ندين بأشد العبارات ” ام” إذا عدتم عدنا ؟!

حاتم الكسوانى

عطفا على المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية  المتصاعدة في القدس وغزة أصدرت  أكثر من جهة عربية  بيانات استنكارها الجاهزة دائما مع تغيير في بعض عناوينها وحواشيها ،  وهي دائما لا تخلو من عبارة ندين بأشد العبارات.
و لطالما تسائلت عن هذه العبارات الشديدة التي تأتي إشارة دون أن ترد في البيانات  او تقال على المنابر.
وطالبت مرارا  للتقليل من قيمتها  بالتعرف عليها من خلال  كتابتها في بياناتنا حتى تحدث تأثيرها الجبار المدمر.
وغالبا ما تحتوي بياناتنا الإستنكارية  النارية عبارات مثل:
– ونحن ندعو الرأي العام الدولي إلى رفض هذا السلوك وإستنكاره بكل الوسائل الممكنة.
وعبارات مثل :
– ومن منطلق المسؤولية القانونية والأخلاقية والمهنية،  نحمل  إسرائيل مسؤولية  هذا الانتهاك السافر لحقوق الإنسان و شرعة الأمم المتحدة، وجميع منظمات حقوق الإنسان.
و مثل
– ونؤكد أن المسؤولية تتطلب رفض هذا القرار  او هذا السلوك ووقف تنفيذه فوراً، ومحاسبة إسرائيل على اتخاذه من قبل هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية  .
لكن بصراحة فإن مايفقد هذه البيانات أهميتها هو اننا لم نسمع يوما بأن الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية قد الزمت إسرائيل بواحد من قراراتها او عاقبتها على عدم تنفيذها لها ؟!
أيضا… متى اهتم الصهيوني للرأي العام الدولي وحسب له أي حساب؟!
ولا تنسى بيانات  الشجب والإستنكار العربية تضامنها المطلق مع كل الضحايا  الفلسطينيين نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية وتطالب سلطات الاحتلال بوقفها وكف ممارساتها اللاإنسانية في الأراضي المحتلة.
كلام في كلام… ذكرني ببيان مؤازرة اتحاد إذاعات دول العالم الإسلامي للقضية الفلسطينية في إجتماع حضرته في جده ممثلا للإذاعة الأردنية وصاغه الوفد الفلسطيني وجاء فيه
“إن إتحاد إذاعات الدول الإسلامية يستنكر بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ويناشد كافة الهيئات والمؤسسات الدولية اتخاذ الإجراءات المناسبة لمعاقبة دولة الاحتلال على استمرار انتهاكاتها لأبسط حقوق الإنسان وحرية التعبير وللمواثيق والأعراف الدولية.
وقد سألت رئيس الوفد الفلسطيني في حينه… ماهي أشد العبارات.. لماذا لم نكتبها ام أننا نخجل منها… لكن حقيقة الأمر بأن هذه العبارات المبهمة  ميزت بياناتنا العربية الإستنكارية  التي لا نقصد محتواها .
وبصراحة أيضا  لا أعرف.. هل أضحك… أم أبكي.
نفس العبارات والأمنيات العربية تتكرر منذ عقود دون أن تأتينا بنتيجة إيجابية.
فعدونا الصهيوني يقلب القواعد والمعادلات، ففي الوقت الذي يجب علينا أن نهاجم مدنه و مستوطناته ونقصفها بكل انواع القنابل والمتفجرات، ونفعل ضدها كل أشكال المقاطعة الإقتصادية والسياسية، نجدهم يقصفون مدننا ويقتلون شيبنا وشبابنا واطفالنا ونساءنا ونجد مستوطنيهم المدججين بالسلاح هم الذين يستبيحون منازل الفلسطينيين في الشيخ جراح بهدف الإستيلاء عليها دون وجه حق، كما انهم  يهاجمون السكان الفلسطينين الآمنين أصحاب الأرض والزرع والدار فيحرقون الناس وزرعهم ويخربون أرضهم ويهدمون بيوتهم ويهجروهم داخل وخارج وطنهم.
نجدهم يتلاعبون بعقولنا بمقولات دينية لا اساس لها إلا في كتبهم فيدفعوننا للتقاعس عن قتالهم ومقاومتهم انتظارا لوعد إلاهي ينتظرونه هم ويعملون من أجله بإمتلاك القوة وتهيئة الأذهان و تزوير التاريخ وسرقة الثقافة والفن والتراث وتحطيم القيم والثوابت وعقد الصفقات و قلب الحقائق و تحقيق مزيد من إتفاقيات التطبيع العربي الممجوج …. وننتظره نحن كواحد من المسلمات التي نركن لها على أمل أن نحظى بنصر وفتح قريب.
فاحتفظوا ياسادة  ياكرام من أصحاب الولاية بكل بياناتكم الإستنكارية لأننا لا نحتاجها فهي لا تصنع فرقا ولا تحقق نصرا. 
إن شرط النصر الذي يؤازره الله هو النصر الذي يتم الإستعداد له بالعدد والعدة والنفس والمال لا النصر الذي ننتظره دون فعل.
نصر
” وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة” الذي قام به شباب القدس وشعب كامل الوطن المحتل. 
النصر الذي قامت به فصائل المقاومة في غزة
” حماس والجهاد الإسلامي ”  الذين غيروا به معادلات المواجهة ومعاييرها دون شجب او استنكار  بل قصفا  صاروخيا  أثلج صدورنا المحتقنة قهرا وغيظا  يرافقه شعار القوة
        ” إذا عدتم عدنا وإذا زدتم زدنا ” 
” وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” (النساء، الآية 104).

مقالات ذات صلة