القمة الأردنية الأمريكية.. رسائل بالغة الدقة والأهمية للأردن والمنطقة

 

مصطفى الريالات

قمّة أردنية أمريكية مهمة للأردن والمنطقة على أكثر من صعيد، هذا ما وصف به خبراء وسياسيون، اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض أمس الأول الإثنين، كأول زعيم عربي يلتقيه بايدن منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار الخبراء إلى أن هذا اللقاء يتكرر بعد عقود من لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن وهو عضو شاب في الكونجرس مع الملك الراحل الملك الحسين برفقة جلالة الملك عبدالله الثاني، (الأمير آنذاك)، وحاليًا يتجدد لقاء بايدن مع جلالته برفقة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.

الملك أشار إلى ذلك اللقاء، متحدثًا إلى الرئيس بايدين «كان لي شرف معرفتكم مع والدي قبل عقود.. لذا يسعدني أن أراكم في هذا المنصب».

وكتب جلالة الملك عبدالله الثاني تغريدة على (تويتر)، جاء فيها: «أسعدني اللقاء مرة أخرى بصديقي العزيز الرئيس بايدن، حيث أجرينا مباحثات مثمرة حول تعزيز شراكتنا التاريخية. أشكر السيد الرئيس على صداقته ودعمه للأردن وأتطلع للبناء على جهودنا المشتركة نحو السلام والاستقرار والازدهار».

سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، أرفق صورة برفقة جلالة الملك والرئيس الأمريكي بايدن عبر حسابه على «الإنستغرام»، ظهر فيها الرئيس الامريكي وهو يتوسط جلالة الملك وولي العهد ويضع يده على كتف سموه.

وقال سمو ولي العهد، إن زيارة جلالة الملك تؤكد عمق العلاقات الراسخة بين الأردن والولايات المتحدة.

وحرص جلالة الملك وهو يغادر البيت الأبيض، بعد قمة الإثنين، على لقاء مجموعة من أبناء الجالية الأردنية في أمريكا قدموا من عدة ولايات للترحيب بجلالة الملك وسمو ولي العهد، حيث تجمع أبناء الجالية أمام البيت الأبيض لساعات وهم يهتفون للملك والأردن، «تحملو طقس واشنطن الحار جدا نهار الإثنين ثم وقفوا أمام الشارع الرئيسي المحاذي للبيت الأبيض للترحيب بالملك.. وأصرّ جلالة الملك على أن يُوقف موكبه ويترجّل من سيارته ومعه سمو ولي العهد للقاء الأردنيين الذي قدموا من عدة ولايات للسلام عليهما والترحيب بهما.

وفي رسالة بالغة الدقة والأهمية، اقتبس الرئيس الأمريكي جو بايدن بيتًا من الشعر خلال ترحيبه بجلالة الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض مساء الإثنين لخّص مستوى العلاقات بين البلدين، بيت الشعر الذي كتبه ويليام بتلر ييتس وقاله بايدن مُرحبًا بالملك وولي العهد:

All changed, changed utterly …A terrible beauty is born

والتي تعني بالعربية، «كل شيء تغير.. تغير تمامًا.. وولد جمال رهيب».

وبيت الشعر الذي كتبه ويليام بتلر ييتس عن وفاة الثوار الأيرلنديين عام 1916 ضد بريطانيا بعد الدمار الذي أحدثته وترمز إلى ولادة نهضة جديدة وازدهار بعد الدمار.

وتقديرا منه لجهود الأردن في محاربة الارهاب، شكر الرئيس بايدن خلال لقاء القمة مع جلالة الملك الأردن على مساهماته المبكرة والمهمة في الحملة الناجحة لهزيمة تنظيم داعش الارهابي، مستذكرًا الشهيد المرحوم النقيب معاذ الكساسبة كمثال على الشجاعة والبطولة الأردنية.

وخلال تصريحات جلالة الملك مع الرئيس الأمريكي عقب القمة الأردنية الأمريكية في البيت الأبيض رنّ هاتف إحدى الصحفيات فعلق بايدن «هاتف يرن، أهو اتصال لي؟». وهذا الموقف أضحك الملك..

جلالة الملك عبدالله الثاني التقى في واشنطن مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون المناخ جون كيري، ورئيس أساقفة واشنطن الكاردينال ويلتون غريغوري، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة فايزر ألبرت بورلا، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وحضر سمو ولي العهد جانبًا من هذه اللقاءات.

وتشهد زيارة الملك للعاصمة الأمريكية اجتماعات لجلالته مع أركان الإدارة الأمريكية، وقيادات الكونغرس، ولجان الخدمات العسكرية، والعلاقات الخارجية، والمخصصات في مجلس الشيوخ، إضافة إلى لجنة الشؤون الخارجية، واللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة في مجلس النواب، ومراكز البحوث الأمريكية.

مقالات ذات صلة