إلى ماذا انتهت أبرز أحداث الأردن عام 2018؟ (2)

حرير – محمد أغباري و ضحى  شقيرات

كان عام 2018 في الأردن زخمًا بالأحداث الهامة، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. وقد خاض الأردنيون نقاشات وجدالات واسعة حول هذه الأحداث وحول ما ارتبط ببعضها من قرارات حكومية، دفعت بدورها الناس -أحيانًا- للاحتجاج في الشوارع والميادين. لكن الكثير من هذه الأحداث لم تحظ بمتابعات كافية لتوضيح إلى ماذا انتهى كل منها، وهل ظلت على حالها، أم تم اتخاذ قرارات موعودة بشأنها.

في هذه العرض، نعود لبعض أبرز أحداث عام 2018 في الأردن؛ ما أفضى إليها وما نتج عنها، وما ترتب عليها من ردود شعبية أو حكومية.

حادثة البحر الميت

شهدت عدة مناطق في الأردن يوم الخميس، 25 تشرين أول الماضي، تساقطًا للأمطار تشكلت على إثرها عدة سيول في مناطق مختلفة. لكن أحد هذه السيول تسبب بفاجعة في وادي زرقاء ماعين، أحد الوديان المحاذية للبحر الميت، حيث كان بعض طلبة إحدى المدارس يسيرون في قاع الوادي ضمن برنامج رحلة مدرسية، إضافة إلى متنزهين آخرين، حين داهمتهم السيول فجأة.

توفي على أثر الحادثة 22 شخصًا معظمهم من الأطفال، فضلًا عن إصابة أكثر من 30 شخصًا بينهم أفراد في الأمن العام. وأثارت الحادثة تعاطف الأردنيين مع الضحايا وعائلاتهم، كما أثارت غضب بعضهم على تجاوب الحكومة مع الأحداث منتقدين أداءها ومستائين من تخليها عن مسؤولياتها خصوصا مع تغريدة رئيس الحكومة، عمر الرزاز، ليلة الحادثة حيث حمّل المدرَسةَ مسؤولية الحادثة، قبل أن يعلن في كلمته أمام مجلس النواب أن «الحكومة إلها دخل، وهي التي تتحمل المسؤولية العملية والإدارية والأخلاقية»، وفي اليوم التالي من كلمة الرزاز تقدم كل من وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، عزمي محافظة، ووزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، باستقالتيهما، ثم صدرت الإرادة الملكية بقبولها.

تشكلت على أثر الحادثة عدة لجان للتحقيق في القضية؛ نيابية وحكومية وملكية. خلصت اللجنة النيابية إلى مخالفة مديرية تربية لواء الجامعة في العاصمة عمان لبعض أحكام تعليمات الرحلات والزيارات المدرسية، ومخالفة النشرة الجوية الصادرة عن دائرة الأرصاد الجوية التي حذرت من خطر تشكل السيول «الأمر الذي كان يتوجب معه على الوزارة [وزارة التربية والتعليم] ومن خلال مديرياتها التعميم بإلغاء جميع الرحلات المخصصة لهذا اليوم»، ومخالفة المدرَسة المنظمة للرحلة بعض التعليمات.

أما اللجنة الملكية فقد تقدمت بعدة توصيات منها التأكيد على أهمية «إعادة النظر في التشريعات الناظمة للرحلات المدرسية»، و«ضرورة تعزيز التنسيق بين أجهزة الوزارة [التربية والتعليم] المختلفة من خلال الربط الإلكتروني فيما بينها»، إضافة توصيتها بضرورة «التعاون بين وزارة السياحة والآثار ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المعنية لتحديد المواقع الآمنة والمناسبة للرحلات المدرسية»، إضافة إلى توصيات أخرى.

قبل قرابة أسبوعين تجمع بعض أهالي الضحايا أمام قصر الحسينية «للمطالبة بمقابلة الملك عبدالله الثاني والتأكيد على مطالبهم السابقة بمحاسبة المتورطين في المسؤولية عن الحادث، والكشف عن جميع نتائج التحقيق الذي أصدرته اللجنة الوزارية»، فالتقاهم رئيس الديوان الملكي، يوسف العيسوي، واعدًا بإيصال مطالبهم للملك، ومؤكدًا على متابعة الملك لسير عملية تحقيق اللجنة المكلفة.

مقالات ذات صلة