الحذر يمنع القدر والقوة تمنع الضرر .

حاتم الكسواني

عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما :

يارسول الله هل الحذر يمنع القدر ؟

قال : نعم الحذر يمنع القدر ،إذا كان الوباء بأرض فلا تدخلوها ، وإن كنتم فيها فلا تخرجوا منها .

وفي تفسير الآية الكريمة ” ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة  ” البقرة 195

ذكر أهل التفسير أنها نزلت في الأنصار لما أرادوا أن يدعوا الجهاد، وأن يتفرغوا لمزارعهم، أنزل الله في ذلك قوله -جل وعلا-: وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ[البقرة:195] فالإلقاء باليد إلى التهلكة التأخر عن الجهاد ،  فترك الجهاد إذا وجب هو من المعاصي،  وهو  كما فهمه الصحابة من الإلقاء باليد إلى التهلكة، فإذا استنفر الإمام الناس؛ وجب النفير، وإذا دعت الحاجة إلى النفير؛ وجب النفير، ولا يتركوا النفير لأجل الاشتغال بالمزارع، أو التجارة، أو غير ذلك .

وتبعا لهاتين القاعدتين عند إسقاطهما على واقعنا الحالي فيما يجري بغزة والضفة الغربية فإن من واجب الأمة أن تمنع الضرر الجسيم الذي يصيب الوطن الفلسطيني والأهل هناك من قبل عدونا الصهيوني والذي يتمثل  بالقتل ، وبتدمير كل أسباب الحياة ، و بتنفيذ العدو لمخططاته الشيطانية الهادفة إلى السيطرة على كامل الوطن الفلسطيني ، ليستكمل تاليا مخططاته المعدة سلفا  للسيطرة على باقي الدول العربية دون إستثناء بالإحتلال العسكري أو السيطرة الإقتصادية والسياسية عليها .

وعليه ولمنع هذا الضرر الذي سيصيب الأمة  لابد من إعلان النفير العام والتزام القاعدة الشرعية بالجهاد وإلا فإننا نساعد عدونا الصهيوني ونهيأ له الأرضية الخصبة لاستكمال مشروعه الإستعماري الإحلالي في بلادنا .

من الغريب ان نصمت على ما يجري في غزة ، وأن نصمت على إنهاكها وإخراجها من دائرة الأرض القابلة للحياة عليها في ظل دفع الناس للعيش في الشوارع تحت خيم بدائية بعد تدمير منازلهم واماكن الإيواء التي رحلوا إليها وملاحقتهم بالقصف والتقطيع والإعاقة في كل مكان يحلون به  في القطاع المكلوم ، بالإضافة إلى منع وصول الغذاء والدواء والطاقة إليهم ليموتوا من تفشي الأمراض والتأثر من  تداعيات إصاباتهم وجروحهم .

لا أدري هل ننتظر أن تحسم حماس المعركة وحدها وتنتصر على العدو الصهيوني وتحرر كل فلسطين ، دون إمدادها  بالعدة والعتاد ؟!

أن أي عاقل لا يعتقد ذلك رغم ماحققته حماس غزة وقوى مقاومتها الأخرى من نصر إستراتيجي على عدونا الصهيوني وكسر لشوكته ، ورغم صمودهم الأسطوري هناك  .

أن غزة تنتصر والعدو ينكسر إذا عملت الأمة على دعمها بتحييد القوة النارية المصبوبة عليها من سلاحي الطيران والمدفعية من قبل أحرار الأمة وعندها فإن مجاهدي غزة سيتولون أمر مرمغة أنف جيش الكيان الصهيوني الجبان في رمال غزة وسيحققون وعدهم بأن تكون غزة مقبرةَ الغزاة الصهاينة.

وبعد فإننا نخلص إلى صواب القاعدة القائلة ب  :

الحذر يمنع القدر ،والقوة تمنع الضرر .

مقالات ذات صلة