من السويداء وصلخد إلى القدس وغزة المعركة واحدة

بلال حسن التل

اعادني ماتناقلته وكالات الأنباء العالمية من أخبار عن قيام طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، بدك معاقل عصابات تهريب السلاح في الجنوب السوري، اعادني مرة أخرى للتحذير مما يجري على حدودنا الشمالية والشرقية، رغم اننا نعلم ان في بلدنا بعض المسؤولين الذين لايقرؤون، وإذا قرأوا لايهتمون!.
اما التحذير الذي اعيده اليوم بعد أن كنت حذرته مبكرا من على صفحات جريدة الرأي الغراء، فهو ان نشاط تهريب المخدرات والأسلحة إلى الأردن وعبره سيتطور، وهو ما ثبت فجر يوم الاثنين الماضي، عندما استمرت الاشتباكات بين حرس الحدود وعصابات تهريب السلاح والمخدرات من الفجر إلى مابعد العصر، من خلال العدد الكبير لأفراد العصابة الذين اوقعت قواتنا المسلحة تسعة منهم في اسرها، أو من خلال نوعية الأسلحة سواء تلك التي استخدمها أفراد العصابة، اوتلك التي كانوا ينوون تهريبها إلى الأردن اوعبرة، بالإضافة إلى حجم كميات المخدرات التي صادرتها القوات المسلحة، في ذلك اليوم.

ماحدث يوم الاثنين الماضي قد يتطور اكثر ان لم نعالجة وبحزم وقوة، ليس من خلال قواتنا المسلحة فقط، والتي تقوم بواحبها على أكمل وجه، بل من خلال تحويل هذه المعركة إلى معركة وطنية بابعاد فكرية وسياسية، علينا أن نمتلك أدواتها، لأن عصابات تهريب المخدرات والأسلحة مرتبطة باحندات سياسية لقوى اقليمية في المنطقة، لها اذرعها المليشياوية، والإعلامية، وهنا اعيد التحذير من الخلايا التي قد تكون نائمة بيننا سواء كانت هذه الخلايا مسلحة، أو إعلامية؟.
واماعند اندلاع العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة فقد نبهت من خلال أكثر من مقال الى العلاقة بين العدوان على قطاع غزة ، وبين التحشيد على حدودنا مع العراق، ومن استمرار محاولات تهريب المخدرات والأسلحة عبر حدودنا مع سوريا، لأحداث المزيد من أشغال قواتنا المسلحة، ولصرف انتباه الأردنيين عن مايجري في قطاع غزة، ومناصرته، علما بأن اهداف العدوانيين علينا وعلى قطاع غزة، وعلى عموم فلسطين، هي أهداف موحدة، تتمثل في أضعاف بنية مجتمعاتنا، وخاصة شبابنا، واغراقهم بالمخدرات لصرفهم عن قضايا مجتمعهم و امتهم، كذلك تشتيت امكانياتنا، وهدرها في معارك متفرقة.

لكل ما تقدم نجدد الدعوة لتحويل مقاومة عصابات تهريب السلاح و المخدرات إلى قضية وطنية، تتم خلالها تعبئة وطنية، وتجري فيها عملية تحصين فكري لمجتمعنا، وخاصة الشباب ذكورا واناثا، وهذا يستدعي التخلص من الخطاب الانشائي، والإعلام التوصيفي، كما علينا تعديل التشريعات لتغليظ العقوبات، وكذلك تفعيل عقوبة الإعدام ضد تجار المخدرات وتهريب الأسلحة، وصولا إلى بناء الجيش الشعبي، ليكون ظهيرا لقواتنا المسلحة، التي نحييها ونتمنى عليها ان تواصل مبادرتها إلى مهاجمة اوكار عصابات تهريب السلاح والمخدرات.

مقالات ذات صلة