استطلاع: 74.1 % من الأطفال الأردنيين يتابعون “يوتيوب”

حرير _  بين غياب اي فرص للقيام بأنشطة خارجية في ظل الاغلاقات المبكرة وحظر يوم الجمعة وحالة الملل التي تنتاب الاطفال في منازلهم، يصبح اقبالهم على استخدام التطبيقات الالكترونية لساعات طويلة الوسيلة الوحيدة للتسلية، في وقت ادى هذا الاقبال لازدياد مخاوف اسرهم حول المحتوى الذي يتعرضون له في الانترنت.

نحو 96.9 % من الاطفال يقضون بين ساعة الى 6 ساعات يوميا امام صفحات الانترنت، وتصل نسبة المتابعة لتطبيق موقع التواصل الاجتماعي (يوتيوب) نحو 74.1 % للاطفال بين 4 الى 10 اعوام، وفق استطلاع للرأي اجراه برنامج السلامة الرقمية في الاردن.
هذا الوقت الذي يقضيه الاطفال امام الانترنت، خلق تخوفات عدة لدى الاهالي في ظل صعوبة متابعة ما يشاهده ابناؤهم من محتوى.
“منى” مثال لكثير من ربات الاسر التي تواجه اشكالية “ادمان” اطفالها على التطبيقيات الالكترونية، اذ باتت ساعات متابعتهم لها في الايام العادية تزيد على 3 ساعات، لتصل في عطلة نهاية الاسبوع، بخاصة يوم الجمعة الى 10 ساعات يومية.
تقول منى “ليست الاشكالية في عدد ساعات ملاحقتهم لمواقع الانترنت فقط، بل نحن لا نستطيع مراقبة كل محتوى يتباعونه”، موضحة “اقوم باختيار قنوات محددة ليتابعها ابنائي، لكن المشكلة في المقترحات التي تظهر لاحقا ضمن هذه القنوات، بعضها يبدو وكأنه برامج اطفال، لكن مضمونها سيئ جدا وغير تربوي اطلاقا”.
وتضيف “مع غياب اي نشاط للاطفال وحالة الملل التي تصيبهم جراء مكوثهم في المنزل، اصبحت اشعر بان السيطرة على يوتيوب صعبة جدا”.
مشكلة اسرة منى وغيرها، لاقت حلا مؤخرا، عندما أطلقت شركة يوتيوب تطبيق youtube kids باللغة العربية الاثنين الماضي في 15 دولة عربية، بينها الاردن.
وفي هذا السياق، تقول المتحدثة باسم شركتي غوغل ويوتيوب في الاردن داليا فقيه لـ”الغد” إن “التطبيق الجديد، يساعد العائلات على اكتشاف محتوى مناسب للأطفال، يشمل مجموعة واسعة من الفيديوهات باللغة العربية، ويوفر أدوات سهلة الاستخدام للرقابة الأبوية، ليتمكن الأهل من تخصيص تجربة أطفالهم وفقاً لاحتياجاتهم كأسرة.
ولفتت الى ان التطبيق، يتيح للعائلة والاطفال، فرصة مشاهدة الفيديوهات المفضلة بسهولة، كما يمنح الامهات والآباء، ادوات بسيطة لتكييف استخدام التطبيق مع احتياجات العائلة.
وبحسب بيان صحفي صادر عن “يوتيوب”، أنشئ التطبيق خصيصا للاطفال تحت سن الـ13 عاما، وهو تطبيق مستقل يقدم محتوى متنوعا، يناسب افراد العائلة، ويوفر فرصة استكشاف لمواضيع جديدة والابحار بمخيلتهم عبر قنوات وقوائم تشغيل تندرج تحت فئات تشمل: التعليم والهويات، والفنون والاعمال اليدوية، والالعاب والموسيقا والرقص، بالإضافة الى قنوات وفيديوهات صانعي المحتوى العائلي وغيرها من الفئات.
ويوفر تطبيق يوتيوب كيدز، أدوات ادارة ورقابة ابوية سهلة الاستخدام، تمكن كل عائلة من اختيار الاعدادات التي تناسبها، ومن بين هذه الميزات والادوات المفيدة،
وفقا للفقيه، يتيح التطبيق ميزة للوالدين، انشاء ملف منفصل لكل طفل، بحيث تتوافر للاطفال اقتراحات حول المحتوى المناسب لأعمارهم واهتماماتهم، بالاضافة للمحتوى المختار بعناية، بحيث تتيح ميزة “المحتوى الموافق عليه من الوالدين”، للامهات والآباء امكانية اختيار فيديوهات وقنوات محددة، يسمحون لأطفالهم بمشاهدتها عبر التطبيق.
واضافت ان التطبيق يوفر ميزة ايقاف البحث، اذ لا يتمكن الطفل من البحث عن الفيديوهات، بل تقتصر على المحتوى المتوافر امامه على مجموعة معينة من القنوات، بالإضافة الى وقت الشاشة، اذ توفر اداة التوقيت المضمنة في التطبيق للوالدين امكانية تحديد المدة المسموح بها لأطفالهم، بمشاهدة الفيديوهات، بحيث يعطي التطبيق اشعارا للطفل عد انتهاء وقت الجلسة المحددة.
وحول اهمية توفير تطبيق يوفر اعداد الرقابة الوالدية، تقول خبيرة الطفولة المبكرة سهى طبال، إن توفير أدوات رقابة أبوية سهلة الاستخدام فكرة جيدة، لتمكين كل أُسرة من اختيار الإعدادات التي تناسب أبناءها، لافتة في ذلك الى ان وقت الشاشة الذي حدد مسبقا من الجهات المعنية بالطفولة المبكرة أصبح يُمكن التحكم به، عن طريق هذا التطبيق، ويمكن الوالدين تحديد المدة المسموح بها لأطفالهم مشاهدة الفيديوهات.
وتابعت السؤال: هل نحنُ بحاجة لتطبيق ذكي ينظم وقت الأبناء، أم بحاجة للتوسع في برامج التوعية الوالدية لتزويد الأسر بأفكار حول بدائل الشاشات التي أصبحوا مرغمين على قضاء وقت أمامها لغايات تعليمية؟
وزادت، اذا كانت الجهات ذات العلاقة تنصح بعدم قضاء الكبار فوق عمر الـ18 عاما أمام الشاشات لوقت يزيد على ساعتين، وهم من اكتمل نموهم وتطورهم، فالأولى أن توجّه الجهود لتطوير محتويات موجهة للأسر، بدلا من تيسير وصول الطفل الى التكنولوجيا خارج اوقات التعلم، بخاصة اذا ما علمنا بأن غالبية صناع التكنولوجيا يحددون اوقات الشاشة لأبنائهم، ويخصصون الوقت الاكبر للتشجيع على القراءة والكتابة والانشطة التفاعلية التي تحفز الابتكار.

الغد.

مقالات ذات صلة