ازدهــــار الإنتـــــاج السينمائي في الأردن رغم جائحة كورونا

حرير _ يواصل الأردن استقطاب الإنتاج المحلي والأجنبي والحفاظ على مكانته على خارطة مواقع التصوير العالمية على الرغم من جائحة كورونا التي أثرت بشكل سلبي كبير على القطاع المرئي والمسموع في العالم أسره.

ومع أنّ العديد من التحديات لا تزال تواجه الانتاجات السينمائية والتلفزيونية بسبب الوضع الصحي العالمي الراهن، سهّلت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهام تصوير 321 مشروعا محليا وأجنبيا في المملكة خلال النصف الأول من سنة 2021؛ ما نجم عنه خلق ما يقارب 2998 فرصة عمل في هذا المجال مع اجمالي إنفاق 6 ملايين دينار أردني في المملكة.

أمّا في 2020، فقد تم استكمال تصوير 138 مشروعا سينمائيا وتلفزيونيا منها 360 مشروعا محليا و21 مشروعا أجنبيا تضمنت مشاريع وثائقية وروائية طويلة وأخرى قصيرة ومسلسلات وبرامج تلفزيونية وإعلانات دعائية وفيديوهات موسيقية. وقد بلغ اجمالي إنفاق المشاريع المُصورة في المملكة ما يقارب 17.5 مليون دينار أردني فيما ساهمت بخلق أكثر من 5500 فرصة عمل مباشرة.

اجراءات السلامة

وفي خضم أزمة «كورونا»، كانت قد أصدرت الهيئة في شهر حزيران من العام الفائت سلسلة إجراءات للسلامة العامة وتدابير الوقاية الصحية المتبعة من أجل مزاولة التصوير في الأردن وضمان بيئة عمل آمنة لتصوير الانتاجات الدولية والمحلية والحفاظ على سلامة العاملين فيها.

يمكن تصفح دليل إرشادات السلامة للتصوير خلال جائحة (كوفيد – 19) عبر الرابط التالي: https://www.film.jo/Contents/Filming-Procedurear.aspx

ولم تتردد عدة انتاجات أجنبية كبيرة في اختيار الأردن، العام الماضي، كوجهة للتصوير ومن بينها طاقم عمل الفيلم الروائي الطويل الكوري «المفاوضات» من اخراج صانعة الأفلام البارزة في السينما الكورية الحديثة، المخرجة يم سون-ري، ومن بطولة كبار الممثلين الكوريين هوانغ يونغ- مين وهيون بن. وقد ضمَ فريق عمل الفيلم 287 أردنيا.

علقت المخرجة الكورية على الطاقم الأردني وقالت إنه « مجتهد وودود وعملية التواصل معه سهلة.»  وأضافت «تفاجأت ببروتوكول التصوير الدقيق والمُفصَل الذي أعدته الهيئة الملكية للأفلام في مرحلة مبكرة والذي تضمن إجراءات ضرورية. وبالتأكيد، التزمنا بكافة ارشادات السلامة المطلوبة.»

كما اتجهت أنظار المخرج الهندي العالمي، بليسي ثوماس، للمملكة لتصوير فيلمه الروائي الطويل «غوت ديز» (Goat Days) والذي بلغ عدد فريق العمل الأردني فيه 418 فردا وقد تم تصويره في وادي رم.

انتاجات اوروبية

ومن الإنتاجات الأوروبية، وقع اختيار المخرجة الإستونية الحائزة عدة جوائز، كادري كوسار، على تصوير مشاهد فيملها الروائي الطويل «امرأة ميتة» في صحراء وادي رم نظرا لتشابهها مع صحراء سيناء حيث تدور أحداث الفيلم. وفي مقابلة أجرتها الهيئة مع المخرجة كوسار وصفت تجربة تصويرها في الأردن بـ»مذهلة» وتمنّت ألا تكون الأخيرة. وعن إرشادات السلامة المتبعة للتصوير خلال جائحة كورونا قالت إنها «إجراءات واضحة وعملية وقابلة للتطبيق.»   وضمن سلسلة الإنتاج الأمريكي «ورشة سمسم»، تم تصوير الجزء الثالث من برنامج «أهلا سمسم» في الأردن وهو برنامج تعليمي وترفيهي للأطفال. وعلق منتج العمل الأردني، خالد حداد، على تجربة التصوير خلال الجائحة قائلا: «ساعدتنا الهيئة الملكية للأفلام في وضع بروتوكول خاص للتصوير يراعي قواعد التباعد الاجتماعي وتواجد طبيب في موقع التصوير باستمرار.»

كما تم تصوير ثلاثة مسلسلات تلفزيونية عربية: واحد مصري واثنين من انتاج يمني.

وعلى صعيد آخر، واصلت الهيئة تقديم الدعم للإنتاجات التي تصور في المملكة من خلال برامج التحفيز المالي شريطة استيفاء شروط التأهل. ففي 2020، انتفعت خمسة مشاريع من «برنامج التحفيز الضريبي» الذي يتم بموجبه تخفيض جزء من الضرائب والرسوم، واستفاد مشروعان من «برنامج الردّ المالي».

تذليل العقبات

وفي سياق متصل، أكّد مهند البكري، مدير عام الهيئة الملكية للأفلام، على استمرار الهيئة ببذل كافة الجهود لتخطي الجائحة وقال: «كانت سنة 2020 علامة فارقة، اذ لا يختلف اثنان على حجم التداعيات السلبية التي طالت قطاع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني جرّاء تفشي فيروس كورونا عالميا. الا أننا في الهيئة، أصرينا على تذليل العقبات وتسهيل عملية الإنتاج مع الحفاظ على أسس السلامة العامة. ويجدر بالذكر أن تعاون الجهات الحكومية والأمنية المعنية ساهم بدعم جهود إنعاش قطاع المرئي والمسموع. «

وأضاف «خلال الجائحة، أصدرت الهيئة دليلا متخصصا للتصوير في المملكة يراعي قواعد السلامة العامة وأطلقت برنامجي حوافز مالية جديدين يستهدفان المشاريع الأردنية والعربية. نلمس أثر جهودنا هذه من خلال عدد الانتاجات المحلية والأجنبية التي صُورت في المملكة العام الماضي وخلال النصف الأول من هذه السنة على الرغم من القيود التي يفرضها الوضع الصحي العالمي.»

ومن الجدير بالذكر أنه يجري حاليا تصوير فيلم روائي طويل من انتاج ألماني في مناطق مختلفة حول المملكة.

مقالات ذات صلة