كروز ولا كروزين

في الوقت الذي يتم فيه التشدد لمنع المسافرين الأردنيين إدخال أكثر من كروز واحد من الدخان عند دخول البلاد

وفي الوقت الذي تتم فيه ملاحقة محلات بيع مستلومات التدخين والأراجيل لضبط أية مخالفة لهم ببيع الدخان المهرب وغيره مما يستدعى المخالفة بآلاف الدنانير .

وفي الوقت الذي يحارب العالم كله إنتشار عادة التدخين بين أبناء المجتمعات .

في الأردن وحده ، يتم نقل مصانع الدخان المغلقة في دول العالم المتقدم إليه ،  بل ويتم تصنيع السجائر والدخان بمعدات تدخل تحت عين السلطة وسمعها كمعدات تالفة ، وتدخل مواد التبغ الخام كأعلاف ، ويتم التصنيع والتسويق والتصدير بصورة غير قانونية وبلا رسوم أو ضرائب .

وفي الأردن وحده ،  يتمكن الفاسدون من إختراق منظوماتنا الإقتصادية والقانونية والقيمية والأمنية  ، فهم يأتوننا بمال لانعرف مصادره ..  مبيضوا أموال تعرفهم دون عناء حيث يبرز ثرائهم فجأة ويبدأون نشاطهم الإقتصادي دون سابق إنذار ويفتحون فروع أعمالهم واحدا تلو الآخر دون فوارق زمنية تؤشر على جهد بذلوه لتكوين الثروة ، ومن ثم وبسرعة البرق يبنون علاقات تسهل تنفيذ فسادهم الإقتصادي والقيمي ، فضعاف النفوس المتطلعين لفتات الثروة كثر في مجتمعنا ومؤسساتنا .

ونأتي لثالثة الأتافي ، عندما نكتشف أنهم وجدوا من يسهل لهم ترخيص نشاطاتهم غير القانونية ، وإدخال معداتهم وبضائعهم في ظلام الليل دونما رقيب أو حسيب ، كما نجد أنهم تمكنوا من مزاولة أعمالهم في مؤسسات وهمية وأماكن خفية دون أن يمر عليهم يوما مراقبا أو مفتشا ، كما يمرون على صيدلاني شغل صيدلانة من دولة شقيقه ، أو يمرون على بائع خضار أو بقال لم يشهر التسعيرة ، أو بائع تبغ طمع في الربح من بيع كروز دخان أدخله للبلاد بواسطة صديق عائد من سفر .

ثالثة الأتافي أن كل الفاسدين في بلدنا يتمكنون من السفر خارج البلاد عندما يفتضح أمرهم عبر بواباتنا الأمنية ، وقد كان أشهرهم الكردي وكان آخرهم عوني مطيع

ع بلاطه .. بكفي … بعدين عاد .
حرير ـ حاتم الكسواني

مقالات ذات صلة