صنع في الاردن.. الطريق إلى بناء الولاء والتبني

كتب حاتم الكسواني

عندما نفكر بانجع وسيلة لبناء علاقة تتسم بولاء المواطن الأردني لصناعته الوطنية وتبنيه لها بإعتمادها كمكون أساس من مكونات سلعه الإستهلاكية اليومية وسلعه ذات الإستخدام طويل الأمد كالأجهزة والمعدات الكهربائية والهندسية فنحن نتحدث عن ضرورة بناء إستراتيجية وطنية ذات محاور عديدة تدفعه لذلك.
ونحن هنا لسنا بمعرض تقييم أي جهد بذل في هذا المجال بل اننا نضع تصورات نعتقد بانها تشكل السبيل للوصول إلى غاية بناء الولاء والتبني للصناعة الوطنية.
ويشكل إدراكنا بأهمية الصناعة كمكون يقف على رأس مكونات منعة إقتصادنا الوطني النقطة الأساس في تحديد إستراتيجيتنا الصناعية واهدافها.

وهذا بعني باننا لن نستطيع بناء جسر من العلاقة الإيجابية بين المواطن وصناعاته الوطنية إذا لم نحدد اهدافا إستراتيجية للصناعة الوطنية ، مثل
تقديم سلع ذات جودة واسعار مناسبة تلبي حاجات المواطن الأردني وتغنيه عن الصناعات الأجنبية المماثلة او تقديم صناعات متنوعة تؤدي إلى الحفاظ على منعتنا الإقتصادية ووقف إستنزاف مقدرات البلاد باللجوء إلى إستيراد إحتياجاتها السلعية من الخارج  ، او إستغلال الموارد الوطنية بما يعود بالفائدة على الوطن والمواطن… وهكذا
ثم لابد ان تتضافر كل المؤسسات الوطنية والأفراد بتسويق كل الرسائل التي تخدم الأهداف الإستراتيجية للصناعة الوطنية ، فعلي الإعلام الوطني ان يلعب دورا فاعلا ومجاني في تقديم السلع المصنعة محليا وإبراز مزاياها واهميتها وعوائدها الإيجابية علي حياة المواطن الأردني  وعوائد ولائنا  لها وتبنيها بوضعها على رأس أولوياتنا السلعية.
وعلي الدولة ان تبذل كل جهدها في تلبية متطلبات دعم تنافسية الصناعات الوطنية محليا ودوليا ، ودعم قدرتها على التطور للوصول إلى الأسواق العالمية ،

وعلى الصانع ان يشارك في الجهد الوطني لبناء جسور العلاقة مع المواطن الأردني بتطوير جودة منتجاته ، و تسويقها إليه بكل الوسائل الممكنة إعلاميا وإعلانيا .. محليا عندما يكون هدفنا السوق المحلي، وإقليميا ودوليا عندما يكون هدفنا الأسواق الخارجية.

وعلى الصانع ان لايعتمد فقط على جهد الدولة المساعد في مجالات تسويق الصناعات الوطنية  وتشجيع الصادرات دون  ان يكون له ولمؤسساته التمثيلية كغرف الصناعة والجمعيات الصناعية جهد مواز ومعزز لجهد الدولة في هذه المجالات او يسبقها.

اما  التاجر الاردني فعليه ان يشارك في تسويق السلع الوطنية بتبني مبدأ التجارة  بإتجاهين ..  إتجاه إستيراد وتوفير حاجات المواطنين الأردنيين من السلع التي لاتتوافر في اسواقنا التجارية  وإتجاه المساهمة في  تصدير الصناعات الوطنية للأسواق الخارجية دعما لرفع معدلات الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وميزان المدفوعات الوطني، ودعما لإستقرار بل وزيادة فرص العمل التي يوفرها قطاع الصناعة.

وعلي التاجر ان يراعي عدم إغراق الأسواق بالسلع المنافسة للصناعات الوطنية ، ولكن ضمن خطة وتنسيق بين غرف الصناعة والتجارة  ، دون جفاء او تضارب مصالح.

إن المواطن  الأردني يحتاج إلى من يعلمه عن صناعاته الوطنية  ، وإلي من يقنعه بها ، وإلى من يبين له عوائد تبنيها عليه وعلى الأجيال الوطنية، وهو يحتاج إلى صانع وتاجر  بفكر صناعي وتجاري  وطني متنور و ملتزم بمصالح الوطن والأجيال.
هكذا يجب ان نبدأ لنحقق علاقة الولاء والإنتماء والتبني لصناعاتنا الوطنية.

مقالات ذات صلة