مادورو للميادين : نتضامن مع إستقلال الشعب الفلسطيني .. وفنزويلا جزء من العالم الجديد

حرير – في ختام الجولة الدولية التي قام بها مؤخراً، الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في مقابلة خاصة مع شبكة الميادين الإعلامية، وفي حوار مفصّل عن قضايا إقليمية ودولية مع رئيس مجلس إدارة الشبكة الأستاذ غسان بن جدو.

قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إنّ المرحلة الأولى من جولته الأوروبية والآسيوية والأفريقية “كانت ضرورية، وخصوصاً بعد جائحة كورونا، وذلك لتفعيل الروابط السياسية والإنسانية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والروابط الثقافية، وأيضاً تفعيل الروابط في مجال الطاقة”.

وأضاف مادورو في المقابلة الخاصة مع شبكة الميادين الإعلامية عن اختيار موعد المرحلة الأولى من جولته تزامناً مع قمة الأميركيتين في لوس أنجلوس، والتي استُبعدت منها فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا: “الحقيقة أنّ هذه الجولة مُعدّة مسبقاً، وإن تزامنت مع موعد ذاك الاجتماع، فلحسن الحظ”، مضيفاً: “لا توجد مصادفات، ولكن توجد مسببات.

وأشار في السياق نفسه إلى متابعته قمّة الأميركيتين في لوس أنجلوس، شاكراً “للرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز خطابه الشجاع، فهو أيضاً الرئيس الدوري لمجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك)”. وقد أشاد أيضاً بكلمات أكثر من 20 حكومة في المنطقة، إذ “أُطلقت الانتقادات والاحتجاجات على قرار الإقصاء المزعوم لكوبا ونيكاراغوا وفنزويلا”.

وأشاد مادورو بالموقف الموحد والإجماع الذي تميز به موقف دول الكاريبي الـ14، “فقد تحدثت الحكومات الـ14، وكان صوتها واحداً في اجتماع لوس أنجلس”، وفق مادورو.

“ولادة عالم جديد”.. السبب الأكبر للجولة الدولية

وعن أسباب جولته الدولية، قال مادورو إنّ “المسبب الأكبر لجولته هو أنّ عالمًا جديداً قد وُلد، والحديث هنا فعلاً عن ولادة إنسانية جديدة تسير نحوها جميع الدول، أي كل الرؤساء، وكل الأمراء، وكل رؤساء الحكومات، وكل الزعماء الذين كانوا ضمن الجولة في تركيا والجزائر وإيران والكويت وقطر وأذربيجان”.

وتابع مادورو أنّ “هذه الدول الست هي دول صديقة. وقد قمنا بترسيخ هذه الصداقة طيلة سنوات عديدة، وبنينا روابط سياسية وعلاقات دبلوماسية وصداقات شخصية. والآن، قمنا بوضع خطط جديدة لمرحلة جديدة من العلاقات الأوسع على مستوى الطاقة، وكذلك العلاقات الاقتصادية والتجارية والزراعية والعلمية والتقنية”، مشيراً إلى “تحقيق نتائج لافتة على مستوى الاستثمارات الكبيرة في هذه الجولة الضرورية”.

وأكّد في حديثه إلى الميادين أنّ الجولة “كانت استراتيجية، فالعلاقة تعتبر استراتيجية عندما يتعلق الأمر بالعالم الجديد والإنسانية الجديدة التي نبنيها معاً، وأيضاً كانت جولة اقتصادية وتجارية.. لقد كانت جولة شاملة للعلاقات الإنسانية”.

مادورو: اتفاقنا الاستراتيجي مع إيران أمرٌ بالغ الأهمية

أمّا توقيع كاراكاس وطهران اتفاقاً استراتيجياً مدته 20 عاماً، فإنه “أمرٌ جيد أن ننظر إلى العلاقات الثنائية، وإلى تطور العالم لـ20 سنة مقبلة، وأن نخطط لترابطنا ولتشبيك علاقاتنا الاقتصادية والعلمية والتقنية للسنوات العشرين المقبلة”، بحسب مادورو.

وأضاف: “في الواقع، في إيران، وفي البلدان الأخرى التي زرتها، كنت أطرح عليهم السؤال التالي: أين كنا نحن؟ وأين كانت شعوبنا قبل مئة عام؟ أين كنا؟ وأين كانت شعوبنا قبل 200 عام؟ في أغلب الحالات، لم تكن الشعوب تعلم الكثير عن بعضها البعض”.

وأكمل متسائلاً: “أمّا الآن، فما هو موقعنا في القرن الحادي والعشرين؟ نحن نقف وجهاً لوجه مع القرن الحالي. هذا هو عصر الشعوب، عصر العالم الجديد والإنسانية الجديدة، إنه القرن الحادي والعشرين. لذلك، يبدو لي أن توقيع اتفاق للتعاون والعمل المشترك مع إيران للسنوات العشرين المقبلة هو أمر بالغ الأهمية”.

وأردف مادورو: “أين سنكون جميعاً بعد 20 عاماً؟ هل يمكن تخيّل ذلك؟ سنكون في عالم من نوع آخر، فالحقبة الجديدة تولد بسرعة، وما يحدث هو انتقال البشرية نحو عصر جديد ونحو إنسانية جديدة”، مضيفاً: “هذا الأمر أراه على هذا النحو، وأستطيع أن أؤكد الآن، وخصوصاً بعد جولتي هذه، أننا في عصر جديد؛ عصر الانتقال نحو إنسانية جديدة، حيث سنكون شامخين منتصرين، وستكون الإنسانية مختلفة”.

عالم من دون إمبراطوريات مهيمنة

وفي معرض الحديث عن جولته، أعرب مادورو عن سعادته “بالاستقبال الحار والودي والدفء الإنساني الذي شعر به خلال جولته في المدن الآسيوية والأفريقية، والنابع من إعجاب الشعوب ورؤسائهم بشعب فنزويلا ومقاومته”.

وشدّد للميادين على أنّ “الجميع على اطّلاعٍ جيد بشأن الوضع في فنزويلا وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي؛ ففي البلدان الستة التي ذهبنا إليها، كانوا سعداء وفرحين بالانتعاش التدريجي في فنزويلا، وتوافقوا جميعاً على أن الوقت حان للتشبيك بين القوى الاقتصادية في عمليات الاستثمارات والنمو المشترك في مجالات الزراعة والتجارة والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والسياحة، ومواصلة تطوير أصول الحوار السياسي الوثيق والصداقة السياسية، وبناء كل شيء نتخيله في الطريق إلى العالم البديل للإنسانية الجديدة وللعالم الجديد”.

وأردف مادورو قائلاً: “في فنزويلا، بتنا فعلياً جزءاً من العالم البديل للإنسانية الجديدة وللعالم الجديد. نحن بالفعل جزء من العالم متعدد الأقطاب ومتعدد المراكز، بل نحن في الخطوط الأمامية، نقف في الطليعة ونشق المسارات”.

مقالات ذات صلة