
الشونة الجنوبية: مئات الشباب مهددون بفقدان وظائفهم في مصنع للألبسة
حرير _ فيما يؤكد العشرات من العاملين في مصنع للألبسة في الشونة الجنوبية تسريحهم من العمل بحجة تقليل النفقات، يحذر مئات العاملين من إغلاق المصنع الذي يوفر ما يقارب من 500 فرصة عمل لأبناء المنطقة.
وبحسب مصدر مطلع في المصنع، فإن الخسائر الكبيرة التي منيت بها الشركة منذ جائحة كورونا وضعت خيار الإغلاق في الواجهة في ظل عدم قدرتها على تحمل الكلف التشغيلية المرتفعة مع استمرار إغلاق الأسواق الخارجية.
وتؤكد عبير أن الأوضاع المعيشية باتت أسوأ في ظل عدم وجود دخل يلبي متطلبات أسرتها المعيشية، لافتة إلى أنها فقدت مصدر دخلها الوحيد الذي كان يؤمن لها حياة كريمة.
وتقول “جميعنا نعي حجم الخسائر التي لحقت بالشركة منذ بدء جائحة كورونا، إلا أن الخسارة الأعظم ستكون لمئات الأسر التي تعتمد كليا على العمل فيها لتوفير لقمة العيش”، مضيفة أنه تم تسريح ما يزيد على خمسين فتاة وقد يزداد العدد خلال الأسابيع المقبلة.
وتلفت إلى أن مئات الأسر سوف تجد نفسها بلا دخل، إذا ما تم إغلاق المصنع الذي جاء بمكرمة ملكية لأبناء المنطقة والأغوار عامة، موضحة أن غالبية العاملين بالشركة من الإناث اللاتي يعلن أسرا، وتعطلهن عن العمل سيجبرهن على اللجوء لصندوق المعونة الوطنية للحصول على أقل ما يمكن لتأمين المتطلبات الرئيسة لأسرهن.
وتؤكد أماني، أن المصنع هو المشروع التنموي الوحيد الذي أسهم في تشغيل مئات الفتيات، وساعد كثيرا على خفض معدلات الفقر والبطالة في المنطقة، مشيرة الى أن تقليص أعداد العاملين أو التوجه لإغلاقه سيشكل ضربة موجعة لأبناء الأغوار بشكل عام.
وأوضحت أن هذا المشروع هو الوحيد الذي يؤمن استقرارا وظيفيا للعاملين من حيث الاشتراك بالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، والحقوق العمالية الأخرى على خلاف العمل بالقطاع الزراعي.
وتقول “ليس من السهل الحصول على فرصة عمل في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم في ظل جائحة كورونا، خاصة وأن معظم الفتيات أصبحن يمتلكن مهارة وخبرة في العمل لا يمكن توظيفها في قطاع آخر”، موضحة “أن الكارثة تكمن في أن العديد من الفتيات مقيدات بالتزامات شهرية وفقدانهن العمل سيضعهن في موقف صعب للغاية”.
ويؤكد عضو مجلس المحافظة الدكتور عمر السعد العدوان، أن إدارة المصنع استغنت عن عشرات العاملين، معظمهم من الفتيات، مضيفا أن الأوضاع في المصنع تسير نحو الإغلاق، ما يهدد بفقدان مئات العاملين وظائفهم، الأمر الذي سيفاقم من نسب الفقر والبطالة التي تعاني منها مناطق الأغوار، في ظل التراجع الكبير في قطاعي الزراعة والسياحة.
ويضيف أن إغلاق المصنع سيؤدي إلى خسارة فرصة استثمارية كبيرة، طالما حلم بها أبناء الأغوار، خاصة بعد إغلاق مصنع الألبسة في ديرعلا، مشددا على ضرورة تدخل الحكومة لضمان استمرار العمل في المصنع والحفاظ على مصادر دخل العاملين، الذين سيشكلون في حال تسريحهم تحديا كبيرا لوزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية.
ومن جانبه، قال مدیر المصنع محمد قطیشات، إنه تم الاستغناء عن 50 عاملا ممن مضى على تعيينهم ثلاثة أشهر فقط، فيما ما يزال مئات العاملين على رأس عملهم، موضحا أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المصنع نتيجة جائحة كورونا هي السبب وراء ذلك.
وأضاف أن خسائر المصنع منذ شهر آذار (مارس) الماضي تجاوزت 9 ملايين دينار، نتيجة الإغلاق الذي استمر أربعة أشهر وتراجع الطلب على الإنتاج، موضحا أن المصنع قام خلال تلك الفترة بدفع كامل أجور العاملين دون نقص رغم توقفه عن العمل.
وأوضح أن المصنع الذي يورد إنتاجه للسوق الأميركية يعمل على نظام الطلبيات؛ أي أن عمله مرتبط بالطلب والذي بدوره تراجع بشكل كبير منذ بدء الجائحة، ما أجبره على اتخاذ خطوات لخفض النفقات التشغيلية لضمان ديمومة العمل، مشيرا إلى أن المصنع أسهم منذ إنشائه قبل 11 عاما على التخفیف من نسب الفقر والبطالة في المنطقة، خاصة في صفوف الإناث.
وأوضح أن الاشتراطات الصحية التي فرضتها قوانين الدفاع وما نتج عنها من مخالفات من الجهات المعنية رغم التقيد الكامل بهذه الاشتراطات، قلل من حجم العمل والإنتاجية، مؤكدا أن الكلف التشغيلية الشهرية تقارب من 200 ألف دينار.
يذكر أن المصنع أنشئ استجابة للمبادرة الملكية لمواجهة الفقر والبطالة في المناطق النائية، والتي تقوم على إنشاء فروع إنتاجية للشركات القائمة أو لمصانع جديدة، حيث جرى تقديم التسهيلات كافة اللازمة لإقامة المشروع.
الغد.