انتصار جديد للدبلوماسية الأردنية بملف القدس

تتواصل الإنجازات التي تحققها الدبلوماسية الأردنية فيما يخص ملفات القضية الفلسطينية، فبعد نجاح الوفد الأردني بقيادة جلالة الملك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعم وكالة «الأونروا»، يجيء انجاز آخر في ملف القدس، عبر تبني المجلس التنفيذي لليونسكو مشروع القرار المتعلق بالقدس بالإجماع.
القرار جاء  إثر جهود دبلوماسية أردنية مكثفة خلال الاسابيع الماضية وتم بالتنسيق التام والتعاون مع دولة فلسطين والأمانة العامة والمجموعتين العربية والإسلامية، وبقية الأطراف المعنية في اليونسكو، ويؤكد القرار على جميع المكاسب السابقة التي تم تحقيقها في ملف القدس في اليونسكو، ويطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها وإجراءاتها أحادية الجانب وغير القانونية ضد المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وفي البلدة القديمة للقدس وأسوارها.
ويضع القرار حداً للمزاعم الإسرائيلية، ويعرقل مساعيها بتغيير طابع المدينة المقدسة، إذ يؤكد بطلان جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية لذلك، ويُشير إلى ضرورة الإسراع في تعيين ممثل دائم لليونسكو في البلدة القديمة للقدس لرصد كل ما يجري فيها ضمن اختصاصات المنظمة، ويدعو أيضاً لإرسال بعثة الرصد التفاعلي من اليونسكو إلى القدس لرصد جميع الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
هذه الخطوة كانت تنبّهت المملكة لأهميتها باكراً، حيث سبق وأن قام الأردن عام 1981 بتسجيل البلدة القديمة للقدس واسوارها على قائمة التراث العالمي، وعام 1982 على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وذلك لحمايتها من انتهاكات وممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
إنّ ما حققته الدبلوماسية الأردنية على مدار الأشهر القليلة الماضية، يبعث في نفوس الأردنيين الفخرَ والاعتزازَ، وهم يرون قيادتهم في موقف ثابت لا يتغير، إزاء نصرة الأشقاء الفلسطينيين، ورغم ما تعانيه المملكة من أوضاع اقتصادية صعبة، وتحديات وضغوطات كبيرة، إلا أنها لم تتخلَّ عن دعم الأشقاء، وبقي ملف القضية الفلسطينية على سلم الأولويات الأردنية، ولم يتراجع عن موقع الصدارة في خطابات ولقاءات جلالة الملك عبد الله الثاني، ومن بعده مختلف مسؤولي الدولة.
هذا الانتصار، يدفع دون أدنى شك، إلى مواصلة الجهود الأردنية الرامية إلى استرجاع الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه المشروعة، وهو بالضرورة حافز ودافع للمجموعة العربية والإسلامية لمزيد من التنسيق والتعاون مع المملكة، كي ينال الشعب الفلسطيني حلم أجياله بإقامة دولتهم المستقلة، ويصون مقدساته الإسلامية والمسيحية التي يتشرّف الأردن بحمل جلالة الملك عبد الله الثاني لشرف وصايتها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.

 

الدستور

مقالات ذات صلة