، قال إنه يتم حالياً حصر أعداد كل العاملين في قطاع التعليم قبل الجامعي، من حصل منهم على اللقاح، ومن لم يحصل، والتنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والصحة بهدف سرعة الانتهاء من تطعيمهم، بمن فيهم العاملون في المدارس الخاصة.
وأضاف: يتم حالياً التنسيق بين وزارتي التعليم العالي والصحة، بهدف تطعيم كل العاملين في قطاع التعليم العالي، وكذلك الطلاب، لافتاً إلى أن وزارة الصحة ستوفر كل التطعيمات اللازمة، لتتولى الكوادر الطبية بوزارة التعليم العالي أعمال تطعيم العاملين في هذا القطاع وكذلك الطلاب، كما سيتم التنسيق بشأن تطعيم الطلاب المسافرين للتعليم في الخارج، وسرعة حصولهم على اللقاح.
كذلك قالت هالة زايد، وزيرة الصحة، في تصريحات صحافية إن خطة الوزارة تتمثل في وصول عدد المواطنين الذين يتم تطعيمهم ضد فيروس كورونا يومياً لنحو 800 ألف مواطن في الفترة المقبلة، وإن ذلك سيسهم في تطعيم أكثر من 35 مليون مواطن في 88 يوماً فقط.
وأوضحت خلال مشاركتها في اجتماع الإدارة العليا لمواجهة كورونا، أن تحركات الوزارة حالياً هي توفير اللقاح سواء للراغبين في أخذ الجرعة الأولى من اللقاحات، أو لتوفير الجرعة الثانية من اللقاح لمن أخذوا الجرعة الأولى بالفعل. ولفتت إلى تخطي عدد المواطنين الذين حصلوا على لقاحات فيروس كورونا المستجد الأحد إلى أكثر من 155 ألف مواطن، إلا أن جهود الوزارة للتوسع في فتح مراكز إعطاء  اللقاحات للراغبين في أخذها على مستوى الجمهورية، جعل عدد تلك المراكز يصل حتى الآن إلى ما يقرب من 580 مركزاً على مستوى الجمهورية، منها 134 مركزا للراغبين في السفر للخارج

وتناولت وزيرة الصحة موقف توريد مختلف اللقاحات ضد فيروس كورونا، مشيرة إلى إجمالي الجرعات الموردة، موضحة كذلك الكميات المخطط تسلمها خلال الفترة المقبلة.

ونوهت وزيرة الصحة إلى الزيارة التي قام بها رئيس بنك الاستثمار الأفريقي إلى مصر على هامش تسلم أول دفعة من جرعات «جونسون آند جونسون» مشيرة إلى أن اللقاء تناول الخطة التي تتبناها شركة «موديرنا» للشراكة في إنشاء 20 نقطة تصنيع للقاح على مستوى العالم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وفي هذا الصدد عرض رئيس البنك أن يقوم تحالف «أي تي في أي» بشراء 100٪ من المنتج حال دخول فاكسيرا في هذه الشراكة.
وفي السياق نفسه، قالت وزارة الصحة والسكان إنها الجهة الوحيدة في مصر المسؤولة عن إصدار الشهادات الموثقة للحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا والمربوطة بمجمع الإصدارات الذكية والمؤمنة وتحمل رمز الاستجابة السريع.
وحذرت الوزارة، عبر حسابها على «تويتر» أمس، أي جهة أو شخص يصدر مثل هذه الشهادات، مؤكدة اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال من يقوم بذلك.
وكانت وزارة الصحة المصرية أعلنت أنها حددت قيمة الشهادة التي يحصل عليها المواطن الخاصة بالحصول على اللقاحات لتقديمها لأي جهة داخل مصر بـ 100 جنيه.
في السياق، قالت منظمة الصحة العالمية أمس، الثلاثاء إن بريطانيا قدمت لمصر 299700 جرعة من لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا.
وأضاف البيان أن الجرعات تم شحنها عبر مبادرة كوفاكس العالمية بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية ووصلت القاهرة الإثنين.
وتمثل الشحنة جزءا من دفعة أولى من عدد 100 مليون جرعة كان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعهد في قمة مجموعة السبع بأن تشاركها بريطانيا مع الدول الأخرى التي تحتاج اللقاحات بحلول يونيو/ حزيران 2022.

خسائر بالملايين

إلى ذلك، حذر المجلس العالمي للسفر والسياحة من التداعيات الاقتصادية لإدراج مصر على القائمة الحمراء للسفر في المملكة المتحدة، مشيرا إلى أن قطاع السياحة المصري قد يخسر مليوني دولار يوميا.
وأفاد المجلس، في بيان بأن الاقتصاد المصري قد يخسر ما يصل إلى 31 مليون جنيه يوميا (1.9 مليون دولار) من الإيرادات المحتملة في حال استمرار إدراج البلاد على القائمة الحمراء للسفر في المملكة المتحدة.
وأضاف أن استمرار وضع مصر على القائمة الحمراء سيشكل تهديدا كبيرا لقطاع السفر والسياحة المتعثر في البلاد والاقتصاد ككل.
وقالت فيرجينيا ميسينا، نائبة رئيس المجلس العالمي للسياحة والسفر، إن كل يوم تبقى مصر في القائمة الحمراء يواجه الاقتصاد المصري خسارة بالملايين بسبب انخفاض أعداد الزائرين.
وأضافت: تظهر بياناتنا مدى أهمية السفر والسياحة لمصر، ومدى أهمية تكثيف الحكومة المصرية عمليات التطعيم، لتكون أمامها فرصة لتعافي هذا القطاع الحيوي، الذي يمثل محورا أساسيا لإنعاش الاقتصاد المصري.
وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، وضعت المملكة المتحدة مصر في القائمة الحمراء، واعتبرت أن مصر وجهة عالية الخطورة لخطر التعرض للسلالات المتحورة من فيروس كورونا. ومنعت قيود القائمة الحمراء المسافرين من المملكة المتحدة من زيارة مصر.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية تسجيل 107 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليا للفيروس، ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى وفاة 6 حالات جديدة. وبذلك يكون إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد، هو 285465 من ضمنهم 234250 حالة تم شفاؤها، و 16625 حالة وفاة.

مقالات ذات صلة