هل الأردن مستهدف؟!…. حاتم الكسوانى

نحن لا نحتاج إلى كثير من الحصافة حتى ندرك بأن الأردن مستهدف، ولا نحتاج إلى من يثبت لنا ذلك او ينفيه.
فنحن أبناء البلد نعيش حالات الوطن واحداثه لحظة بلحظة، واي مواطن اردني يمكن أن يشير لنا إلى أكثر من حالة او حدث يثبت فيها ان وطننا الأردني مستهدف من أكثر من جهة.
– فالأردن مستهدف من إسرائيل بالدرجة الأولى لانه يقف حجر عثرة في  طريق خططها الرامية إلى دحرجة المواطنين الفلسطينين إلى الأردن بعد إضعافه إقتصاديا وضعضعة بناه الإجتماعية بمزيد من الأفعال التآمرية الهادفة إلى بث الفرقة بين مكوناته الإجتماعية لإيصاله إلى حالة من الضعف لا يستطيع معها إلا القبول بالأمر الواقع وفق تصور سياسي دولة الكيان وأحلامهم .
وقد كانت لاءات جلالة الملك الرافضة لمخططات الوطن البديل وتمسكه  بالولاية الهاشمية على الأقصى والأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس والأراضي المحتلة ، ورفضه اي بديل سياسي لحل الدولتين سببا في إثارة حنق نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية وتآمرهما على الأردن.
– والاردن كان مستهدفا عندما تم تقطيع صلاته مع أعماقه الإستراتيجية الحقيقية في سوريا والعراق بعد إضعافهما وتدمير كل عناصر قوتهما الإقتصادية والعسكرية وتهجير حوالي مليوني مواطن من أبنائهما إلى الأردن مما أثقل كاهله على كل الصعد الإجتماعية والإقتصادية والصحية والتعليمية وشكل ضغطا غير مسبوق على بناه التحتية وافقده كل فرص التكامل والتبادل الإقتصادي النشطة  قبل خلط أوراق المنطقة  مع أسواقهما.
– الأردن كان مستهدفا عندما تم التنكر لكل قرارات مؤتمرات الدول المانحة بتقديم مساعدات مالية تساعده على التغلب على أزماته الإقتصادية وتلبيته لمتطلبات  أعباء موجات هجرات اللاجئين المتتالية التي دفعت إليه من دول الجوار العربي ، وعندما لم تتم  الإستجابة لدعوات مساعدة الأردن ودعم إستقراره التي أطلقتها قطر مرارا وتكرارا حيث ترك الأردن كرجل السيرك الذي يسير على الحبل لايساعده أي أحد على الثبات والتوازن فوق الحبل  إلا مهارته على السير عليه وعصاه.

– الأردن كان مستهدفا عندما  سحب البساط من تحت قدميه بتكرار المحاولات الهادفة إلى التقليل من شأنه كدولة ذات ثقل سياسي في المنطقة، بحكم إلتصاقه بالقضية الفلسطينية وتمسكه بمواقفه الثابتة المتمثلة برفضه رفضا قاطعا لصفقة القرن ومقاومته لها ،مخالفا بذلك مواقف دول الخليج العربي التي ضلعت في تسهيل  تنفيذها .

– استهدف الأردن عندما دفع إلى توقيع إتفاقيات مشاريع غير مجدية إقتصاديا له وعندما تم تعطيل تنفيذه لمشاريع استراتيجية لإقتصاده كدفعه لتوقيع  إتفاقية شراء الغاز الإسرائيلي ” المسروق”، وتعطيل  تنفيذ مشروع مد  أنبوب النفط بين البصرة والعقبة أكثر من مرة.

ومن الملاحظ بأن المساعدات العربية للأردن توجه  لمشاريع بنى تحتية غير مولدة للدخل المتكرر  كمشاريع الطرق والجسور، وحجبها عن تطوير او تنفيذ مشاريع مولدة للدخل الدائم كالمشاريع الإستخراجية للثروات الوطنية وتطوير مشاريع الطاقة البديلة … وغيرها.
– ولطالما استهدف الأردن بإذكاء نار الفتنة بإستغلال بعض الإحتقانات الداخلية والأخطاء والسلوكيات الإدارية التي لا تخلو من تأثيرات الفساد  والمحسوبية والدفع نحو تصعيدها بما يخالف أجندات الأردن ، وتوجهاته  ، وسياساته الإصلاحية ، ووحدة شعبه.

– وعندما تكون منطقة الشرق الأوسط برمتها مستهدفة بالإضعاف والتقسيم الجغرافي والسياسي والثقافي لتشكيل شرق أوسط جديد يتوافق مع مخططات الكيان الصهيوني وأعوانه الدوليين فإن ذلك يعني بأن الأردن مستهدف بإعتباره جزء منها.

وكما ترى  كل القوى الوطنية فإنني أؤكد على ضرورة   إجراء مراجعة وطنية شاملة تضع الأصبع على مكان الضعف والخلل التي يمر مناوئي الأردن منها لمعالجتها وتصليبها ، مدعمة بلحمة قوية بين القيادة والشعب ومؤسسات الدولة لإعادة الق الأردن الذي عايشناه وافتخرنا به على الدوام.

 

مقالات ذات صلة