تزايد تجارة الغش الإلكتروني بين طلبة الجامعات

حرير _ ازدهرت عملية الغش الالكتروني مقابل « المال» بشكل كبير وواسع خلال فترة جائحة كورونا بين طلبة الجامعات من خلال الاستعانة بأشخاص ومجموعات تتولى استقبال اسئلة الامتحانات وتقوم بالإجابة عنها مقابل مبالغ مالية.
وسهلت عملية التعلم عن بعد اللجوء لأساليب غير مشروعة من قبل طلبة لتحقيق النجاح واجتياز المساقات وحصد علامات مرتفعة حيث انتشر سوق لتجارة الغش الالكتروني يقوده أشخاص وسماسرة يقدمون أسعارا مختلفة للطلبة مقابل تأمينهم بحلول لأسئلة الاختبارات الجامعية خصوصا ان الطلبة لا يوجد عليهم اي رقيب او حسيب أثناء بدء الاختبار الجامعي الكترونيا.
وبحسب طلبة جامعات تواصلت معهم «الدستور» ان عمليات الغش تنتشر بشكل لافت اثناء عقد الاختبارات الجامعية، حيث يلجأ البعض من الطلبة لمنح اسم المستخدم والباسوورد الخاص به لشخص اخر ويقوم بتأدية الامتحان عنه مقابل مبلغ مالي كما ان اخرين يلجؤون الى الاشتراك بمجموعات واتس وارسال الاسئلة لهذه المجموعات وحلها مقابل المال.
ووفق الأكاديمي في جامعة اليرموك في قسم نظم المعلومات الدكتور قاسم الردايدة «للدستور» ان التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي ساهم في زيادة عملية الغش بين الطلبة حيث يقوم طلبة بتصوير اسئلة الاختبار وارسالها الى مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي او ارسال الاسئلة لأشخاص محددين من اجل الاجابة عنها واعادتها إليهم وذلك مقابل مبالغ مالية متفق عليها بين الطرفين.
واضاف انه اثناء عقد الاختبارات الجامعية الكترونيا فان عددا من الطلبة يكونوا جالسين بمكان واحد او بغرفة واحدة او مقهى ويقومون بالتعاون على الحل او يقوموا بالاستعانة بطالب تخرج حديثا لحل الاختبار لهم، اذ لم يخف الدكتور الردايدة تحول الامتحانات الجامعية بنظر فئة من ضعاف النفوس الى تجارة «بزنس».
واشار الدكتور الردايدة الى وجود فئة من الطلبة تهتم بالنجاح فقط ولا تريد فهم المساق وانما تسعى لاجتيازه، منوها الى ان عملية الغش الالكتروني مقابل المال تزداد في المساقات التي تشكل رعبا لدى الطلبة كمساقات الرياضيات والفيزياء والانجليزي، فبعض الطلبة يعيد المساق عدة مرات ويلجأ لأية أساليب لاجتياز هذه المساقات وان التعلم الالكتروني عزز عملية الغش مقابل المال في ظل جائحة كورونا كون الطالب لا يوجد عليه اي رقيب.
وكشف الدكتور الردايدة عن تداول معلومات بتحويل حوالات مالية الى اشخاص بالهند مقابل ارسال اسئلة الاختبارات الجامعية لهم من قبل طلبة على ان يتم اعادة الاجوبة لهم.
واضاف ان الغش موجود ولن ينتهي ومحاولات النجاح بطرق غير مشروعة مستمرة بين الطلبة ومع التطور التكنولوجي فقد اصبح هنالك اساليب مبتكرة ومتنوعة.
واشار الى انه وخلال مسيرته الطويلة في التدريس بجامعة اليرموك فقد رصد عدة اساليب للغش من خلال تصوير قصاصات الورق والكتابة على الايدي ثم تطورت الامور الى استخدام سماعات الاذن والواتساب والفيس بوك منوها الى ان التعلم عن بعد في ظل جائحة كورونا فتح المجال امام أساليب جديدة سواء بالتواصل مع اشخاص داخل الاردن او خارجه للحصول على اجوبة الامتحانات لا سيما ان عملية التواصل الالكتروني سريعة جدا وتتم خلال ثواني.
وختم الدكتور الردايدة حديثه بالقول ان هنالك مسؤولية كبيرة على الطلبة خلال فترة التعلم الالكتروني والتي فرضتها الظروف الاستثنائية بفعل كورونا من خلال متابعة المحاضرات والاهتمام بشروحات المساقات المقدمة من اساتذة الجامعات والابتعاد عن اي اساليب غير مشروعة لحل اسئلة الاختبارات كون ذلك ينعكس بصورة مباشرة على مستوى الطالب ويؤثر على مستقبله.
وقال مدير وحدة تنسيق القبول الموحد والناطق الاعلامي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مهند الخطيب « للدستور» ان جميع قرارات مجلس التعليم العالي التي صدرت منذ بداية جائحة كورونا اكدت على جميع الجامعات والكليات الاردنية بضرورة اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بضبط مصداقية وشفافية الامتحانات.
وأضاف ان وزارة التعليم العالي خصصت بريد الكتروني وقامت بتعميمه على جميع أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية والخاصة وعلى الطلبة للتبليغ عن أي حالات تضر بعملية التعليم العالي الاردني سواء مكاتب اعداد الرسائل وأطروحات الماجستير والدكتوراة والمكاتب التي تقدم خدمات خارج اطار القوانين والتعليمات للطلبة أو أي أشخاص أو مجموعات أو جهات تقوم بحل الواجبات التي يتم اعطائها لطلبة الجامعات او المشاركة بعمليات الغش وحل اسئلة الامتحانات للطلبة.
وزاد ان الوزارة قامت بتحويل العشرات من هذه البلاغات بعد تدقيقها والتأكد منها للمدعي العام بعد ان تقوم وحدة الجرائم الالكترونية بتتبع القائمين على هذه النشاطات فقد تم احالة مجموعة للقضاء الاردني وستصدر بحقها احكام قضائية قريبة والوزارة تتابع الموضوع بشكل مكثف جدا لا سيما ان التعلم الالكتروني قد يكون شكل بيئة خصبة لبعض ضعاف النفوس لتطوير هذه الاعمال.
واضاف الخطيب ان الوزارة تتابع موضوع الغش الالكتروني ويوجد تجاوب جيد من أعضاء الهيئات التدريسية والطلبة ويقوموا بتزويد الوزارة باي بلاغات وملاحظات وتجاوزات.
واوضح ان الامور المتعلقة بالغش الالكتروني والتي تنشر من داخل الاردن فانه يمكن متابعتها والوصول الى القائمين عليها من خلال وحدة الجرائم الالكترونية لكن توجد مجموعات تعمل من خارج الاردن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يصعب السيطرة عليها وتم اتباع اسلوب لمعالجتها من خلال مخاطبة ادارة الفيس بوك والواتساب للابلاغ عنها من خلال وزارة الاقتصاد الرقمي.
واشار الخطيب ان مؤسسات التعليم العالي واعضاء الهيئات التدريسية مطالبين كذلك باتخاذ الاجراءات الكفيلة بضمان مصداقية الامتحانات كما لو انها تقدم بالحرم الجامعي وايقاع العقوبات المنصوص عليها بتشريعات الجامعات النافذة بحق اي طالب يمارس اي امور غير مشروعة اثناء تأديته للامتحان.

الدستور.

مقالات ذات صلة