مؤتمر برلين الثاني.. تركيا “تحت الضغط” لسحب قواتها من ليبيا

حرير _ تتعرض تركيا لـ”ضغوط” خلال مؤتمر “برلين 2” الذي سيعقد، الأربعاء، والذي سيركز على مناقشة ضمان إجراء الانتخابات، في ديسمبر المقبل، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة.

وستلتقي الدول المعنية بالنزاع، بالإضافة إلى الحكومة الانتقالية الليبية، في مؤتمر برلين الثاني، في 23 يونيو، بعد المؤتمر الأول، الذي عقد في 19 يناير من العام الماضي، والذي لم يحقق النتائج المرجوة.

وحذر الموفد الدولي الخاص إلى ليبيا، يان كوبيتش، من أن عملية سحب القوات الأجنبية وتوحيد المؤسسات تشهد جمودا، رغم الهدنة الرسمية القائمة، منذ أكتوبر الماضي، بين طرفي النزاع.

وتشكل مسألة سحب القوات الأجنبية نقطة مركزية إذ تغذي قوى خارجية بشكل واسع النزاع في ليبيا.

وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في مقابلة، الاثنين، مع صحيفة “دي فيلت” إن “الأطراف الذين تعهدوا خلال اجتماع برلين الأخير بسحب قواتهم لم يفوا بوعدهم”. وأضاف “إذا أردنا أن يتمتع الليبيون بحق تقرير المصير يجب أن ترحل القوات الأجنبية”.

وفي ديسمبر الماضي، قدرت الأمم المتحدة عدد المرتزقة والمقاتلين الأجانب في ليبيا من روس في مجموعة “فاغنر” الخاصة وتشاديين وسودانيين وسوريين وغيرهم بنحو 20 ألفا.

وانتشر مئات العسكريين الأتراك بموجب اتفاق ثنائي مبرم مع حكومة طرابلس السابقة لدعمها في معركتها ضد قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر.

وذكر تقرير لوزارة الدفاع الأميركية، العام الماضي، أن تركيا أرسلت آلاف المقاتلين السوريين مدفوعي الأجر إلى ليبيا.

وتقول آية بورويلا، المحاضرة الزائرة في كلية الدفاع الوطني اليونانية، لموقع “صوت أميركا” إن الهدف الرئيسي من اجتماع برلين هو إنشاء إطار عمل لسحب جميع المقاتلين الأجانب، وهو أمر تقول إنه “مفتاح” لاستعادة الاستقرار في البلاد.

وأضافت “من الصعب جدا إقامة حكم جيد في ليبيا. هناك أسلحة في كل مكان، وميليشيات في كل مكان. لذا، فإن وجود قوى أجنبية يقوض ذلك حقا. الليبيون يريدون خروجهم جميعا. يريدون دولة طبيعية. والأهم من ذلك كله يريدون الانتخابات في نهاية العام”.

وبينما دعمت أنقرة الدعوات لسحب القوات الأجنبية، فإنها أيضا تقول إن وجودها “مشروع”، لأنه قد تمت دعوتها من قبل الحكومة المعترف بها دوليا.

لكن مع دعوة الحاضرين في المؤتمر، بما في ذلك أعضاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى سحب جميع القوات الأجنبية، وسعي تركيا إلى تحسين العلاقات مع حلفائها الغربيين، فإنها “ستقبل على الأرجح بالانسحاب على الأقل جزئيا”، بحسب أستاذ العلاقات الدولية، سرهات جوفينش، من إسطنبول. وقال جوفينش: “من المحتمل أن تقبل تركيا ذلك في نهاية المطاف”.

وتقول بورويلا إن المرتزقة من أكثر القوى زعزعة للاستقرار في ليبيا “وهؤلاء المرتزقة من السوريين، سلوكهم في ليبيا (يشبه) إلى حد كبير (أفعالهم) في شمال شرق سوريا، وهو النهب، والاعتداءات الجنسية، والعنف”.

ومن المتوقع أيضا أن يتعرض الوجود العسكري التركي الأوسع نطاقا لضغوط. ويقول تقرير “صوت أميركا” إن الجيش التركي شيد قاعدة جوية ويريد إقامة قاعدة بحرية في ليبيا، وهي خطة عارضتها مصر وفرنسا، وهما ممثلتان أيضا في مؤتمر برلين.

مقالات ذات صلة